يعيش الشارع الفلسطيني حالة من التشاؤم بشأن امكانية نجاح الجهود المصرية لاتمام المصالحة الوطنية، وذلك عقب تجدد التراشق الاعلامي بين حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس بزعامة خالد مشعل. وكان عباس وجه خطابا الليلة قبل الماضية للشعب الفلسطيني اوضح فيه ملابسات قرار السلطة تأجيل التصويت على تقرير غولدستون الذين يدين اسرائيل بارتكاب جرائم حرب في حربها الاخيرة على قطاع غزة، مؤكدا على ان حماس تتخذ من تأجيل السلطة التصويت على ذلك التقرير ذريعة للتهرب من المصالحة الوطنية التي ترعاها مصر. وفي المقابل ردت حماس على خطاب عباس بخطاب القاه خالد مشعل من دمشق اكد فيه بان حركته لا تثق بالقيادة الفلسطينية برئاسة عباس في حين اتهم الدكتور محمود الزهار احد قادة الحركة الرئيس الفلسطيني ب 'الكذب' واتهمه في حديث مع 'القدس العربي' ب 'التخابر والعمالة لصالح اسرائيل'. واثار ذلك التراشق الاعلامي على اعلى مستوى لدى الحركتين حالة من التشاؤم في الشارع الفلسطيني من امكانية نجاح المصالحة الوطنية. وقال المواطن موسى العلي من رام لله ل'القدس العربي' عندما سألته اذا تابع خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس 'والله سمعت الخطاب وسمعت خطاب مشعل وقرأت الفاتحة على روح المصالحة'، في اشارة الى انه فقد الامل في اتمام المصالحة في القريب العاجل. واضاف العلي قائلا 'يا اخي صار عندنا دولتين واحدة في غزة وواحدة عندنا في الضفة، وهذه الحقيقة علينا جميعا ادراكها'، مستبعدا امكانية تلاقي قادة حركتي فتح وحماس على رؤية مشتركة في القريب العاجل. ومن جهته طالب المواطن نشأت الاخرس البالغ من العمر حوالي 30 عاما مصر بعدم اضاعة وقتها في الحديث عن مصالحة فلسطينية، وقال 'انا اطالب الاخوة في مصر ان يبذلوا وقتهم في تحسين اوضاع المصريين احسن لهم من تضييع وقتهم لتحقيق المصالحة الفلسطينية لانها لن تحدث الا اذا امريكا وايران تصالحتا'. واشار الاخرس بأن السلطة الفلسطينية في الضفة محسوبة على السياسة الامريكية وحماس في غزة على ايران ولكل جهة اجندتها على حد قوله مما يحول دون تحقيق المصالحة الفلسطينية. وتباينت ردود الفعل في الشارع الفلسطيني على خطاب عباس الذي حاول الحديث فيه عن ملابسات قرار السلطة تأجيل التصويت على تقرير غولدستون الا ان المواطنة خولى الاحمد قالت ل'القدس العربي' 'كلنا سمعنا خطاب الرئيس ولكنه لم يأت لنا بجديد بل أعاد ذكر ما ذكره المسؤولون الفلسطينيون خلال تبريرهم قرار السلطة تأجيل التصويت على التقرير'.