اكد القيادي البارز في حركة حماس الدكتور محمود الزهار ل 'القدس العربي' الاحد بأن حركته ستسلم ردها على المقترحات المصرية لانهاء الانقسام الفلسطيني لللمسؤولين المصريين بعد عيد الفطر. وقال الزهار ل 'القدس العربي' في اتصال هاتفي الاحد 'سنسلم ردنا للاخوة المصريين بعد عيد الفطر'، منوها الى ان حركته لم ترسل وفدا برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة للقاهرة لمتابعة ملف المصالحة الفلسطينية الذي ترعاه. واشار الزهار بان وفد حماس برئاسة مشعل كان في طريقه الى السعودية لاداء العمرة وانه كان 'ترانزيت' في القاهرة فقط. واوضح الزهار بأنه في السعودية برفقة قادة الحركة يؤدون 'العمرة'، مشيرا الى انه لا يوجد على جدول اعمالهم لقاءات مع المسؤولين السعوديين. وحول وجود اعتراضات لحركة حماس على المقترحات المصرية لانهاء الانقسام الفلسطيني الداعية لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في النصف الاول من العام القادم رفض الزهار الكشف عنه قبل تسليمه للمسؤولين المصريين، وقال 'ليس من الادب ان يعرفوا رد الحركة من وسائل الاعلام'. وكان خالد مشعل وصل مساء السبت على رأس وفد رفيع المستوى قادما من دمشق للقاهرة الا ان الزهار اوضح ل 'القدس العربي' بأن الوفد كان في طريقه للسعودية لاداء العمرة ولم يكن في زيارة لمصر. وكانت مصادر فلسطينية توقعت أن يحمل مشعل معه رد حماس على الورقة المصرية التي كانت قد قدمتها مصر كحل لنقاط الخلاف بين حركتى فتح وحماس استعدادا لتوقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية عقب عيد الفطر المبارك. واكدت مصادر فلسطينية متعددة الاحد بأن اغلب الفصائل الفلسطينية ارسلت ردودها على المقترحات المصرية في حين ارسلت حركة فتح وفدا للقاهرة لتسليم رد الحركة وبحث تحفظاتها على المقترحات مع المسؤولين المصريين.. وأجرى وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط امس الاحد مباحثات مع عضوي اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب وحسين الشيخ.وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي، في تصريح للصحافيين امس، إن اللقاء تناول التطورات الجارية على صعيد جهود تحقيق السلام.واضاف زكي أن الرجوب أطلع ابو الغيط على التطورات التى تشهدها الحركة منذ عقد مؤتمرها السادس، وعلى الجهود المبذولة لتوزيع المهام الحركية على مختلف المسؤولين بالأطر القيادية بالحركة.وأشار زكي إلى أن ابو الغيط أثنى على التطورات في حركة فتح وقدم النصح بضرورة الاستفادة من كافة الكوادر والقيادات حتى تلك التي لم يحالفها الحظ للفوز بمقعد في اللجنة المركزية. ونقل عن قيادي بارز في حركة فتح قوله ان الورقة المصرية مجحفة بحق حركته لصالح حركة حماس التي وأخيرا قد يتحقق مطلبها الرئيسي بتأجيل الإنتخابات التشريعية والرئاسية. وقال القيادي الذي أصر على عدم الكشف عن هويته في تصريح ل 'وكالة قدس نت للأنباء' ان المقترحات المصرية كلها لصالح حماس على حساب فتح، خاصة في موضوع تأجيل الانتخابات، لأن حركة حماس طالبت مرارا وتكرارا بتأجيل الإنتخابات ونالت مرادها في المقترحات المصرية المقدمة لكل من الحركتين'. واشارت مصادر فلسطينية بأن عددا من اعضاء اللجنة المركزية عارضوا المقترحات المصرية الا ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس القائد العام لحركة فتح اصر على قبولها إنقاذا للوضع الراهن، ولإفساح المجال أمام إنجاح الحوار الفلسطيني ونجاح الجهود المصرية المبذولة لرأب الصدع الداخلي بين حركتي فتح وحماس . وأكد مصدر فلسطيني مقرب من الرئاسة الفلسطينية ان عباس سلم المسؤولين المصريين ردا ايجابيا على ورقة المصالحة الفلسطينية التي طرحها الجانب المصري لانهاء حالة الانقسام الفلسطيني . وأوضح المصدر ان الرئيس عباس اجتمع مع عدد من قيادات حركة فتح وتمت دراسة الورقة بشكل جدي ومن ثم اتخذ القرار بالرد عليها بشكل ايجابي قد يساعد في إنهاء حالة الانقسام . هذا وقدمت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ردها على المقترحات المصرية لانهاء الانقسام الفلسطيني. وقال أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية الاحد إن اللجنة أعربت عن تمسكها بموعد إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في 25 كانون الثاني (يناير) المقبل محددةً أربعة محددات للقبول بالورقة. وقال مجدلاني إن هذه المحددات تضمن تثبيت ما تم التوافق عليه في اجتماعات القاهرة، بأن أي إجراء يجب أن لا ينتقص من مكانة ودور المنظمة، أو يتعارض مع القانون الأساسي للسلطة، الأمر الذي يعني في مضمون هذا البند رفض فكرة تأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية بصورة غير مباشرة. وكانت الورقة المصرية تحدثت عن إجراء الانتخابات العامة في النصف الأول من العام المقبل بديلاً من موعدها المقرر دستوريا في 25 كانون الثاني (يناير) المقبل. وأكد مجدلاني تحفظ اللجنة على ما جاء في الورقة بشأن تأجيل موعد إجراء الانتخابات وقال إن هذا الموعد استحقاق دستوري والرئيس عباس ملزم بحسب القانون الأساسي بإصدار مرسوم رئاسي بتحديد الانتخابات في موعدها قبل 90 يوما من هذا الموعد. وأكد عضو اللجنة التنفيذية أن أي اتفاق يجب أن لا يأتي بحصار جديد على الشعب الفلسطيني، في إشارة إلى مطلب ضرورة الاعتراف بالشرعية الدولية والالتزام ببرنامج منظمة التحرير الذي ترفضه حركة حماس. وأعرب مجدلاني في الوقت ذاته عن 'تثمين اللجنة التنفيذية الكبير لدور الأشقاء المصريين ومسؤوليتهم القومية تجاه الملف الفلسطيني وضرورة إنهاء الانقسام الداخلي الذي يضر بشكل بالغ بالقضية الفلسطينية'. وسلمت عدة فصائل فلسطينية الجانب المصري الرد على ورقة المصالحة الفلسطينية ومن هذه الفصائل حزب الشعب واتحاد الشعب الديمقراطي (فدا) والمبادرة الوطنية الفلسطينية مشيراًُ الى ان باقي الفصائل سترد خلال الايام القادمة على الورقة المصرية. وجاءت ورقة المقترحات المصرية من ثماني صفحات وهي خلاصة لجولات الحوار الماضية التي رعتها القاهرة بين الفصائل الفلسطينية وخاصة حركتي فتح وحماس. وتسعى مصر لتقديم رؤية حل وسط للفصائل الفلسطينية لتجاوز الخلافات المستمرة في الحوار بغرض الإعداد لجولة حوار شاملة بعد عيد الفطر تتضمن توقيع اتفاق ينهي الانقسام الفلسطيني الداخلي.