ألغى محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي الزيارة التي كانت من المفترض أن يقوم بها لإسبانيا يوم 23 شتنبر 2002 لمدارسة الملفات العالقة بين البلدين. وتعود أسباب الإلغاء إلى احتجاج المغرب على هبوط طائرة هيلكوبتر عسكرية إسبانية على جزيرة تورة المغربية. وأعلنت وزارة الخارجية المغربية أن مروحية للجيش الإسباني حطت بعد ظهر الأحد الماضي في جزيرة تورة، واعتبرت الوزارة هذا العمل "غير مقبول وتنتهك إسبانيا به مجددا المجال الوطني جوا وبرا". وكان من المنتظر أن يلتقي وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى نظيرته الإسبانية أنا بالاثيو في مدريد أمس الإثنين بعدما تم اللقاء الأول بالرباط في 22 يوليوز الماضي إثر الاحتلال الإسباني لجزيرة تورة. وقال بيان الخارجية المغربية إن بنعيسى اتصل هاتفيا "بأنا بالاثيو" ليبلغها الاحتجاج الشديد للمغرب على هبوط الطائرة مضيفا أن الاجتماع المقرر في 23 من الشهر الجاري في مدريد لم يعد مناسبا في مثل هذه الظروف< وفي نفس السياق اعتبرت الخارجية المغربية أن هذا الحادث المؤسف يتناقض بشكل فاضح مع حرفية وروح الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين البلدين في يونيو الماضي بفضل وساطة الخارجية الأمريكية كولن باول. وكان الطرفان المغربي والإسباني كلاهما يعقد آمالا على اللقاء المفترض ليوم 23 شتنبر للشروع في تسوية بعض الملفات العالقة كملف سبتة ومليلية والصحراء المغربية والهجرة السرية والصيد البحري وملف عودة السفيرين. وسبق لوزيرة خارجية إسبانيا آنا بالاثيو أن أكدت مرارا أنه بعد تسوية ملف جزيرة تورة يجب العمل على عودة سفيري البلدين في إشارة إلى سحب المغرب لسفيره من مدريد في أكتوبر العام الماضي، في حين أن السفير الإسباني غادر الرباط عشية احتلال القوات الإسبانية لجزيرة تورة. ويبقى ملف المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية من أكثر الملفات تعقيدا وتأثيرا على مستقبل العلاقة بين الرباطومدريد. وقد دعا جلالة الملك في خطاب العرش ليوليوز الماضي إلى فتح حوار للبحث في حل يضمن سيادة المغرب ووحدته الترابية ويحفظ لإسبانيا مصالحها الاقتصادية والتجارية. وتواجه المغرب وإسبانيا الأسبوع الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول ملف المدينتين المحتلتين. ففيما أكد وزير الخارجية المغربي أن سبتة ومليلية مدينتان مغربيتان ولا تنازل عن السيادة عليهما، زعمت أنا بالاثيو أنهما إسبانيتان ويندرجان في الفضاء الأوروبي. عبد الرحمان الخالدي