مرة أخرى يتأكد الجميع أن لقاء منتخبي الجزائر والمغرب ليس مجرد مباراة عادية -عابرة-، ينحصر فيها التباري داخل رقعة الملعب، حيث فضاء اللعب، والذين زاروا مدينة عنابة ورافقوا المنتخب الوطني المغربي في رحلته، أدركوا أهمية اللقاء وما فعله في مسؤولي البلد المضيف؟ لا أحد ينكر حفاوة الإستقبال والترحيب والاحتفال المقرون بالهاجس الأمني، حيث تمت تعبئة أكثر من ثمانية ألف رجل أمن لتأطير المباراة في موعدها، وتعزيز الحراسة والتفتيش بحواجز المراقبة في المسالك المؤدية للملعب، ولمس عناصر منتخبنا الوطني ثقل الطوق الأمني المضروب على الوفد المغربي في مقر إقامته، وعند تنقلاته؛ ويبدو أنها تجربة أولى يعيشها المدرب البلجيكي «إيريك غيريتس» وهو يقود لأول مرة في مساره المهني «منتخبا يمثل بلدا»؟ للأسف تعذر على منتخبنا الخروج من الديربي المغاربي بفوز يمكنه من التفرد بالصدارة، وخاصة بعد انهزام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى في طانزانيا، وحتى مردود فريقنا لم يرق الى المطلوب، وجاء باهتا وبعيدا عن الهالة التي رافقت التحضير وتصريحات المدرب غيريتس المطمئنة والمحملة برسائل الأمل؛ اللاعبون بالغوا في الاحتجاح عن التحكيم ورافقهم المدرب الذي لازال يحمل الحكم الموريسي أسباب الهزيمة، شأنه في ذلك شأن الدولي المحترف مروان الشماخ، الذي عاتبه حتى الذين عينوه لإدارة اللقاء؟ لا أحد ينكر أن الحكم أخطأ، ولم يعلن عن أخطاء لفائدة لاعبي منتخبنا، لكن كان ينبغي تفادي الإهتمام الزائد بقراراته والانشغال بمواجهتها. سلوك الحكم بعثر أوراق الفريق المغربي أمام صمت المدرب «غيريتس» في دكته، حيث خلق نوعا من النرفزة لدى جل اللاعبين، وجعلهم يعتمدون المبادرات الفردية بدل اللعب الجماعي الفاعل، وهكذا أضاع الوقت وتعذر على لاعبينا -المحترفين يا حسرة- العودة الى التباري بهدوء، واستسلموا للهزيمة بهدف وقعه الخصم بعد ست دقائق من البداية. وقد علم أن موفد الاتحاد الدولي «الفيفا» قد أعد تقريره حول المباراة ولن يغفل فيه ما أفرزته أطوارها من شهب اصطناعية أنارت المدرجات وأشعة اللايزر التي عانى منها حارس مرمى منتخب المغرب ناذر لمياغري، إضافة الى هفوات كثيرة في التنظيم، مما يهدد الفريقين بالعقاب، وحتى الذين تكلفوا بمعاينة الحكم الموريسي لن يرحموه لأخطائه الفادحة، وتغاضيه عن حالات تفرض تدخله بحزم لحماية اللاعبين واللعبة، وقد لاحظوا كيف كان سلبيا أمام سلوكات بعض اللاعبين استهدفته. لم يتوفق الجدل حول لقاء عنابة، وهزيمة المنتخب المغربي بطريقة غير مفهومة، لينضاف إليه لقاء المنتخب المحلي الذي أرغم على التعادل في مراكش في لقاء ودي برمجه المدرب غيريتس بعد رحلة «عنابة». لقاء جمع فيه مجموعة من لاعبي الفرق المشاركة في المنافسات القارية، وضمنهم اللاعب «سكوما» الموقوف من طرف مسؤولي فريقه الوداد! فهل كان المدرب غيريتس على علم بقرار الوداد اتجاه لاعبيه؟ وهل أشعر مكتب الوداد الجامعة بالقرار؟ لأنه ما كان على المدرب أن يعتمد اللاعب المذكور في تشكيلة المنتخب، في ظرف يعمل فيه فريقه على تأديبه وتربيته بقرار التوقيف، على خلفية خطأ ارتكبه؟ ثم هل كان على المدرب استدعاء لاعبي الفرق الملتزمة بالمنافسات الإفريقية وهي تتهيأ لمباريات الإياب في مسار رسمي؟ وما الجدوى من هذا اللقاء الودي بالنسبة للاعبين المحليين في هذا الظرف؟ لا يجادل أحد في أن الجامعة وفرت كل ما طلبه المدرب «غيريتس» من إمكانيات بشرية، مادية ولوجستية، وقد وجد الرجل المنتخب المغربي متقدما في مسار التنافس في مجموعته، ودخل معه اليوم مرحلة الحسابات المعقدة حيث جمعت المنتخبات الأربعة نفس الرصيد وعليه فك اللغز، والخروج من الورطة، وإلا فما الذي تغير؟؟؟