اكد عيسى قراقع وزير شؤون الاسرى الفلسطينيين في حكومة الدكتور سلام فياض الثلاثاء بان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الاسير مروان البرغوثي والامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات رفضا الابعاد لخارج الاراضي الفلسطينية ضمن صفقة تبادل الاسرى التي يجري التفاوض بشأنها بين حماس واسرائيل. واوضح قراقع بأن صفقة تبادل الاسرى بين حماس واسرائيل وصلت لمرحلة متقدمة جدا وبان العقبة التي يجري التفاوض بشأنها حاليا تتعلق باصرار اسرائيل على ابعاد 12 اسيرا فلسطينيا لخارج الاراضي الفلسطينية بينهم البرغوثي وسعدات اللذان يرفضا الابعاد على حد قوله. واشار قراقع في تصريح للاذاعة الفلسطينية الرسمية امس الثلاثاء الى ان المفاوضات التي تجري بين حماس واسرائيل حاليا من خلال الوسيط الالماني تجري حول السقف الزمني للابعاد الذي سيكون اختياريا على حد قوله. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية الثلاثاء بأن المفاوضات بين إسرائيل وحماس للإفراج عن الجندي شليط مقابل المئات من الاسرى الفلسطينيين وصلت لنقطة اللا رجعة ومن الصعب الآن العودة للخلف. وحسب الاذاعة فان على الطرفين الآن اتخاذ قرارات حاسمة كون ان الخلاف المتبقي فقط حول ما بين 10 إلى 15 أسيرا. واكدت رئيسة المحكمة العليا القاضية دوريت بينيش ان صفقة تبادل الاسرى التي يجري التفاوض عليها بين اسرائيل وحماس معقدة ولم يتفق عليها بعد وما زالت هناك فجوات بين مواقف الطرفين . الا ان التلفزيون الاسرائيلي القناة الثانية قال الليلة قبل الماضية عكس ذلك وبشكل لا يقبل الشك (الصفقة قريبة جدا جدا) - وحسب روني دانييل المراسل العسكري للقناة الثانية في تلفزيون اسرائيل ان الصفقة باتت قريبة جدا - دون اعطاء اية تفاصيل . ومن جهته قال الأسير الفلسطيني السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، بأن التعنت الإسرائيلي ومراوغته المتكررة، وإصراره على الاستمرار في احتجاز مئات الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في آيار (مايو) 1994، وتهرب الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من استحقاقات 'العملية السلمية' منذ أوسلو ولغاية اليوم فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى، وتمسكها بمعاييرها الظالمة وشروطها المجحفة، وعجز 'الحل السياسي' في كسر تلك المعايير والشروط، رغم مرور 16 عاماً على توقيع اتفاقية أوسلو، هي أسباب رئيسية وراء تمترس الفصائل الفلسطينية الآسرة ل 'شليط' بمطالبها وبالقائمة التي قدمتها، والتي تتضمن الأسرى القدامى وعشرات من رموز المقاومة . ورأى فروانة بأن من شأن تلك الأسباب مجتمعة بأن تجعل من الفصائل الآسرة أو ممن يفاوضون حول صفقة التبادل، أكثر تمترسا خلف مطالبتهم بالأسرى القدامى كأولوية من أولويات صفقة التبادل. وأُشار فروانة الى أن مصطلح 'الأسرى القدامى' يُطلق على من هم معتقلون منذ ما قبل اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من أيار (مايو) 1994، وعددهم (320 أسيرا)، فيما يوجد من بين هؤلاء (109) أسرى قد مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاما ويطلق عليهم مصطلح 'عمداء الأسرى'، فيما بينهم أيضا ( 13) أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن وهؤلاء يطلق عليهم مصطلح 'جنرالات الصبر'، وأن أقدم الأسرى مضى على اعتقاله قرابة 32 عاماً متواصلة.