أعلن عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، محمود الزهار، أن الوسيط الألماني وصل إلى قطاع غزة، أمس الأربعاء، وينقل إلى الحركة آخر ما استجد من الموقف الإسرائيلي من صفقة تبادل الأسرى.عائلات الأسرى الفلسطينيين في ترقب لصفقة التبادل (أ ف ب) وقال الزهار في مقابلة لصحيفة معاريف العبرية نشرتها، أمس الأربعاء، إن قيادة حماس ستبحث بعد ذلك الاقتراح الإسرائيلي، وتنقل نتائج المباحثات إلى دمشق، عبر وسيط لبلورة الرد الفلسطيني على صفقة تبادل الأسرى، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليط. واتهم مصدر في حركة حماس في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إسرائيل، بالسعي إلى ابتزازها عبر تضييع الوقت في إنجاز صفقة التبادل. وأكد المصدر أن إسرائيل تعلم أن حماس قدمت آخر ما عندها من مرونة، في سبيل إنجاز صفقة تبادل الأسرى، وأنها لن تقدم على أي تعديلات في مطالبها، والمطلوب توفر الإرادة الإسرائيلية لإنجاز الصفقة. وفي سياق متصل، ذكرت القناة الأولى بالتلفزيون الإسرائيلي أن مداولات الطاقم الوزاري السباعي، خلال اليومين الماضيين، تمحورت حول مسألة تجاوب إسرائيل مبدئيا مع متطلبات صفقة تبادل الأسرى. وتقرر في نهاية هذه المداولات، حسب القناة، تسليم الوسيط الألماني قائمة الأسرى الفلسطينيين، الذين توافق إسرائيل على إطلاق سراحهم. وأوضحت أن القائمة تضم أسماء 125 أسيرا فلسطينيا، من بين 170 أسيرا كانت حماس نقلت أسماءهم إلى إسرائيل للموافقة على إطلاق سراحهم، مقابل الإفراج عن الجندي شاليط. ويعتقد أن الآخرين مرشحون للإبعاد إلى قطاع غزة، وفي حالة انجاز الصفقة سيجري الإفراج عنهم مع 325 أسيرا آخر، سبق أن اتفق الجانبان على إطلاق سراحهم. وأشارت القناة الإسرائيلية إلى انه ما زالت هناك فجوات بين مواقف إسرائيل وحماس في ما يتعلق بأسماء السجناء، وفكرة إبعاد بعضهم إلى الخارج، على حد سواء. وتطالب حركة حماس، منذ اسر الجندي شاليط صيف عام 2006 بإطلاق سراح نحو ألف من المعتقلين في سجون إسرائيل، خاصة النساء منهم، إضافة إلى عدد كبير من هؤلاء الذين أمضوا فترات طويلة في الأسر. وفي السياق، أظهر استطلاع للرأي نشرته أمس الأربعاء، صحيفة هآرتس أن غالبية الإسرائيليين تؤيدون استعادة الجندي، غلعاد شاليط، المحتجز في قطاع غزة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، أيا كان الثمن. وبحسب الاستطلاع، فان 52 في المائة من الإسرائيليين يؤكدون ضرورة دفع أي ثمن كان لاستعادة مواطنيهم الذين سقطوا في أيدي العدو، في حين يعارض 35 في المائة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المسؤولين عن قتل إسرائيليين، في إطار عملية تبادل. واستنادا إلى الاستطلاع يرى 58 في المائة من الأشخاص أن إسرائيل يمكن أن تطلق في إطار عمليات التبادل هذه بعض مواطنيها العرب المعتقلين بتهمة ممارسة أنشطة معادية لإسرائيل. وأجرى الاستطلاع مركز ترومن التابع للجامعة العبرية في القدس. وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلية وافقت مساء الاثنين الماضي، من حيث المبدأ، على إطلاق سراح بعض المعتقلين الفلسطينيين مقابل، غلعاد شاليط، وفقا لوسائل الإعلام. إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما يزال يعارض عودة سجناء مدانين باعتداءات دامية كبيرة إلى الضفة الغربية. وكان غلعاد شاليط (23 سنة) خطف في 25 يونيو على تخوم قطاع غزة من قبل ثلاث مجموعات فلسطينية مسلحة إحداها تابعة لحركة حماس التي تحتجزه منذ ذلك الحين في القطاع. من جهة أخرى، ذكرت مصادر فلسطينية أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي ألقت منشورات تحذيرية لسكان قطاع غزة تهدد بشن هجوم عسكري إسرائيلي جديد. وأوضحت المصادر الإعلامية الفلسطينية أن طائرات استطلاع إسرائيلية ألقت مئات المنشورات على عدة مناطق بشمال وغرب قطاع غزة تحذر الفلسطينيين من التعامل مع نشطاء المقاومة الفلسطينية. وحذر منشور ألقي في المنطقة الحدودية لشمال القطاع السكان من التعامل مع نشطاء المقاومة في أي توغل جديد قد تنفذه مستقبلا القوات الإسرائيلية. يذكر أن الجيش الإسرائيلي دأب على انتهاج سياسة تهديد سكان قطاع غزة في إطار الحرب النفسية على سكانها.