كشفت صحيفة يديعوت أحرنوت في عددها ليوم الثلاثاء 28 يوليوز 2009، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن مدارسة عقد مؤتمر قمّة بحضور رئيس الوزراء الصهيوني نيتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس المصري حسني مبارك، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، والملك محمد السادس، وذلك لإطلاق مفاوضات بين إسرائيل وقادة السلطة الفلسطينية بدعم من الدول العربية التي وصفتها بالمعتدلة، وأضافت الصحيفة أنه إذا تم التوصل إلى تفاهمات بين سوريا وأمريكا، فإنه لا يستبعد أن يلتحق الرئيس بشار الأسد بالقمة المذكورة. ومن أجل هذه الخطوة، نقلت الصحيفة استنادا إلى تقارير وصلت إلى حكومة نتنياهو أن وزير الدفاع الامريكي غيتس أبلغ القادة الصهاينة معارضة أمريكا لأي هجوم ضد إيران. يأتي ذلك، أسابيع قليلة، بعد دعوة أوباما في رسالة وجهها إلى الملك محمد السادس، عبّر فيها عن أمله في أن يكون المغرب، كما كان في السابق، رائدا في النهوض بالمصالحة بين إسرائيل والعالم العربي، وهي الدعوة التي أثارت ردود فعل رافضة من لدن الهيئات والمنظمات المغربية، واعتبرتها بمثابة ابتزاز أمريكي جديد للمغرب يقايضه فيها بقضية الصحراء المغربية. وقال عبد الرحيم شيخي، منسق المبادرة المغربية للنصرة والدعم، إن الاتجاه نحو عقد هذا المؤتمر، ودعوات المسؤولين الأمريكيين للتطبيع الشامل بين إسرائيل والدول العربية، لا ينفصل عن السياسة الأمريكية الثابتة الموالية والمدافعة عن الكيان الصهيوني ضد حقوق الشعب الفلسطيني، وأبرز شيخي أن الولاياتالمتحدة تبتز ما تسميه دول الاعتدال في قضايا معينة مثل ملف التوريث بالنسبة لمصر، وقضية الصحراء بالنسبة للمغرب للضغط عليها في ملف التطبيع، ولفت شيخي الانتباه إلى أن الولاياتالمتحدة تريد من ذلك إضعاف الدول الرافضة للتطبيع مثل سوريا ولبنان، ومن جهة ثانية إضعاف مقاومة الشعوب العربية الرافضة للكيان الصهيوني المحتل. من جهته، أكد عبد الإله المنصوري، عن مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، أن عقد مؤتمر من هذا القبيل بحضور المغرب، إن تمّ فعلا، يكشف عن خلفية سياسية واضحة تتمثل في استعمال ما يسمى بدول الاعتداء العربية لاختراق وتكسير عزيمة الصمود والمقاومة لدى الشعوب العربية، مؤكدا أن أخطر القرارات التي اتخذت ضد الحق العربي والفلسطيني كانت في عهد الحكومات الديمقراطية بأمريكا، وأكد المنصوري أن الموقف المغربي في خطر، لأنه متردد وغير حازم لحدّ الآن إزاء مثل هذه الدعاوى الأمريكية التي أطلقها أوباما، خاصة وأن هذا الأخير يحاول الضغط على المغرب بمقايضته في قضية الصحراء بملف التطبيع مع الكيان الصهيوني. وقال المنصوري إن معالم نهج أوباما بدأت تتضح، فهو لا يريد الضغط على الكيان الصهيوني في أي شيء، بينما يريد أخذ كل شيء من العرب لصالح الدولة العبرية، ويخوض معركة علاقات عامة لكسب الرأي العام العربي والإسلامي، وذلك باستخدام لغة وخطاب بقفازات حريرية، منبها إلى أنه لا يمكن أبدا أن نطمئن لأمريكا، لأنها تعدّ حاملا كبيرا للمشروع الصهيوني منذ عقود طويلة. وبشأن التعامل مع هذه التطورات المتسارعة، قال المنصوري إن الخيار هو التصدي والمقاومة والصمود في وجه هذه السياسيات، ورفض أي خطوة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، بينما دعا شيخي جميع الهيئات المغربية إلى إعلان رفضها لأي خطوة مع الكيان الصهيون، وقال إن المطلوب أمام الابتزاز الأمريكي للمغرب هو دعم الموقف الرسمي الرافض لمثل هذه الخطوات التطبيعية، منبها إلى أن قضية الصحراء التي يبتزوننا بها، ليست قضية رسمية فقط، بل هي قضية الشعب المغربي، كما أن قضية فلسطين هي قضية مغربية أيضا ولا يمكن الإقدام على خطوات على حساب إحدى القضيتين. وأكد شيخي أن الدولة المغربية عليها أن تنظر إلى التلاعب الأمريكي بقضايا شعوبنا، وعليها أن تدرك أن التطبيع مع الكيان الصهيوني لن يكون له أي عائد على قضية الصحراء، ولا حتى على قضية فلسطين.