«المخابرات الإسبانية مريضة» هذا هو انطباع عدد من المسؤولين ووسائل الإعلام الإسبانية بعدما طفت على السطح عدد من الصور والتسريبات التي كشفت عن ضعف أكبر جهاز استخباري إسباني، ينشر في المغرب أكثر من 200 عميل نصفهم في الشمال، حسب مصادر أمنية، إضافة إلى عدد من الضباط العسكريين الرسميين. لم يكن رئيس الحكومة الإسبانية خوصي لويس رودريغيث ثاباتيرو يتوقع يوما أن يتم طرد عدد من عملائه وعناصر جهازه الاستخباري من طرف عدة دول بسبب أخطاء مهنية تتنافى مع وجودهم داخل المصالح القنصلية. مرض المخابرات الإسبانية انطلق منذ بداية محاكمة المغاربة المشتبه فيهم في هجمات 11 مارس بمدريد، وما عرفته أطوار المحاكمة من ترجمات غير دقيقة للمكالمات الهاتفية للمعتقلين الذين كانت هواتفهم تحت التنصت، لتنتهي الأسبوع الماضي بهيكلة جديدة للجهاز، عله يسترجع نوعا ما «حيويته السابقة» يقول عسكري إسباني ل«المساء». تفاديا لذلك أعلن مدير الاستخبارات الإسبانية سايث استقالته الخميس الماضي عقب تسرب أخبار تكشف استخدامه أموالا عامة في أغراض خاصة وسفرياته للصيد في المياه المغربية باستغلال أموال عامة، إضافة إلى صور نشرت له وهو في كامل نشوته يمسك بسمكة كبيرة ومحاطا بسكرتيرته وعدد من رجاله. وأفادت مصادر مأذونة أن «سايث حاول في آخر قرار له هيكلة الجهاز مع إقرار خطة لإنعاش الجهاز وتوظيف 60 عميلا آخر للمخابرات، وهي الخطة التي رفضتها وزيرة الدفاع الإسبانية كارمين شاكون»، باعتبار أنه «لا يمكن لشخص أصاب الجهاز بالترهل أن يعد خطة لإنعاش الجهاز الاستخباري». ومن أكثر القضايا المثيرة للجدل والمتعلقة بهذا الجهاز وقعت في المغرب وكوبا، إذ يشار في هذا الصدد إلى أن ثلاثة من ضباط المخابرات الاسبانية «طردوا» من الناظوروتطوان. يضاف إلى ذلك إغلاق فرع (سي إن إي ) في تطوان، بعدما كانت السلطات المغربية قد طالبت نائب القنصل الإسباني بالناظور بمغادرة البلاد متهمة إياه بالقيام «بأعمال تجسسية»، كما أن السلطات التونسية، أوقفت أيضا ضابطا إسبانيا لمدة محدودة متهمة إياه بربط صلات وثيقة مع رابطة لحقوق الإنسان. مرض المخابرات الإسبانية أرغم ثاباتيرو على تغيير المؤسسة الاستخباراتية وإلباسها مجددا البذلة العسكرية، حيث عين رئيس هيئة الأركان السابق فليكس سانث رولدان الذي قال «لن تلتئم الجراح الداخلية للمخابرات، وأنه لابد من إعادة النظر في نشر موظفي الوكالة في عدة أماكن حساسة مثل المغرب وكوبا». وأفاد مدير المخابرات الإسبانية في حوار صحافي أنه أكثر القضايا المثيرة للجدل والمتعلقة بهذا الجهاز وقعت في المغرب خلال الأشهر القليلة الماضية.