شهدت كرة السلة بمدينة فاس تحولا كبيرا، حين تسلم أحمد المرنيسي قيادة فريقها الأول، المغرب الفاسي، منتصف ثمانينيات القرن الماضي، إذ حقق الفرع جميع الألقاب التي يطمح إليها أي ناد، وأضحى من بين أعتد الفرق على الصعيد الوطني، بفضل تركيبته البشرية واعتماده سياسة التكوين.تصوير (وزاني) لا يتوانى أحمد المرنيسي، الرئيس، إلى التحول، خلال المباريات الحاسمة، من مسير إلى مشجع مهووس بحبه للماص، وكأن بالرجل عضو من إحدى "الإيلترات" يجلس بالمنصة الرسمية، وسرعان ما ينساق للرقص مع الجماهير الحاضرة. يصر على حضور مباريات القمة، التي تجمع فريقه بفرق من حجم جمعية سلا، واتحاد طنجة، ويكره الهزيمة بالميدان. خلال ترؤسه فرع الماص عمد إلى إرساء فكرة حب الانتصار لدى الأجيال التي تعاقبت لحمل قميص الفرق. في الحوار الذي أجرته معه "المغربية"، اعترف أحمد المرنيسي أنه تعب من التسيير ويسعى جاهدا إلى مد المشعل إلى أياد آمنة، مضيفا أنه مرتاح للحصيلة التي حققها الفريق في عهد رئاسته. ألم يتعب أحمد المرنيسي من رئاسة فرع كرة السلة لفريق المغرب الفاسي؟ - لن أخفيك أنني تعبت من تسيير فريق المغرب الفاسي لكرة السلة، الذي أعتبره فريقا عملاقا بأرجل من طين، بالمناسبة، أتمنى وأنتظر بفارغ الصبر اليد الآمنة، التي بإمكانها أن تحمل المشعل. تعتبر من أقدم رؤساء فرق كرة السلة، ألا يوجد الخلف؟ - منذ 1985 وأنا أتولى الرئاسة، بالفعل، يمكن القول إنني أكبر رئيس، وفي الوقت ذاته، أكبر أحمق مر برئاسة الماص. كما أسلفت الذكر، إحساسي بأنني أب للفريق وحبي له، يحتم علي تسليمه لأياد آمنة قبل المغادرة. هل أنت مرتاح للفترة التي قضيتها على رأس سلة الماص؟ - بطبيعة الحال، إذ حققت مع الفريق كل الألقاب، التي يتمنى أي رئيس تحقيقها، كما أنني مرتاح لوجودي في ميدان رياضي دائما ما يمنحنا الفرجة والحماس، ويتعلق الأمر برياضة كرة السلة. لم تعد مدرسة الماص ذلك المشتل الذي يزود الفريق الأول، ما تفسيرك لذلك؟ - لست متفقا مع هذه الملاحظة، الدليل على ما أقول أن المدرسة أعطت لاعبين أمثال الأخوين رضوان ورشيد جا، وأيوب الفيلالي، ثم عمر المسروي، الذي أضحى أساسيا في تركيبة الفريق، فضلا عن ذلك، يعتبر المغرب الفاسي، الفريق الوحيد الذي لديه تركيبة بشرية مرت بمدرسة الماص. نحن لسنا من يعمل التنشيط ويتحدث بأن لديه مدرسة. لو ساهمت في تكوين لاعب أو لاعبين كل سنة، فيمكن اعتبار ذلك نجاحا كبيرا، وأعتقد أن ما نقوم به في الوقت الحالي يعتبر إنجازا في مجال التكوين، ما يجعلني مرتاحا لعطاء المدرسة. خرج الفريق الفاسي خالي الوفاض السنة الماضية؟ - للعبنا المباراة النهائية لكأس العرش أمام الجمعية السلاوية، وهذا في حد ذاته حصيلة إيجابية، صحيح أننا عودنا جمهورنا على لقب كل سنة، لذلك لم يعتبر البعض لعب نهاية كأس بمثابة إنجاز. على ماذا يراهن الفريق خلال الموسم الجاري؟ - كعادتنا، سننافس على اللقبين و"اللي جابها الله فمرحبا"، ما يهم أننا استطعنا، خلال 30 سنة من التسيير، ترسيخ ثقافة الانتصار واللعب بروح قتالية لدى لاعبي الماص. * كيف ترى بطولة هذا الموسم مع التعديل الذي جرى على مرحلة البلاي أوف؟ - تتميز بطولة هذا الموسم بالندية والحماس، إذ نلاحظ تقارب مستوى الفرق التي تنافس على اللقب، والشأن ذاته يميز الفرق التي تصارع من أجل الانفلات من الهبوط إلى القسم الثاني، فضلا عن ذلك، ضمها لثلة من أجود المدربين الأجانب. على ذكر الأجانب، كيف تدبرون تكلفة رواتب المدرب واللاعبين؟ - الأمر يدعو فعلا للتعجب، في ظل غياب الدعم، وأعتقد أنه يجب طرح هذا التساؤل على من يحب المدينة ويحب الفريق، المرنيسي لن يخلد على رأس الماص، ويجب البحث عن الخلف. أظن أنه على الغيورين بمدينة فاس ضمان مداخيل قارة للفرع، حينها سيسهل على أي كان تحمل مسؤولية التسيير دون الحاجة ل "مول الشكارة". لماذا جرى التخلي عن السنغالي، ألفا طراوري، خلال فترة الانتقالات؟ - بعد مجيء الأميركي بين أدامس، أصبح لدينا أربعة أجانب، في حين يجري تسجيل 3 أجانب في ورقة المباراة، الشيء الذي خلق لنا بعض المشاكل، ما جعلنا نستغني على واحد منهم، فوقع الاختيار على ألفا طراوري، بعدما فضل المدرب بلال الفايد الاحتفاظ باللاعب الأميركي.