عبد الرحيم ندير كشفت مصادر مقربة من المجموعة الفرنسية «فيفاندي» أن مستثمرين خليجيين يمارسون ضغوطا على الشركة من أجل حملها على تفويت حصتها في «اتصالات المغرب». وقالت المصادر ذاتها إن هؤلاء المستثمرين، وضمنهم قطريون، كثفوا لقاءاتهم بمسؤولين كبار في الشركة من أجل إقناعهم ببيعهم حصة «فيفاندي» في شركة الاتصالات المغربية، رغم أن الأنباء التي راجت في الآونة الأخيرة ترجح أن تلجأ الشركة إلى إدراج فرعها «كنال بلوس» في البورصة من أجل الخروج من أزمتها المالية. وأضافت المصادر ذاتها أن المستثمرين الخليجيين استغلوا الاجتماع المهم، الذي يعقده كبار المسؤولين في الشركة الفرنسية بالعاصمة باريس منذ يوم الجمعة الماضي للتقرير في الاستراتيجية الجديدة ل«فيفاندي»، من أجل الضغط في اتجاه تمرير الصفقة التي يرى البعض أنها ستصطدم بإكراهات سياسية بين المغرب وفرنسا. وتقدر حصة «فيفاندي» في شركة «اتصالات المغرب» بحوالي 53 في المائة، بينما يملك المغرب حصة 30 في المائة من أسهم الشركة. ويعتبر الخبراء أن من شأن سيطرة شركة قطرية على «اتصالات المغرب» أن تخلق نوعا من الحزازات السياسية مع المغرب، بالنظر إلى حساسية قطاع الاتصالات. وحسب المصادر نفسها، فإنه من المنتظر أن تكون لهذه الصفقة، في حالة إتمامها، تداعيات على العلاقات المغربية الفرنسية، خاصة بعد الإشارات الأخيرة التي أرسلتها باريس بخصوص تغيير استراتيجيتها في التعامل مع المغرب كأكبر شريك اقتصادي، والتصريحات الأخيرة لبعض وزراء الحكومة الاشتراكية الجديدة حول سحب جزء من الاستثمارات الفرنسية في مجال مراكز النداء من المغرب. وتحوِّل «اتصالات المغرب» سنويا نصف أرباحها إلى الشركة الأم «فيفاندي»، وقد بلغت أرباح هذا الفرع الأكثر ربحية بالنسبة إلى الفرنسيين حوالي 8.1 ملايير درهم برسم السنة الماضية. وعلى مستوى آخر، يرتقب أن يخرج الاجتماع، الذي يحضره حوالي 40 إطارا من الشركة الفرنسية «فيفاندي»، بقرار يحدد مصير الشركة؛ إذ سيعقبه اجتماع لمجلس الرقابة مع رئيس المجلس الإداري للشركة جون روني فورتو، ثم اجتماع للمجلس الإداري من أجل المصادقة على القرارات النهائية. وانخرطت مجموعة «فيفاندي» في التفكير في استراتيجيتها، وانكبت العديد من الأبناك على تقديم اقتراحات تهم الانسحاب من بعض المساهمات أو إعادة الهيكلة من أجل مواجهة تهاوي سعر سهم المجموعة الفرنسية في البورصة. ودفعت الصعوبات التي يواجهها فرع المجموعة «SFR» مجلس الإدارة إلى بعث النقاش القديم من جديد، والذي يهم صحة النموذج الذي يجمع بين الإعلام والاتصالات. وقد فقد سهم «فيفاندي» 30 في المائة من قيمته منذ شراء هذا الفرع في أبريل من السنة الماضية مقابل 95.7 مليار أورو، وهي العملية التي كان منتظرا منها أن تعطي دفعة قوية لقيمة السهم، لكنها لم تحقق أهدافها. ووعد رئيس مجلس إدارة المجموعة، جون روني فورتو، المساهمين، الذين أفزعهم تهاوي سعر سهم المجموعة في التسعة أشهر الأخيرة، بأنه لن يظل مكتوف الأيدي وبأن الموضوع سوف يطرح للنقاش دون «طابوهات». ويراهن بعض المستثمرين على دخول المستثمر فانسان بولوري في رأسمال «فيفاندي»، إذ من شأن ذلك أن يرفع الضغط عن مسيري الفاعل الفرنسي في قطاع الاتصالات.