لن يكون من خيار أمام المنتخب الوطني لكرة القدم وهو يستضيف المنتخب الإيفواري في الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم 2014 لكرة القدم إلا تحقيق نتيجة الفوز، في مباراة هي الأهم له خصوصا بعد تعادله المخيب في الجولة الأولى أمام منتخب غامبيا ببانجول. على الورق يبدو المنتخب الإيفواري مرشحا بقوة لحسم المباراة لصالحه، فهذا المنتخب يضم في صفوفه لاعبين متميزين لديهم مكانتهم البارزة ليس على الصعيد الإفريقي فحسب، وإنما على الصعيد العالمي، فلاعبون كديديي دروغبا وسليمان كالو وجيرفينيو والشقيقين يحيى وكولو توري يحلم أي مدرب بأن يكونوا ضمن فريقه أو منتخبه. المنتخب الإيفواري الذي يحتل المركز الأول إفريقيا والثالث عشر إفريقيا هو منتخب مرعب بالنظر إلى ما يملكه من كفاءات فردية، لكنه على المستوى الجماعي ليس بحجم ما يتوفر عليه من لاعبين، بدليل الصعوبات الكبيرة التي واجهها في مباراته الأولى أمام تانزانيا بأبيدجان والتي انتهت لمصلحته بهدفين لصفر، وأثارت غضب الصحافة الإيفوارية، علما أن لاعبي هذا المنتخب يشكون من عياء كبير بالنظر إلى الموسم الطويل الذي خاضوه، سواء مع منتخب الكوت ديفوار الذي بلغ نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية، دون أن تستقبل مرماه أي هدف، أو مبارياتهم في الدوريات الأوربية، وفي مسابقة عصبة الأبطال الأوربية. وبالإضافة إلى ذلك فالمنتخب الإيفواري يعيش على وقع تعاقده مع المدرب صبري لاموشي، الذي يخوض أول تجربة له كمدرب والذي لاقى التعاقد معه احتجاجات واسعة من طرف الإيفواريين الذين طالبوا باستمرار ابن البلد فرانسوا زاهوي الذي وقع مع هذا المنتخب على مسار جيد. وإذا كانت نقاط قوة المنتخب الإيفواري أكبر من سلبياته، فإن المنتخب الوطني المطالب بتحقيق الفوز في هذه المباراة، يعيش مشاكل لاحد لها، فبالإضافة إلى التعادل المخيب الذي حققه أمام غامبيا فإنه يشكو من غيابات كثيرة لعدد من لاعبيه، كيونس بلهندة وعادل هرماش ومبارك بوصوفة وكريم الأحمدي، إضافة إلى مروان الشماخ ويوسف حجي اللذين لم يوجه لهما غيريتس الدعوة. أما الأخطر، فهو أن غيريتس لم يستقر على تشكيلة محددة وظل في كل مرة يجرب، بل إن مقارنة بسيطة بين التشكيلة التي ستخوض مباراة الكوت ديفوار وتلك التي واجهت الجزائر(4-0) قبل عام بنفس الملعب، سيقف على حجم المتغيرات الكبيرة التي مست المنتخب الوطني، وكذا الانقلاب الكلي في فكر غيريتس الذي بدا كما لو أنه مدرب دون مبادئ تكتيكية. وإذا كانت الثقة في غيريتس أصبحت منعدمة، بالنظر إلى مساره الطويل من الخيبات والانكسارات، وأصبح الانفصال عنه أمرا ضروريا كيفما كانت نتيجة مباراة الكوت ديفوار، فإن آمال المغاربة ستظل معلقة على أقدام اللاعبين وفي أن يكونوا في أعلى درجات جاهزيتهم الذهنية والنفسية لخوض مباراة ستكون صعبة بكل المقاييس، وأن يحفظوا ماء وجه منتخب «تبهدل» مع غيريتس العالمي ومع رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري، وأن يؤكدوا أن العيب ليس في اللاعبين ولكن في مدرب وفي رئيس للجامعة ظلا يخطئان التقدير ويعتقدان أن قيادة منتخب وطني أشبه ب»الفسحة». إن المنتخب الوطني ليس ملكا لغيريتس ولا الفهري، ولكنه ملك لجميع المغاربة، لذلك الأمل كبير في أن يحج الجمهور بكثافة إلى الملعب ليساند اللاعبين ويشجعهم ويرفع معنوياتهم، فمن يدري فقد يحققوا المعجزة في زمن لم يعد يؤمن بالمعجزات.