ذكر مسؤول فلسطيني بارز أن مصير صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل سيتحدد بعدما ترد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على العرض الذي قُدم لوفدها في القاهرة، أمس الأربعاء.فلسطينيات يحملن صور لمعتقلين من عائلاتهن (أ ف ب) وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن الوفد بقيادة محمود الزهار سيجتمع مع قيادة الحركة في دمشق لدراسة العرض الألماني والرد عليه كتابيا، مشيراً إلى أن مصير الصفقة سيتحدد بعد ذلك. وبين المسؤول الفلسطيني أن وفد الداخل عاد إلى القاهرة، أمس الأربعاء، بتمثيل أكبر من دمشق لتقديم رؤيته حول العرض الألماني، رافضا الحديث عن ماهية العرض. وكان وفد حماس غادر القاهرة متوجها إلى دمشق بعد ساعات من تلقيه العرض الألماني لتبادل الأسرى. وقال مصدر مصري إن الوفد أجرى مباحثات مع المسؤولين المصريين تركزت على صفقة تبادل الأسرى، التي تقضي بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال, إضافة إلى بحث ملف المصالحة بين الفصائل. وفي وقت سابق قال مصدر مسؤول بحماس إن عقدة التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عبر الوسيط المصري والألماني في صفقة التبادل تتمثل في إصرار الجانب الإسرائيلي على نفي بعض الأسرى المنوي الإفراج عنهم إلى الخارج. وأشار المصدر إلى أن مشكلة عدد الأسرى الذين تنوي إسرائيل الإفراج عنهم حلت. وكانت وكالة الأنباء الألمانية ذكرت أن المفاوضات عالقة عند نقطة موافقة إسرائيل على بقاء القياديين الفلسطينيين، مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، داخل الأراضي الفلسطينية في حال الإفراج عنهما. ونقلت الوكالة عن القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد قوله إن جميع الفصائل ترفض نفي البرغوثي وسعدات إلى الخارج. بدورها دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) حركة حماس إلى التمسك بمعايير صفقة تبادل الأسرى وعدم التسرع في "قطف إنجاز سياسي شعبي مهم" على حساب تلك المعايير. وطالب القيادي بفتح حسام خضر بإدراج أسماء قادة الانتفاضة المعتقلين والأسرى ما قبل اتفاق أوسلو إلى قائمة الأسرى المطالب بهم ضمن صفقة التبادل, قائلا إن "عدم إنجاز ذلك سيعطي لإسرائيل الفرصة الذهبية للتنكر للحقوق الفلسطينية على كافة الأصعدة". بالمقابل قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق مع حماس بشأن صفقة الأسرى. وقال نتنياهو للصحافيين بالقدس "لم يجري التوصل إلى اتفاق بعد, ولا أعرف إن كان ذلك سيحدث". وأضاف أنه يجب طرح أي صفقة على حكومته وعلى الكنيست لإقرارها، وأن إنجاز الصفقة "لن يجربصورة متسرعة بهدف فرض الأمر الواقع". من جانبه أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلّه في مؤتمر صحفي مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بالقدس عن أمله بأن تنتهي المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى بشكل إيجابي. وفي تضارب مع تصريحات نتنياهو, قال بنيامين بن إليعازر إن حكومته "اقتربت جدا" من الاتفاق بشأن صفقة الأسرى مع حماس، وعبّر عن سعادته "لقرب إتمام هذا الاتفاق في القريب العاجل". وأضاف الوزير الإسرائيلي في تصريحات للإذاعة أن "الاتفاق سيكون له ثمن، ومن الواضح أنه ستكون هناك أسماء قتلة عتاة في الإجرام, والحكومة ستقرر وأرجو أن يكون القرار إيجابيا". وكان مسؤولون قريبون من المحادثات قالوا إن تل أبيب أسقطت اعتراضاتها على إدراج نحو 160 سجينا ترغب حماس أن يشملهم اتفاق المبادلة, لكن الجانبين رفضا تكهنات بحدوث المبادلة قريبا خاصة مع حلول عيد الأضحى. من جهة أخرى، اعتبر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن نظيره الأميركي باراك أوباما لا يفعل شيئا في الوقت الحاضر لإنعاش مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، في مقابلة نشرت في صحيفة كلارين الأرجنتينية. وصرح عباس للصحيفة الأكثر انتشارا في الأرجنتين أنه أوباما لا يفعل شيئا في الوقت الحاضر، وذلك على هامش زيارته لبوينس ايرس. وتابع لكنه دعانا إلى استئناف عملية السلام، وآمل أن يؤدي دورا أكبر في المستقبل. وأشار عباس إلى إن الفلسطينيين ينتظرون من الولاياتالمتحدة أن تضغط على إسرائيل كي تحترم القانون الدولي وتطبق خارطة الطريق. وأضاف الرئيس الفلسطيني يمكنهم فعل أمرين، الضغط على الإسرائيليين من أجل وقف الاستيطان، والموافقة على الانسحاب إلى ما بعد حدود 1967.