كشفت مصادر إعلامية مطلعة أن الخبر القاضي بزيارة مدير المخابرات الإسبانية خورخي ديسكايار للمغرب بشكل سري في الأسبوع الماضي خبر صحيح. وكانت جريدة القدس العربي التي أوردت صحة هذا الخبر يوم الأربعاء الماضي استنادا إلى بعض المصادر قد أشارت إلى أن هذه الزيارة تشير إلى حصول تحرك في القنوات الدبلوماسية السرية بين الرباطومدريد في الأسبوعين الأخيرين لتجاوز الأزمة بينهما. وهي زيارة من المنتظر أن يكون لها انعكاس إيجابي على العلاقات الثنائية بين الرباطومدريد. ونسبت الجريدة على لسان بعض المسؤولين المغاربة أن مدير المخابرات الإسبانية خورخي ديسكايار كان مكلفا بمهمة لدى السلطات المغربية في محاولة منه للوقوف على الأسباب التي تعيق تجاوز الأزمة بين البلدين وكيفية تحسينها، وفي الوقت نفسه العمل على طمأنة السلطات المغربية من أن تطوير العلاقات بين الجزائروإسبانيا لن يكون على حساب العلاقات الإسبانية المغربية. وتأتي الزيارة التي قام بها مدير المخابرات الإسبانية الأسبوع الماضي للمغرب متزامنة مع الزيارة التي قام بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى إسبانيا أيام سابع وثامن وتاسع أكتوبر الجاري تم خلالها التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون بين الجزائرومدريد شبيهة بتلك التي وقعتها مدريد مع المغرب سنة 1991 ومع تونس سنة 1995. وكان العاهل المغربي محمد السادس قد بعث في الأسبوع الماضي ببرقية تهنئة لملك إسبانيا خوان كارلوس بمناسبة العيد الوطني لإسبانيا اختلفت تقييمات الأوساط الإسبانية في استقبالها، وإن كان أغلبها اعتبر أن البرقية تشكل التفاتة طيبة من صاحب الجلالة محمد السادس يجب استثمارها في تحسين العلاقة المغربية الإسبانية. جدير بالذكر أن القيادة العسكرية الإسبانية، وكما كشفت عن ذلك بعض المصادر الإعلامية المطلعة أعلنت عن عزمها شراء صواريخ باتريوت من ألمانيا وبموافقة الولاياتالمتحدةالأمريكية لمواجهة صواريخ مزعومة قادمة من جارها الجنوبي. وتؤكد السلطات الإسبانية أن المغرب ليس هو البلد المعني بهذا الاستعداد العسكري الإسباني وتسابق مدريد نحو اقتناء المزيد من الأسلحة، خاصة من روسيا الفدرالية التي زارها العاهل المغربي في مطلع الأسبوع الحالي والتي عرفت التوقيع على إعلان حول الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وموسكو بالاضافة إلى التوقيع على خمس اتفاقيات قطاعية أخرى تهم الصيد البحري والطيران والتجارة والصناعة والخدمات والاستشعار الفضائي والبريد والمواصلات، إلا أن المراقبين والمهتمين يجمعون على أن المقصود من كل هذا السباق الإسباني نحو التسلح هو المغرب. ولتأكيد ما يذهب إليه المراقبون والمهتمون بواقع ومآل العلاقة المغربية الإسبانية خاصة بعد أحداث احتلال جزيرة تورة المغربية في شمال المغرب، يكفي أن مدريد قامت بعرض جميع عتادها العسكري الحديث بمناسبة الاستعراض الذي أقامته بمناسبة عيدها الوطني وكان أن علقت جريدة لاراثون على الحدث بقولها إن الجيش الإسباني يظهر أنيابه للمغرب. يذكر أن وزيرة خارجية إسبانيا أنا بالاثيو أعلنت مؤخرا على إثر البرقية التي بعث بها العاهل المغربي لملك إسبانيا بمناسبة العيد الوطني لإسبانيا عن رغبتها في لقاء السيد محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي قبل نهاية الشهر الجاري للتحاور بشأن القضايا المشتركة. عبد الرحمان الخالدي