التقى خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في موسكو، أمس الاثنين، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وأجريا محادثات حول جهود المصالحة بين حماس وحركة فتح.وصرح لافروف، للصحافيين في بداية محادثاته مع مشعل "التقينا لمتابعة مناقشاتنا, وهدفنا الرئيسي هو البناء على الجهود، التي تجري بوساطة مصر، لتحقيق الوحدة الفلسطينية". وأشاد مشعل, الذي يعيش في المنفى في دمشق, بمساعي روسيا "للمصالحة" بين حماس، التي تسيطر على قطاع غزة, وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وسيطرت حماس على قطاع غزة في يونيو2007 ، بعد أسبوع من اشتباكات عنيفة مع أنصار حركة فتح. وفي مقابلة نشرتها صحيفة "فيرميا نوفوستي" أمس الاثنين, اتهم مشعل الولاياتالمتحدة بمحاولة تخريب جهود المصالحة. وقال""نحن نعلم أن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل مارس الضغط، أخيرا، على محمود عباس والمسؤولين المصريين". وأضاف"إذا تصالح عباس معنا, فستوقف الولاياتالمتحدة المساعدات للسلطة الفلسطينية". وأكد أن "روسيا تريد وحدة الفلسطينيين, ولكن الأميركيين لا يهمهم ذلك". وتصنف الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي حماس منظمة "إرهابية" إلا أن روسيا تحافظ على علاقاتها الرسمية مع الحركة، منذ فوزها في الانتخابات في 2006 . وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قال في تصريحات لمجلة "دير شبيجل" الألمانية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يعطل استئناف محادثات السلام في الشرق الأوسط وذلك لعدم مطالبته بشكل حازم بالتجميد الكامل للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية. وألقى عباس باللوم على إدارة أوباما في عدم الوقوف بشكل حازم في المطالبة بوقف البناء اليهودي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبينما طالب بتجميد الاستيطان بشكل كامل لبدء محادثات السلام مع إسرائيل اتهم عباس الرئيس الأميركي بتغيير موقفه الأول عندما أدان الإنشاءات الإسرائيلية غير الشرعية في الضفة الغربية. وبعد سبعة أشهر من خطاب أوباما في القاهرة، حيث أحيى توقعات العرب باستئناف عملية السلام، لم تعقد محادثات سلام بين إسرائيل والفلسطينيين وظلت العملية مجمدة منذ ديسمبر 2008 . وتحدث عباس عن خيبة أمل حكومته إزاء أداء أوباما وقال إنه توقع خطوات مهمة من جانب واشنطن. وكان جورج ميتشل المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط سرع من وتيرة زياراته إلى المنطقة في الشهر الماضي في محاولة لإقناع الحكومة الفلسطينية لبدء المحادثات. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية بزعامة رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو وقف أنشطة الاستيطان لمدة 10 أشهر وهي الخطوة التي اعتبرها عباس غير كافية. ولا يتضمن التجميد القدسالشرقية أو البناء المتواصل، الذي تعتبره إسرائيل "نموا طبيعيا". من جهة أخرى، أكد مركز حقوقي فلسطيني أن قوات الجيش الإسرائيلي واصلت حملات الاعتقال والمداهمة لمنازل الفلسطينيين في مختلف أنحاء مدينة بيت لحم, واعتقلت 15 شخصا، خلال شهر يناير الماضي. وأوضح نادي الأسير الفلسطيني في مدينة بيت لحم, أن الاعتقالات تزامنت مع قيام هذه القوات باقتحام منازل الفلسطينيين والتنكيل بهم, ودب الرعب في نفوس النساء والأطفال, مشيرا إلى أنه جرى تحويلهم إلى مراكز التحقيق في منطقتي المسكوبية وعسقلان. ونعى نادي الأسير استشهاد الأسير المحرر محمد العملة (26 عاما) من بيت أولا الخليل، الذي استشهد بعد صراع مع المرض الذي أصيب به جراء سياسة الإهمال الطبي، أثناء وجوده داخل السجون الإسرائيلية مدة ثلاث سنوات. ودعا النادي الأسير إلى ضرورة تحرك المؤسسات الدولية للضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، لإطلاق سراح الأسرى المرضى وكبار السن.