ذكر عضو قيادي في حركة حماس الفلسطينية، أن الحركة بحاجة إلى بضعة أيام لدراسة مقترح الاتفاق، الذي سلم وسيط ألماني موقف إسرائيل منه, والخاص بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير، جلعاط شاليط، مقابل الإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين .وقال فوزي برهوم المتحدث باسم (حماس ) إن الجماعة تلقت الرد الإسرائيلي من خلال الوسيط الألماني وإن "حماس ستدرس الرد". وقال مسؤول آخر من حماس اشترط عدم الكشف عن اسمه, إنه يتوقع وصول وفدا من قطاع غزة إلى العاصمة السورية دمشق أمس الخميس، للاجتماع مع زعمائها في الخارج. وذكر راديو إسرائيل أن الوسيط الألماني وهو ضابط مخابرات يحظر نشر اسمه غادر قطاع غزة عائدا إلى ألمانيا في انتظار دعوة للعودة إلى المنطقة وإبرام الاتفاق. وذكر مسؤولون مطلعون على المفاوضات أن الوساطة الألمانية تشمل تحرير الجندي الإسرائيلي مقابل الإفراج عن نحو 1000 فلسطيني . وحسب هؤلاء المسؤولين فإن إسرائيل رفضت بشكل قاطع إطلاق سراح بعض كبار الناشطين الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن مدى الحياة لإدانتهم بتدبير هجمات قتل فيها إسرائيليون. كما تتمسك إسرائيل بمنع ما يتراوح بين 100 و120 فلسطينيا آخرين من العودة إلى الضفة الغربيةالمحتلة وقد يرحلون إلى قطاع غزة أو إلى الخارج. وذكر مسؤولون أن (حماس ) وافقت على نفي بعض السجناء المفرج عنهم لكنها تريد أن تترك لهم حرية اختيار الجهة التي يرحلون إليها. وتتزامن هذه الوساطة مع الذكرى السنوية الأولى للهجوم الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة في 27 دجنبر العام الماضي ولمدة ثلاثة أسابيع , والذي أسفر عن مقتل 1400 فلسطيني على الأقل من بينهم عدد كبير من المدنيين , و13 إسرائيليا . وكان عضو المكتب السياسي للحركة، محمود الزهار، قال في تصريح صحفي إن تل أبيب تعلم جديا بأن الحركة قدمت "آخر ما عندها من مرونة" في سبيل إنجاز الصفقة، وإنها لن تقدم على أي تعديلات في مطالبها مما يضع الكرة في الملعب الإسرائيلي. وتطالب حماس بالإفراج عن نحو ألف أسير فلسطيني وعربي مقابل تسليم الجندي جلعاد شاليط المحتجز في غزة منذ ثلاث سنوات، بينهم 450 أسيرا من كبار الأسرى الفلسطينيين الذين تتهمهم إسرائيل بقتل عشرات الإسرائيليين، وعرب من الجولان ومصر وأسير سعودي. وتفرض إسرائيل سرية تامة على ما قد توافق عليه من مطالب حماس مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، الأسير في قطاع غزة. وكان استطلاع للرأي نشرته الأربعاء الماضي، صحيفة هآرتس اظهر أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون استعادة الجندي، جلعاد شاليط، المحتجز في قطاع غزة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة "أيا كان الثمن". وبحسب الاستطلاع، فان 52 في المائة من الإسرائيليين يؤكدون ضرورة دفع "اي ثمن كان" لاستعادة مواطنيهم الذين سقطوا في أيدي العدو, في حين يعارض 35 في المائة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المسؤولين عن قتل إسرائيليين, في إطار عملية تبادل. واستنادا إلى الاستطلاع يرى 58 في المائة من الأشخاص أن إسرائيل يمكن أن تطلق في إطار عمليات التبادل هذه بعض مواطنيها العرب المعتقلين بتهمة ممارسة أنشطة معادية لإسرائيل.