ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن تل أبيب والرباط يجريان اتصالات «هادئة» تمهيدا لزيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني للمغرب خلال الأسابيع القريبة. وأضافت الجريدة الإسرائيلية في عددها الصادر الاثنين الماضي، استنادا إلى مصادر خاصة بالقدسالمحتلة، أن «إسرائيل والمغرب يتناقشان الآن سرا» في الترتيبات الخاصة بإمكانية قيام وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بزيارة محتملة للمملكة خلال الأسابيع المقبلة. وأشارت «هآرتس» أن تلك الزيارة ستكون أول زيارة يقوم بها وزير خارجية إسرائيلي للرباط منذ الزيارة التي قام بها سيلفان شالوم لتطوان عام 2003. وقالت اليومية الإسرائيلية إن الدولتين، المغرب وإسرائيل، تسعيان إلى إتمام تلك الزيارة، حيث كان المسؤولون في المغرب بصدد توجيه الدعوة إلى ليفني خلال أحد المؤتمرات هنا في المغرب، لكن تم التراجع عن الأمر ولم توجه إليها الدعوة في نهاية المطاف. في نفس السياق، نقل عن مصادر إعلامية وسياسية إسرائيلية أن المدير العام لوزارة الخارجية، أهارون أبراموفيتش، حل بالمغرب منذ أسبوعين للمشاركة، ظاهريا، في أحد المؤتمرات الخاصة بالعلاقات الأورومتوسطية، لكن زيارته تركزت في واقع الأمر مع كبار المسؤولين في وزارة الخارجية المغربية على تحديد موعد لزيارة ليفني، قبل بدء انتخابات الكنيست في فبراير المقبل. وكشفت «هآرتس» أن أبراموفيتش التقى بالمغرب بنظيره المغربي، الطيب الفاسي الفهري، لمناقشة الترتيبات الخاصة بزيارة ليفني. كما قال أبراموفيتش للطيب الفاسي الفهري إن «إسرائيل تتوقع تقديم الدول العربية دعمها للعملية الدبلوماسية مع الفلسطينيين عن طريق تعزيز العلاقات مع إسرائيل». ونقلت الصحيفة عن مصادر حكومية في القدس قولها إن «هناك مجهودات يتم بذلها خلال هذه الأثناء في هذا الشأن». كما عبرت المصادر ذاتها عن أملها في أن تحذو الحكومة المغربية حذو نظيرتها القطرية التي قررت أخذ المبادرة ووجهت الدعوة إلى ليفني كي تزور البلاد منذ أشهر قليلة، رغم الضغوطات العديدة التي واجهتها من دول عربية أخرى. وقالت الجريدة العبرية إن ليفني التقت بالفهري خلال الأسبوع الماضي في بروكسل خلال اجتماع لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (الناتو). ومع هذا لم يتضح إذا ما كانا قد ناقشا إمكانية إتمام تلك الزيارة أم لا، فيما لم يصدر أي تعليق من جانب وزيرة الخارجية الإسرائيلية علي الموضوع. وأضافت الجريدة أن أبراموفيتش زار الرباط كذلك منذ 18 شهرا تقريبا، حيث التقى حينها بوزير الخارجية المغربي الأسبق محمد بنعيسي لمناقشة عقد اجتماع مع ليفني. وهو ما تم بالفعل، حيث التقت به ليفني في باريس في شهر يوليوز من سنة 2007، وفي خطوة غير معتادة، «وافق الطرفان علي جعل الزيارة علنية»، تقول الجريدة. يذكر أنه في حال ما إذا تم الاتفاق على الزيارة، فسوف تكون الزيارة الإسرائيلية الرسمية الأولى منذ زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي في حينه سيلفان شالوم لتطوان في عام 2003. وتجدر الإشارة إلى أنه كانت هناك علاقات دبلوماسية قائمة بين إسرائيل والمغرب من خلال فتح مكاتب لرعاية المصالح، إلا أنه تم إغلاق الممثليات مع اندلاع الانتفاضة الثانية سنة 2000، بيد أن الاتصالات بين الطرفين ظلت مستمرة من خلال قنوات تجارية بين البلدين.