على مقربة من انطلاق منافسات الموسم الكروي المقبل، مازالت مجموعة من الفرق تغط في سباتها العميق، وبدل أن يحتدم النقاش بين مسؤولي هذه الفرق حول المستقبل، وحول الإعداد للموسم المقبل، وكيف أن الركب يمكن أن يتجاوزها إذا لم تدخل مرحلة التحضير الجدي، إلا أن الملاحظ هو أن «وقود» معظم الخلافات هو الحسابات والمصالح الشخصية الضيقة، بل وفي أحيان كثيرة العناد و»قسوحية الراس». في أولمبيك أسفي مازال الفريق يعيش على وقع مشاكل الموسم الماضي، فالرئيس خلدون الوزاني أو»الحاج» كما يحب أن يطلق عليه مازال يضع العصا في عجلة الفريق، فهو استقال من مهامه، بل و أعلن في عدد من المنابر الإعلامية أنه لم يعد رئيسا للفريق، غير أن واقع الحال يكشف أن السيد الوزاني مازال يواصل عمله، بل إنه أجل موعد الجمع العام الذي كان مقررا أن يعقده الفريق إلى أجل غير مسمى، علما أنه لو كان السيد الوزاني يفكر في مصلحة الفريق لعجل بعقد الجمع العام حتى يمنح للمكتب المسير المقبل هامشا زمنيا مهما للعمل. في الدفاع الجديدي، هناك حرب مستعرة، وبيانات شديدة اللهجة، والمتهم دائما مبني للمجهول، علما أنه عندما نبحث في أصل المشكل سنجد أن الأمر يتعلق بتصفية حسابات وبرغبة كل طرف من المنتسبين للفريق في أن تكون له الحظوة، وفي أن يستفيد سواء من صفقات اللاعبين أو من أشياء أخرى. المثير في ما يحدث في الجديدة أن رئيس الفريق سعيد قابيل يبدو كما لو أنه استطاب الوضع فبدل أن يخرج إلى العلن ويوضح ويرسم خارطة الطريق، ويكشف حقيقة «الحرب الأهلية» المشتعلة في الفريق، فإنه يلتزم الصمت وكأنه ليس رئيسا للدفاع الجديدي، وكما لو أن هذه «الصراعات» التي تنذر ب»الخطر» مجرد «لعب الدراري». من المفروض على رئيس الفريق وبقية أعضاء المكتب المسير التدخل، وإذا كان هناك عضو أو مجموعة أعضاء يسيئون للفريق، مثلما تؤكد ذلك بيانات الفريق فيجب كشف جميع الأوراق، بدل أن تصبح أوراقا للتهديد والترهيب. في المغرب الفاسي كشف أحمد المرنيسي وجود اختلالات مالية، وقدم استقالته وسار عبد الحق المراكشي نائب الرئيس في الاتجاه نفسه، وإلى اليوم مازالت الأمور لم تأخذ مجراها الطبيعي ولا أحد يعرف في أي نفق مظلم سيدخل الفريق. خلافات مسيري الفرق المغربية، هي صورة للتسيير داخلها، وللأسف فليس هناك من يقول «اللهم إن هذا منكر».