أفادت مصادر إعلامية إسبانية متطابقة، أن مدير المخابرات الاسبانية «ألبرطو ساينس» سيقوم يوم السبت 21 مارس الجاري بزيارة إلى الرباط لعقد اجتماعات مع رجال الاستخبارات المغاربة، وخاصة مع قيادة مديرية الدراسات والمستندات (لادجيد). وحسب نفس المصادر الإعلامية، فإن موضوع الزيارة هو مناقشة ملف ضابط المخابرات الاسباني برتبة «عقيد» المعتمد بقنصلية إسبانيا بالناظور منذ سنوات، والذي صدر في حقه الأربعاء الماضي قرار الطرد من المغرب. وكانت بعض المصادر العليمة، قد أشارت إلى أن سبب الطرد يعود إلى كون الضابط المطرود تجاوز الأعراف الدبلوماسية المعمول بها دوليا، وتورط في المشاركة في اجتماعات ولقاءات وأنشطة قامت بها بعض الجمعيات في منطقة الريف تحمل شعار الانفصال والحكم الذاتي، وتلقى تأييدا سياسيا ودعما ماليا من بعض الأوساط الإسبانية، خاصة من جهات رسمية من مناطق كاطالونيا والباسك والأندلس. وكان الخبير الاسباني في العلاقات المغربية الاسبانية «بيدرو كاناليس» قد أكد مؤخرا في تصريح له بجريدة «الباييس» بأن طرد الضابط الاسباني من المغرب شكل مفاجأة حقيقية في الأوساط الأمنية الإسبانية، وقد يحدث أزمة دبلوماسية بين البلدين، إذا لم يتم عاجلا احتواء الملف. ويذكر في نفس السياق، أن حدث طرد ضابط المخابرات من المغرب يبرز مدى التواجد الاستخباراتي الاسباني بالمغرب، حيث تتمركز عناصر وكالة الاستخبارات القومية ( CNI) بسفارة إسبانيابالرباط وفي القنصليات الست بمدن تطوان وطنجة والدار البيضاء والناظور وأكادير والرباط. وكذلك في المعاهد والمراكز الثقافية والغرف التجارية والكنائس والجمعيات وتقوم بتجنيد بعض العملاء المحسوبين على بعض الجمعيات والمجالس المنتخبة. تبقى الإشارة في الختام، إلى أن منطقة المغرب العربي تعد من المناطق الحساسة التي توليها إسبانيا أهمية خاصة في استراتيجيتها الاستعلاماتية والعسكرية الخارجية، بحكم الملفات الكبرى التي تجمعها مع بلدان هذه المنطقة وفي مقدمتها التطرف الديني وتهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية، إضافة إلى النزاعات الترابية مع المغرب حول سبتة ومليلية والجزر الجعفرية. وتجدر الإشارة كذلك، إلى أن سلطات تونس كانت قد أقدمت منذ سنتين على طرد ضابطة في المخابرات الاسبانية من أراضيها، بسبب لقاءات أجرتها مع مسؤولين وأطر قيادية تنتمي إلى أحزاب سياسية معارضة. عن جريدة العلم