أعفت مديرية الدراسات والمستندات (لادجيد)، الأسبوع الماضي، المسؤول الأول عن الجهاز بمنطقة الريف، من مهامه، وألحقته بمقرها العام بالرباط في انتظار البت في ملفه. وعين ياسين المنصوري، المدير العام للمخابرات الخارجية المغربية، ضابطا برتبة ليوتنان كولونيل سبق له الاشتغال في تمثيلية لادجيد في إسبانيا، مديرا جهويا للجهاز بمنطقة الريف. ويأتي تعيين مسؤول جديد على رأس المخابرات المغربية بالريف عقب تفكيك شبكة المخدرات بالناظور والكشف عن تزايد النشاط المخابراتي الأجنبي، خاصة الإسباني بالمنطقة، و وجود تقصير من طرف ممثل لادجيد في مكافحة التجسس وتجنيد عملاء من طرف جهات أجنبية. وحسب مصادر مطلعة، فإن قرار تعيين مسؤول جديد للمخابرات الخارجية بالريف، اتخذ قبل تفكيك شبكة المخدرات، و ذلك عقب التغييرات التي قامت بها إسبانيا في قنصليتها بالناظور، إذ كيفت ملحقا عسكريا يسمى «إيغناسيو»، خلفا للكولونيل خوسي لويس، الذي كانت تحركاته بالمنطقة تثير انتباه السلطات. و علمت «الصباح» أنه قبل تفكيك شبكة المخدرات بحوالي شهر و نصف، حل فريق من جهاز ياسين المنصوري بالناظور والتقى في سرية بمجموعة من الشخصيات، في إطار التحقيق في فرضية نجاح جهة أجنبية في تجنيد عملاء بمنطقة الريف. وتساءلت مصادر بالريف عن أسباب إيقاف التحقيقات في ملف «شبكة عملاء الجهة الأجنبية»، رغم أن فريق المخابرات المغربية جمع معلومات كافية عن تحركاتهم وصلاتهم، كما حصل على صور تخص لقاءاتهم بمسؤول أجنبي. واستغربت المصادر نفسها متابعة ناشط جمعوي و حقوقي بتهمة تلقي عمولات من جهة أجنبية، في الوقت الذي لم يكشف فيه عن هذه الجهة رغم خطورة الاتهام الذي يستشف منه أن الجهة الأجنبية غير ألمعلن كنها متهمة بالتجسس على المغرب بمنطقة الريف. و ينفي مقربون من الناشط الحقوقي الاتهامات الموجهة إليه، ويطالبون بالكشف عن الأدلة التي تثبت تلقيه عمولات من جهة أجنبية مقابل تسفيه المجهودات المغربية لمكافحة تهريب المخدرات و زراعة القنب الهندي. و في مقابل استنكار حقوقيين و جمعويين الاتهام الموجه إلى الناشط المشار إليه، طالبت جمعيات بمنطقة الريف بالكشف عن حقائق الملف وترك العدالة لتقول كلمتها، مستغربة تدخل منظمات أجنبية للضغط على المغرب. و تزايد النشاط الاستخباراتي الإسباني بشمال المغرب خاصة بعد نزاع جزيرة ليلى و إبرام المغرب صفقات أسلحة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية . و بعض الدول الأوربية، و نشر عدة وحدات عسكرية مغربية على امتداد السياج العازل لمدينتي مليلية و سبتة المحتلتين، في الوقت الذي تشدد فيه المخابرات ألإسبانية المراقبة على تحركات عناصر جهاز ياسين المنصوري في إسبانيا . محمد البودالي عن جريدة الصباح