قللت حركة حماس الجمعة من اهمية تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي اعلن فيها بان حكومته لن تقدم تنازلات اضافية لانجاح صفقة تبادل الاسرى مع الحركة من خلال الوسيط الالماني. وكان نتنياهو اعلن ان حكومته لن تسمح مطلقا بعودة 'فلسطينيين قتلوا يهودا' الى منازلهم في الضفة وتعريض امن اسرائيل للخطر وانها- حكومته- لن تقدم اية تنازلات اضافية. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية الجمعة عن مكتب نتنياهو ان الاخير ارسل رسالة قوية لحماس بهذا المعنى مفادها ان 'موقفه نهائي وان اسرائيل قدمت كل ما عليها من اجل انجاح الصفقة'. وقالت المصادر ان موقف نتنياهو نهائي وان نقاشات مطولة جرت بين طاقم 'السبعة' الاسرائيلي والذي يضم ستة وزراء بينهم وزير الخارجية ليبرمان حيث اعرب عدد كبير منهم عن معارضته لاي تنازلات اضافية لحركة حماس في ما يتعلق بالصفقة. وتعهد نتنياهو بان تواصل حكومته العمل من اجل اعادة شليط سالما فيما قالت المصادر ان الوسيط الالماني ابلغ اسرائيل برد حماس الاخير على صفقة الاسرى. ومن جهتها اكدت مصادر مطلعة جدا في حماس ل'القدس العربي' الجمعة بأن تصريحات نتنياهو والتسريبات الصادرة عن مكتبه 'هي للاعلام الاسرائيلي'. وشددت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن اسمها بسبب الطلب منها عدم الادلاء باية تصريحات بشان المفاوضات التي يجريها الوسيط الالماني بين اسرائيل وحماس على ان 'كلام نتنياهو موجه لداخل اسرائيل'، مشيرة الى ان تلك التصريحات تدخل في اطار الحسابات الاسرائيلية الداخلية. ومن الجدير بالذكر ان وسيطا المانيا يجري مفاوضات بين تل ابيب وحماس لعقد صفقة تبادل اسرى يطلق فيها سراح الجندي الاسرائيلي غلعاد شليط المحتجز لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة منذ عام 2006 مقابل حوالي 1000 اسير فلسطيني بينهم قيادات بارزة من جميع الفصائل. وكان مصدر من حماس اكد ان الحركة غير معنية بحياة شليط الذي اسرته الحركة قبل نحو ثلاث سنوات ونصف السنة سوى بقدر ما تحقق لها من مكاسب على صعيد تحرير المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية. ونقلت وكالة الانباء الايطالية عن المصدر قوله 'يخطئ من يعتقد ان موقف حماس في مفاوضات تبادل الاسرى هو موقف ضعيف'، مشددا على ان الحركة 'لا يعنيها ان كان شليط حيا ام ميتا، بقدر ما يحقق لها هذا الامر مكاسب اكبر على صعيد اطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من السجون الاسرائيلية'، مشيرا الى انه 'ليس لدى الحركة ما تخسره في هذه المفاوضات'، وانما 'تنتظر مكاسب كبيرة فقط لها علاقة بالمناضلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية' وفق تعبيره. واضاف المصدر 'تتأرجح اسرائيل بين موافق على الشروط التي تم التوصل اليها تارة، ورافض لها تارة اخرى'، وتابع 'لدى قيادة الحركة قناعة كاملة بان اسرائيل ستخسر في لعبة عض الاصابع، وستوافق بالنهاية، وقريبا، على تمرير الشروط التي تتمسك بها الحركة في ما يخص صفقة التبادل'.