اكد الدكتور محمود الزهار احد قادة حركة حماس البارزين ل'القدس العربي'، الاربعاء ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس غير مخول بالتفاوض مع 'الاحتلال الاسرائيلي' باسم الشعب الفلسطيني، مشددا على ان التحركات السياسية التي تشهدها الساحة العربية، الهدف منها اعادة اللقاءات بين السلطة واسرائيل، وليس استئناف عملية سلام لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. وقال الزهار في حديث مع 'القدس العربي' حول التحركات التي يجريها القادة العرب بهدف استئناف عملية السلام بين السلطة واسرائيل 'يجب علينا ان نميز بين عملية السلام واللقاءات، فالذي يتم الحديث عنه هو السعي لاعادة اللقاءات بين السلطة والاحتلال الاسرائيلي'، مشككا في امكانية ان تفضي التحركات العربية، التي تقوم بها مصر الى اتفاق سلام مع اسرائيل بقدر ما هي جهود لاعادة اللقاءات المتوقفة بين السلطة واسرائيل. واضاف الزهار 'الهدف الاساسي من تلك التحركات هو اعادة اللقاءات بعد تجميلها، من خلال الحديث عن مبادارات ونفيها في الوقت نفسه، مثل ما اصدرته صحيفة الجمهورية المصرية اليوم امس - ونفته اسرائيل وقالت انها لم تطرح او تناقش تلك الافكار'. وقالت صحيفة 'الجمهورية' المصرية القومية، على صدر صفحتها الاولى الاربعاء، ان نتائج التحركات المصرية والمحادثات التي جرت مع الاسرائيليين، اسفرت مؤخرا عن تقديم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حزمة مقترحات يمكن ان تشكل اساسا جيدا للتفاوض مع الفلسطينيين، حتى لا تدخل عملية السلام الى النفق المظلم مرة اخرى. واوضحت الصحيفة ان المقترحات المصرية والاسرائيلية، التي تم بحثها بصفة مبدئية، قد تضمنت: رفع الحواجز التي تقيمها اسرائيل في المناطق التي يسيطر عليها الفلسطينيون في الاراضي المحتلة، بحيث يمكنهم التنقل بحرية والدخول والخروج والعمل والدراسة، وذلك كمرحلة اولى، اضافة الى ان المقترحات تضمنت اعترافا اسرائيليا بحدود 1967 واعلان القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية القادمة، وانه اذا تم الاتفاق على ترسيم الحدود بين الدولتين سيتم بعدها مناقشة المسائل المتعلقة، مثل المياه واللاجئين وتسوية اوضاعهم اما بالتعويض او العودة. ومن جهته شكك الزهار في ما ذكرته الصحيفة المصرية وقال ل'القدس العربي' 'الشارع الفلسطيني يدرك ان هذه الانباء الهدف منها اظهار العودة للقاءات بين السلطة واسرائيل وكأنها عملية سلام، بهدف انهاء الصراع والهدف الحقيقي منها اخراج اسرائيل من الحرج الذي هي فيه بشأن وقف اللقاءات مع السلطة واسترداد جزء من شعبية ابومازن، التي خسرها على المستوي الفلسطيني والعربي والدولي بعد فضيحة تقرير غولدستون'. وبشان الزام اي اتفاق سلام قد تفضي اليه التحركات الحالية لاستئناف عملية السلام لحركة حماس قال الزهار 'اي اتفاق يأتي بالحفاظ على ثوابت الشعب الفلسطيني سنقيمه بشكل موضوعي، ولكن نحن نشك في ان يكون هناك اتفاق، وما يجري حاليا هو حملة علاقات عامة لصالح ابو مازن ونتنياهو'. وشكك الزهار في شرعية عباس وصلاحيته ومنظمة التحرير في اجراء مفاوضات مع اسرائيل باسم الشعب الفلسطيني، وقال الزهار ل'القدس العربي' 'عباس ومن حوله غير مخولين بالتفاوض مع الاحتلال الاسرائيلي باسم الشعب الفلسطيني'، مشددا على الرئيس الفلسطيني فقد شرعيته منذ انتهاء ولايته الدستورية قبل عام، على حد قوله. وبشأن مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية عن المفاوضات مع اسرائيل قال الزهار 'منظمة التحرير لا تمثل الشارع الفلسطيني، وبالتالي لا هي ولا ابو مازن مخولان بالتفاوض باسم الشعب الفلسطيني الذي بات معظمه غير ممثل في منظمة التحرير'. وشدد الزهار على ان ما تقوم به القيادة الفلسطينية برئاسة عباس حاليا هو سرقة للقرار والتمثيل الفلسطيني، وقال 'هم يسرقون حاليا القرار والتمثيل الفلسطيني، كما سرقوه عندما تفاوضوا سرا للوصول الى اتفاق اوسلو'. وحول اعتراف المجتمع الدولي بشرعية المنظمة والرئيس محمود عباس، وعلى هذا الاساس يدفعون باتجاه استئناف المفاوضات مع اسرائيل للوصول لاتفاق ينهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، قال الزهار'كل الانظمة العميلة في المنطقة لا تمثل شعوبها، فها هي حكومة كرزاي العملية في افغانستان هل تمثل الشعب الافغاني هي تمثل المصالح الامريكية وتعتبر اميركية، وهذا هو حال باقي تلك الحكومات التي على شاكلتها في المنطقة'. وعلى صعيد المصالحة الفلسطينية اكد الزهار ان هناك حراكا تشهده دمشق والرياض للوصول لمصالحة فلسطينية حقيقة'حتى لا تعاد تجربة اتفاق مكة' للمصالحة الفلسطينية الذي رعته السعودية، ولم يتم تنفيذه. واوضح الزهار ل'القدس العربي' أن زيارته الاخيرة لدمشق وزيارة خالد مشعل للرياض قبل ايام تأتي في اطار تحرك تشهده دمشق والرياض للوصول للمصالحة الفلسطينية. واشار الزهار الى انه التقى المسؤولين المصريين قبل مغادرته مؤخرا لدمشق وبعد العودة منها، لبحث ملف المصالحة، وقال 'نحن التقينا مع المصريين وتحدثنا في هذا الموضوع لاننا نريد ان نصل لمصالحة حقيقية نضمن فيها تنفيذ جميع بنود الاتفاق'، مشددا على اهمية القضية الاجرائية والاجراءات المطلوبة لتنفيد بنود الاتفاق' التي تثبت حق حماس في التنفيذ'. وحول النقطة التي تم الوصول اليها بشأن المصالحة وفق ورقة المصالحة المصرية، شدد الزهار على وجود تحرك لضمان حق حماس في تنفيد بنود الاتفاق ضمن الاجراءات التي اتفق عليها، وقال 'هناك تحرك نحو الوصول للمصالحة وذهابنا الى دمشق والسعودية هو من اجل تحقيق المصالحة'. وبشأن قضية صفقة تبادل الاسرى بين حركة حماس واسرائيل من خلال الوسيط الالماني رفض الزهار الادلاء بأية معلومة وقال ل'القدس العربي' 'لا اريد الحديث في هذا الموضوع'، في اشارة الى ان الوسيط الالماني طلب فرض تكتم وسرية مطلقة على سير المفاوضات، الامر الذي التزمت به حماس وترفض الكشف عن اي تفاصيل. وكانت مصادر مقربة من حركة حماس قد كشفت ان رد الحركة على المقترح الاسرائيلي، بشأن صفقة تبادل الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شليط بمئات من الاسري الفلسطينيين في سجون الاحتلال لم يتضمن رفضا صريحا، مشيرة الى نقطتين اساسيتين تعتبرهما الحركة تحولين، من دون ابرام صفقة تبادل، وهما رفض الحكومة الاسرائيلية الافراج عن القادة السياسيين سواء لحماس او باقي الفصائل الفلسطينية في سجون الاحتلال، الى جانب ارتفاع عدد الاسرى الذين تطالب تل ابيب بابعادهم من الضفة الغربية، سواء الى غزة او الخارج. وكان مسؤولون في الحركة قد اعلنوا ان الوسيط الالماني في الصفقة وصل الى قطاع غزة بصورة سرية الثلاثاء واجتمع مع الزهار لتلقي رد الحركة على العرض الاسرائيلي الاخير بخصوص الصفقة، بعد التشاور بشأنه في اطار قيادة الحركة في دمشق خلال الاسبوع الماضي.