كشفت مصادر مطلعة ل«المساء» أن الجنرال فليكس سانث رولدان، مدير مركز المخابرات الإسبانية الوطنية الجديد، يعكف، منذ 100 يوم بعد تعيينه، على إحداث «تنظيم» جديد لأجهزة الاستخبارات الإسبانية وتوظيف عناصر جامعية لم يسبق لها العمل في المجال الاستخباراتي. من جهتها، كشفت يومية «دياريو كريتيكو» الإسبانية، في عددها ليوم أمس، أن وزير الخارجية الإسباني، ميغيل آنخيل موراتينوس، شدد على تعيين سفير إسبانيا في المغرب، لويس بلاناس، كمدير للمخابرات الوطنية الإسبانية، لكن اقتراحه عرف معارضة أطراف أخرى في الحكومة الإسبانية. وجاء تعيين الجنرال رولدتن بعد تقديم ألبرتو سايث، المدير السابق للجهاز، استقالته. ويسعى رولدان إلى استقطاب وتوظيف عناصر جديدة لا علاقة لها بالاستخبارات عكس ما قام به اثنان من المديرين السابقين كخورخي ديثكايار الذي شغل، قبل تعيينه مديرا للمخابرات الإسبانية، منصب سفير إسبانيا بالمغرب في عز أزمة جزيرة ليلى. ووصفت وسائل الإعلام الإسبانية المخابرات الإسبانية ب«المريضة» بعدما طفا على السطح عدد من الصور والتسريبات التي كشفت عن ضعف أكبر جهاز استخباري إسباني، يتخذ من المغرب إحدى أولويات عمله، حيث يتجاوز عدد العملاء المنتشرين في المغرب 200 عميل نصفهم في الشمال، حسب مصادر أمنية، إضافة إلى عدد من الضباط العسكريين الرسميين المتمركزين داخل سفارة إسبانيا وعدد من تمثيلياتها القنصلية بالمغرب تحت اسم «ملحق». ولم يكن رئيس الحكومة الإسبانية خوصي لويس رودريغيث ثاباتيرو يتوقع يوما أن يتم طرد عدد من عملائه وعناصر جهازه الاستخباري من طرف عدة دول بسبب عدة أخطاء مهنية تتنافى مع وجودهم داخل المصالح القنصلية. مرض المخابرات الإسبانية انطلق منذ بداية محاكمة المغاربة المشتبه فيهم في هجمات 11 مارس بمدريد، وما عرفته أطوار المحاكمة من ترجمات غير دقيقة للمكالمات الهاتفية للمعتقلين الذين كانت هواتفهم تحت التنصت، لتنتهي بهيكلة جديدة للجهاز عله يسترجع نوعا من «حيويته السابقة»، يقول عسكري إسباني ل«المساء». ولم تستطع المخابرات الإسبانية التستر على عدد من أخطاء عملائها في عدد من الدول ابتداء من لبنان وتونس وكوبا وانتهاء بالمغرب، أحد أهم معاقل الجهاز الاستخباري الإسباني، نظرا إلى ما يمثله (المغرب) من أهمية ل«الصديقة» إسبانيا. ومن أكثر القضايا المتعلقة بهذا الجهاز إثارة للجدل تلك التي وقعت في المغرب وكوبا، ويشار في هذا الصدد إلى أن ثلاثة من ضباط المخابرات الإسبانية «طردوا» من الناظوروتطوان. يضاف إلى ذلك إغلاق فرع (سي إن إي) في تطوان، بعدما كانت السلطات المغربية قد طالبت نائب القنصل الإسباني بالناظور بمغادرة البلاد، متهمة إياه بالقيام ب«أعمال تجسسية»، كما أن السلطات التونسية أوقفت أيضا ضابطا إسبانيا لمدة محدودة، متهمة إياه بربط صلات وثيقة مع رابطة لحقوق الإنسان.