يعيش اهالي الاسرى الفلسطينيين حالة من الترقب والقلق والتوتر في ظل تضارب الانباء حول النقطة التي وصلت اليها المفاوضات بشان صفقة تبادل الاسرى بين حماس واسرائيل والتي تقضي باطلاق سراح الجندي الاسرائيلي غلعاد شليط الاسير لدى فصائل المقاومة الفلسطينية منذ عام 2006 مقابل الافراج عن المئات من الاسرى الفلسطينيين. اكدت حركة حماس امس ان عملية اتمام صفقة تبادل الاسرى تحتاج الى 'ارادة اسرائيلية'، في وقت تضاربت فيه الانباء حول موقف اسرائيل النهائي من الصفقة، حيث افاد بيان حكومي صدر من تل ابيب انه تقرر عدم المصادقة في الوقت الراهن على اتفاق التبادل. ورفض الدكتور صلاح البردويل القيادي في حماس خلال اتصال مع 'القدس العربي' اعطاء اي تفاصيل عن صفقة تبادل الاسرى، مكتفيا بالقول ان عملية تبادل السجناء مع اسرائيل مقابل اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شليط 'تحتاج الى ارادة صهيونية'، في اشارة تفهم على ان اصرار حماس على تلبية شروطها لاتمام الصفقة. وشدد البردويل على ان حماس لن تتخلى عن شروطها في صفقة التبادل، مطالبا اسرائيل بالموافقة على هذه الشروط لكي تتم الصفقة. وخلال الاتصال اصر البردويل على عدم اعطاء اي تفسيرات اضافية حول صفقة التبادل، وقال ان الوسيط الالماني اشترط منذ دخوله على خط الوساطة ان تبقى عملية التبادل طي الكتمان، وعدم الحديث عن تفاصيلها. واشار الى ان اسرائيل تعمل على 'تسريب معلومات'، من اجل ايقاع حماس في الرد عليها، لاحراجها امام الوسيط الالماني. اهالي الاسرى يتابعون بتلهف وبات اهالي الاسرى من اكثر الناس حرصا على متابعة نشرات الاخبار اولا باول ومن مصادر مختلفة على امل سماع انباء تفيد باقتراب موعد اطلاق سراح ابنائهم من سجون الاحتلال مثل ما يجري مع عائلة الاسير عامر ابو سرحان بمحافظة بيت لحم. فوالدا الاسير ابو سرحان المحكومة بالسجن المؤبد 3 مرات اضافة لعشرين عاما اضافية يتابعان على مدار الساعة الانباء التي تتعلق بصفقة تبادل الاسرى على امل ان يكون ابنهم احد المشمولين فيها. فالحاجة خضرة التي تجاوزت ال60 عاما تعيش حالة من الترقب على امل ان ترى ابنها المعتقل في سجون الاحتلال منذ عام 1990 عقب تنفيذه عملية طعن بالقدس اسفرت عن مقتل 3 اسرائيليين اضافة لجرح اخر خارج سجون الاحتلال. وينتمي ابو سرحان الملقب 'بمفجر ثورة السكاكين' الى حركة حماس الامر الذي يزيد من نسبة الامل لدى اهله بان تشمله صفقة تبادل الاسرى التي يجري التفاوض بشانها مع اسرائيل من خلال وسيط الماني. وحال عائلة ابو سرحان التي تعيش حالة من الترقب والتوتر والقلق جراء تضارب الانباء حول النقطة التي وصلت اليها المفاوضات لا يختلف عن باقي عائلات الاسرى خاصة وان قادة حركة حماس يمتنعون عن اعطاء اية توضيحات بشأن تلك المفاوضات واين وصلت؟ ولا بد من الذكر ان كثيرا من قادة حماس في غزة اغلقوا هواتفهم او باتوا يستخدمون ارقاما اخرى لعدم الرد على اتصالات الصحافيين بشان صفقة تبادل الاسرى خصوصا وان تعليمات وزعت على كافة اعضاء الحركة تمنعهم من الحديث او التلميح عن الصفقة لاي من وسائل الاعلام فيما باتت معظم الانباء بشأن الصفقة مصدرها اسرائيلي. تأشيرات مصرية للصحافيين الاسرائيليين وفي ذلك الاتجاه اكدت مصادر صحافية اسرائيلية الثلاثاء ان عشرات الصحافيين الاسرائيليين بدأوا منذ الاثنين بالتدفق على سفارة مصر في تل ابيب للحصول على تأشيرة دخول للاراضي المصرية لتغطية وقائع وصول الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شليط، في حال خرجت صفقة التبادل الى حيز الوجود خلال الساعات القادمة. وقالت المصادر الاسرائيلية بأن الصفقة تجاوزت مرحلة المفاوضات حول من سيطلق سراحهم ووصلت الى مرحلة البحث عن كيفية وصول شليط الى اسرائيل . ونقلت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية الثلاثاء عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انه اعطى ضوءا اخضر لاتمام صفقة تبادل الاسرى مع حماس لاستعادة شليط وان الوسيط الالماني سلم امس حركة حماس رد الحكومة الاسرائيلية. وقالت الاذاعة ان الرد الاسرائيلي يتضمن شروطا لابعاد عدد من الاسرى المنوي الافراج عنهم الى خارج الضفة الغربية 'لان مكان سكناهم قريب من مناطق وسط اسرائيل'. واضافت الاذاعة ان 'جلسة المجلس الوزاري الاسرائيلي السباعي ناقشت ملف صفقة التبادل بعد منتصف الليلة قبل الماضية دون اعطاء اية تفاصيل'. ونقلت الاذاعة عن بيان اصدره ديوان رئاسة الحكومة قوله ان 'رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزراء اصدروا توجيهاتهم الى الطاقم الاسرائيلي المفاوض برئاسة حغاي هداس بشأن طريقة مواصلة المفاوضات'. واضاف البيان ان 'هداس اطلع الوزراء على سير عملية التفاوض حتى هذه المرحلة' ولم يذكر البيان ما اذا قام المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر بالبت في صفقة التبادل ام لا. الا ان مصادر اسرائيلية اخرى قالت بان هناك عددا من الاسرى الفلسطينيين ترفض اسرائيل اطلاق سراحهم الامر الذي عطل اتمام الصفقة. مصادر مصرية: صفقة تبادل الأسرى في مراحلها الأخيرة نقلت الإذاعة الاسرائيلية عن مصادر مصرية تتوسط في صفقة التبادل أيضاً قولها ان صفقة تبادل الأسرى أصبحت في 'مراحلها الأخيرة، وأن الموعد النهائي لإعلانها مرهون بحل كافة النقاط التي تخضع لتفاوض شاق برعاية مصرية'. وأشارت المصادر إلى أن حماس تتجه إلى الموافقة على إتمام الصفقة بنجاح رغم الاختلاف في وجهات النظر بين قياداتها بشأن الأسماء التي تعرقل إتمام الصفقة. وأكدت أن حماس تستخدم الوقت من أجل تحسين شروطها ليس أكثر، لكنها في النهاية سوف توافق على الصفقة، وهو نفسه موقف الحكومة الإسرائيلية، والأمر لن يستغرق سوى أيام. وفي السياق نقلت صحيفة 'هآرتس' تأكيدها أن إسرائيل سترد ب 'الإيجاب' على مقترحات الوسيط الألماني، لكنها ستطالب بان يتم إبعاد جميع السجناء البارزين المفرج عنهم إلى قطاع غزة أو إلى الخارج. وذكرت أنه في حال موافقة حماس على الرد الإسرائيلي فسيلتئم مجلس الوزراء للبت في الموضوع، وفي إسرائيل فقد كشف أن كلا من الوزراء ايهود باراك ودان مريدور وايلي يشاي يؤيدون صفقة التبادل في حين لا يزال