مراكش: حسن البصري خلافا لكل المباريات السابقة للمنتخب المغربي، تمردت المدرجات على الفهري وغيريتس، ونالا قبل وأثناء وبعد المباراة التي جمعت منتخبنا بنظيره الإيفواري، كمية مضاعفة من الشتائم توجت برمي قنينات مملوءة بالماء وفي رواية أخرى بسائل يشتبه في كونه بولا، وعاصفة من السب مرفوقة بزخات من البصاق. انقسم الحاضرون بين مساند بلا شروط ومناصر بشترط الانتصار، وفئة بين المنزلتين، قبل أن ينصهر الجميع ويبرمون معاهدة الهجوم المشترك على المدرب البلجيكي وجامعة كرة القدم برئاسة علي الفاسي الفهري، الذي عاش ليلة ليلاء وهو ينصت لموشحات تطالبه بالرحيل وقوافي هجاءتتهم جامعته. لحسن حظ الجهة المنظمة أن البروتوكول قفز على مراسيم مصافحة المسؤولين الرسميين للاعبي الفريقين، واكتفى بعزف النشيدين الوطنيين ومصافحة اللاعبين لبعضهم البعض، إذ لم يظهر أثر لأي عضو جامعي على جنبات الملعب، بينما شوهد العضو كريم العالم وهو يختبئ في مقصورة مخصصة لمندوب المباراة وللمسؤول الأمني عن المواجهة، اتقاء الغضب الساطع الآتي من المدرجات. كان الفاسي الفهري أحوج، في هذه المباراة، إلى الانتصار أكثر من كل المغاربة، لأنه الرد الوحيد على وزير الشباب والرياضة محمد أوزين، الذي أطلق تصريحا ناريا قال فيه إن قرارات حاسمة ستتخذ بعد موقعة الكوت ديفوار، ولأن الهزيمة مرادف للتغيير فإن جامعة الفهري كانت تمني النفس بالفوز لضرب سرب عصافير بحجر واحد، لكن التعادل الذي حرم «أسود الأطلس» من زيارة البرازيل وحضور مونديال 2014، كفيل بإعادة ترتيب الأوراق داخل جامعة تعاني من فقر في الديمقراطية والحكامة. كلما سجل زملاء دروغبا هدفا في مرمى منتخبنا المغربي، إلا وخصص الجمهور فاصلا لشتم المدرب والجامعة، بينما رفعت في الجولة الثانية لافتة كتبت عليها عبارة «ارحل ياغيريتس»، وأخرى حملت عبارة «راتب غيريتس سري وشوهة علنية»، وردد مجموعة من الشباب كورالا مستعار من خرجات حركة 20 فبراير، «زيرو جامعة الفهري» و»الشعب يريد الزاكي مدرب»، ولأن المنصة الصحفية كانت مملوءة بكائنات لا علاقة لها بالصحافة، فإنها تحولت إلى فضاء للاحتجاج على المدرب، حتى بعض محللي المحطات الإذاعية ضموا أصواتهم إلى صوت الغاضبين وأنشدوا قوافي شعر النقائض وأعلنوا تمردهم على جامعة أطعمتهم من جوع وآمنتهم من خوف. كان المنشط الإذاعي للمباراة يناشد الجمهور بالتزام الهدوء ومساندة المنتخب المغربي إلى آخر دقيقة، ويطالب مستعملي أشعة الليزر بالإقلاع عن هذه العادة التي تستهدف لاعبي المنتخب الإيفواري، لكن تبين أن الأشعة تستهدف المدرب إيريك غيريتس وكريم العالم، بينما نال ديدي دروغبا أثناء مغادرته الملعب حصة من التصفيق خلافا لبقية عناصر المنتخب المغربي التي هرولت إلى مستودع الملابس مباشرة بعد إطلاق صافرة النهاية من طرف الحكم المصري. تعهد أوزين بمساءلة المتسببين في هذا الوضع وقال «عند الفورة يبان لحساب»، فهل سيكون لشعارات المدرجات صدى في وزارة الوزير الحركي، على الأقل ففي كل حركة بركة.