في خطوة مستفزة بعد يومين من رسالة الرئيس الأمريكي إلى المغرب وخطاب القاهرة حول التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، كشفت يومية المنار الصادرة بالقدس في عددها ليوم الثلاثاء 7 يوليوز 2009، أن دوائر سياسية عربية واسرائيلية مطلعة ودون أن تفصح عن هوية هذه الدوائر أكدت لها أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيمين نتانياهو سيقوم قريبا بزيارة الى دولة عربية في شمال إفريقيا كانت قد قطعت علاقاتها مع تل أبيب منذ سنوات، وان هذه الزيارة المرتقبة لنتنياهو ستشكل إعلانا رسميا عن استئناف العمل بالمكتب الاسرائيلي لرعاية المصالح في الدولة العربية المذكورة، وأن دولا عربية بدأت اتصالات مع اسرائيل منذ تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الوزراء، لتضيف أن الولاياتالمتحدة حصلت على موافقة جميع الدول العربية المعتدلة لاستئناف الاتصالات والحوار مع اسرائيل، وأن هذه الدول تنتظر الضوء الاخضر من واشنطن التي تسعى لاستخدام هذه الورقة للحصول على بعض التنازلات من اسرائيل لتهيئة الأجواء لعقد مؤتمر دولي للسلام. وتدل الإشارة إلى أنها دول سبق قطعت علاقاتها قبل سنوات على أن البلدان المستهدفة هي إما تونس أو المغرب باعتبارهما الدولتين اللتين أغلقتا مكاتب الأتصال بعد انطلاق انتفاضة الأقصى نهاية شتنبر 2000. وقد لقي هذا الترويج صداه في صحيفة الخبر الجزائرية التي أعلنت عن أن نتنياهو سيحل قريبا بشمال إفريقيا، مما يحتمل معه أن يشكل هذا الخبر في حال تأكيده منطلقا لحركة مناهضة لهذه الخطوة التطبيعية غير المسبوقة، والتي تأتي في ظل حكومة متطرفة أعلنت عن خطوات عنصرية وعدائية تجاوزت سياسات الحكومة الصهيوينة السابقة التي قادت العدوان الهمجي بالقنابل الفوسفورية على الشعب الفلسطيني بغزة. والمثير في الجريدة الفلسطينية أنها كشفت في مقالتها عن وجود ترتيبات واتصالات سرية لعقد لقاء بين وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك ومسؤول خليجي رفيع المستوى في دولة اوروبية، لتضيف نقلا عن مسؤول أمني اسرائيلي قوله، إن التعاون الأمني بين اسرائيل والدول العربية في أعلى مستوياته، وإن هناك تبادلا للمعلومات الاستخبارية بين الأجهزة الأمنية العربية والإسرائيلية للحفاظ على ما اسماه المسؤول الاسرائيلي بالاستقرار في الشرق الأوسط، وأضافت أن الاتصالات العربية مع اسرائيل تتم عبر قنوات مختلفة في وزارة الخارجية، ورئاسة الوزراء والأجهزة الاستخبارية والأمنية التي يشرف عليها نتنياهو، بالإضافة إلى وزير الدفاع ايهود باراك الذي تربطه علاقات قوية مع عدد من المسؤولين العرب في دول لا تقيم معها اسرائيل علاقات دبلوماسية. ويرى متتبعون أن هذه الأنباء تدخل في سياق عملية تهيئة الرأي العام العربي ومحاولة جس نبضه إزاء خطوة من هذا النوع. وهو ما يؤكد إيراد جريدة المنار تصريحا لمسؤول امريكي كبير لم تفصح عن هويته جاء فيه أن المخاوف العربية من ايران دفعت الدول العربية الى فتح قنوات اتصال وتنسيق مع اسرائيل وان الحديث عن صعوبات في اقناع الدول العربية ببدء اتصالات وخطوات تطبيعية مع اسرائيل هي فقط من أجل حفظ ماء وجه هذه الدول. واعترف المصدر الأمريكي بوجود اتصالات اسرائيلية متقدمة مع العديد من الدول الخليجية مشيرا الى وجود التزام اسرائيلي عربي بالحفاظ على سرية هذه الاتصالات.