الوزراء بيني بيغن وافيغدور ليبرمان وموشيه يعالون يعارضونها. الاسرى تهافتوا على الصحف الموزعة لمتابعة الانباء إلى ذلك فقد قال ضابط كبير في مصلحة السجون الإسرائيلية أن السجناء الفلسطينيين تهافتوا على الصحف الموزعة عليهم وأمعنوا النظر في أي نبأ نشر حول الصفقة المذكورة. وقال الضابط ان النشرات الإخبارية الإذاعية والمتلفزة تستأثر باهتمام هؤلاء السجناء الذين يقومون بالاستماع والمشاهدة بكل ترقب ولهفة. وأشار إلى أنه عقب انتهاء بث هذه النشرات يبدأ السجناء بالجدال والنقاش حول ما استجد من معلومات. واجتمع أمس رئيس الوزراء نتنياهو بزعيمة المعارضة تسيبي ليفني لاطلاعها على آخر التطورات في صفقة التبادل. وتأتي التقارير التي تتحدث عن تقدم إيجابي في وقت أصدرت فيه حكومة تل أبيب بيانا ذكرت فيه أن الحكومة المصغرة قررت مساء الاثنين عدم المصادقة في الوقت الراهن على اتفاق التبادل، ومواصلة المفاوضات في هذا الصدد، وأوضح البيان أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزراء 'أعطوا تعليمات لفريق المفاوضين بمواصلة جهودهم بهدف عودة شليط إلى عائلته سالما'. وفسرت إذاعة إسرائيل البيان الذي جاء عقب سلسلة اجتماعات مكثفة للمجلس الوزاري المصغر أنه يعني أن نتنياهو لا يزال يرفض المصادقة على صفقة التبادل، بعد أن بات رأيه المرجح لقبول أو رفض العملية. وفي مؤشر يفيد بانتهاء الجولة الحالية من مفاوضات التبادل، فقد غادر نوعم وافيفا شليط والدا الجندي الأسير لدى حماس منطقة مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية في القدس، عقب انتهاء جلسة الحكومة المصغرة، بعد أن مكثا في المكان طيلة ساعات انعقاد الجلسة. ووصفت صحيفة 'يديعوت احرونوت' الاسرائيلية تسعة من الاسرى الفلسطينيين بانهم 'حجر عثرة' امام اتمام صفقة تبادل الاسرى حيث تصر حماس على اطلاق سراحهم الامر الذي ترفضه اسرائيل بشدة ما اعاق ابرام الصفقة . واوردت الصحيفة اسماء الاسرى التسعه موجزة تاريخ كل واحد منهم وما يجعل اسرائيل ترفض اطلاق سراحه وعلى راسهم تربع الاسير مروان البرغوثي الذي تتهمه اسرائيل بالوقوف وراء عملية تفجير داخل سوبرماركت بمدينة تل ابيب اضافة الى مسؤوليته عن عملية قاعة الافراح 'دافيد' بمدينة الخضيرة والعملية التي وقعت في شارع 'مد رحوف' بالقدس ومقتل ابناء عائلة كاهنا بالقرب من رام الله . الاسير الثاني كان من تصفه المصادر الاسرائيلية بمهندس حماس عبد الله البرغوثي والذي تتهمه اسرائيل بالوقوف وراء عملية مقهى 'مومنت' بمدينة القدس وتفجير مطعم سبارو وتفجير النادي الليلي 'شبيلد كلاب' وعملية تفجيرية استهدفت الحافله العاملة على خط رقم 4 بمدينة تل ابيب ما يعني مسؤوليته عن مقتل 66 اسرائيليا . الاسير الثالث عباس السيد قائد الجناح العسكري لحركة حماس في طولكرم والذي تحمله اسرائيل مسؤولية تفجير فندق 'بارك' بمدينة نتانيا ما ادى الى مقتل 30 اسرائيليا . الاسير الرابع الامين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات والذي تحمله اسرائيل مسؤولية اغتيال وزير السياحة الاسرائيلية رحبعام زئيفي ردا على اغتيال امين عام الجبهة ابو علي مصطفى . الاسير الخامس ابراهيم حامد والذي تحمله اسرائيل المسؤولية عن العملية التفجيرية التي وقعت في ميدان 'عتصيون' اضافة الى مسؤوليته عن تفجير مقهى 'مومنت' ومقهى هليل بالقدس وتفجير نادي 'شبيلد كلاب' بمنطقة ريشون ليتسيون واخيرا تفجير موقف الباصات في تسرفين . الاسيرالسادس يحيى السنوار المعتقل منذ عام 1988 ويقضي حكما بالسجن الفعلي ل 451 عاما وتتهم اسرائيل شقيقه محمد بالوقوف وراء عملية اسر الجندي شليط بعد ان شكل جهاز الامن التابع لحركة حماس . ولم تخل قائمة ''حجر العثرة '' من الاسيرات الفلسطينيات وتضمنت الاسيرة احلام التميمي والتي تعتبر اول سيدة انتمت لحركة حماس وفقا للمصادر الاسرائيلية التي اتهمتها بتقديم المساعدة لمنفذ عملية مقهى سبارو الذي حصد 15 اسرائيليا . الاسيرة الثانية امنة منى والتي تتهمها اسرائيل بخطف فتى اسرائيلي بعد استدراجه الى منطقة رام الله عبر الانترنت ومن ثم قتله . الاسيرة الثالثة قاهرة سعدي المتهمة بتوصيل منفذ عملية تفجيرية وقعت عام 2002 في شارع الملك جورج بمدينة القدس تلك العملية التي ادت الى مقتل ثلاثة اسرائيليين وجرح العشرات . وفي ظل تضارب الانباء حول الصفقة يعيش الاسرى في سجون الاحتلال حالة من الترقب والتوتر، في انتظار اعلان الاسماء التي ستشملها صفقة التبادل، وذلك وسط موجة من الاسئلة مثل هل سيكون هناك ابعاد الى خارج فلسطين؟ وهل ستشمل الصفقة ابناء القدس وداخل فلسطين؟ وهل ستشمل اسرى عرب مثل الاسير السعودي الوحيد في سجون الاحتلال الاسرائيلي عبد الرحمن العطيوي؟. واوضحت مصادر فلسطينية بان الاسير السعودي 'العطيوي' (39 عاما) متزوج وله طفلة واحدة، وهو من سكان 'تبوك' في السعودية، لم يرتكب اي تهمة يُعاقب عليها قانون الاحتلال الاسرائيلي ولم ينخرط في فصائل المقاومة الفلسطينية او العربية، وانه اعتقل بعدما ضل طريقه بالقرب من منطقة نويبع واجتيازه الحدود المصرية الاسرائيلية بالخطا وذلك بتاريخ 5-3-2005، وحكمت عليه احدى المحاكم الاسرائيلية بالسجن الفعلي لمدة ثلاثة شهور، بتهمة الاقتراب من الحدود دون تصريح وبشكل غير قانوني. واضافت المصادر بان سلطات الاحتلال الاسرائيلي رفضت اطلاق سراحه بعد قضاء فترة محكوميته، وتواصل احتجازه بشكل غير قانوني وفي ظروف صعبه وتحت حجج مختلفة، رغم تردي اوضاعه الصحية والنفسية وضعف نظره، في ظل سياسة الاهمال الطبي المتبعة في سجون الاحتلال. وكانت 3 من فصائل المقاومة الفلسطينية (كتائب القسام ومجموعة تطلق على نفسها جيش الاسلام ولجان المقاومة الشعبية) شنت هجوما نوعيا كبيرا على موقع للجيش الاسرائيلي في معبر كرم ابو سالم بعد ان استطاعوا حفر نفق تحت الارض وذلك في 25 حزيران (يونيو) 2006 حيث قُتل خلال الهجوم 3 جنود اسرائيليين واسر رابع هو غلعاد شليط (20 عاما) بعد اصابته في الاشتباكات العنيفة التي استشهد فيها ايضا فلسطينيان، الا ان كتائب القسام الجناح المسلح التابع لحركة حماس تسلمت ملف شليط لاسباب امنية وبدأت تفاوض اسرائيل عن طريق المصريين والوسيط الالماني.