غيريتس يرجع الهزيمة إلى سوء الحظ والشماخ يهاجم حكم المباراة كان منتخب الجزائر في الموعد، لم يهدر الفرصة ونجح في تدبير اللقاء والخروج بفوز حرم منه منذ إحدى وثلاثين سنة، وعمل بذلك على تقوية حظوظه في التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا، وفي المقابل خيب منتخبنا الوطني الآمال وظهر ضعيفا، مفكك الصفوف بلاعبين تحت سيطرة النرفزة والقلق، وبفريق دون مستوى ماراج حول تحضيره البدني، التقني والدهني؟ وقفنا نعاين منتخبنا المغربي يصنع الحدث ويفرض إيقاعه ويتحكم في أطوار المباراة، فوجدنا منتخب الجزائر مسيطرا؟ ولم تلمع نجومية لاعبينا المتألقين في أقوى دوريات أوروبا، وظهرنا بفريق متواضع وعاجز؟ كانت البداية بخطأ عادل هرماش، كلف المنتخب الوطني هدفا قاسيا من ضربة جزاء إثر لمسة يد واضحة، فضل الحكم الإعلان عنها وكان بإمكانه أن لا يفعل؟ وبذلك كانت ست دقائق كافية لمنتخب الجزائر ليفعل ما شاء، ويحرز المطلوب بدعم من تحكيم مريض، وراءه حكم من جزر موريس، ظهر يبتلع صفارته أمام أخطاء واضحة وفادحة ارتكبت في حق لاعبي منتخب المغرب ومرة أخرى، يتأكد أننا نتوفر على لاعبين بإمكانيات ومواصفات مميزة وبحضور وازن في مدار الإحتراف والدوري الوطني، لكننا لم نقو على تحضير فريق، ومباراة عنابة عرت الواقع المر، وفجرت أسئلة القلق الموجهة إلى الخبير البلجيكي إيريك غيريتس ومن معه، والى مريديه! فعلى أي تحضير نتحدث؟ انهزم المنتخب الوطني المغربي، لكن بطريقة بشعة وحتى التغييرات التي قام بها المدرب لم تكن مجدية ولا فاعلة؟ لاعبونا استقبلوا الهدف في الدقيقة السادسة وساروا على إيقاع فرضه الخصم باعتماده على الإندفاع البدني والضغط بقوة على كل لاعب مغربي يستقبل الكرة، كما أنهم حرموا لاعبينا من المساحات الفارغة حتى لا يعرضوا إبداعهم. وتعطلت الآلة المغربية في وسط الميدان، وبقي مروان الشماخ معزولا ومحاصرا وسط كتيبة من المدافعين يتناوبون على حراسته: عنتر يحيا، غزال، المهدي ومفتاح، وكالعادة ظل عادل تاعرابت يفرط في المراوغات والاحتفاظ بالكرة، ولم تصل أول كرة إلى حارس مرمى منتخب الجزائر إلا بعد ساعة من عمر اللقاء. فماذا حدث؟.. ولماذا لم يستثمر مسؤولو منتخبنا العوامل والظروف إيجابيا، خاصة وأننا استفدنا من لقاءات ودية حرم منها منتخب الجزائر. وأعلن لنا المدرب غيريتس بعد تجمع مراكش أن الفريق جاهز وأنه سيفرض إيقاعه على الخصم ليسقطه في النرفزة، واعتماد اللعب الفردي، وهو ما حدث للاعبينا للأسف؟ لقد كانت المناسبة هامة وخاصة عند فوز منتخب تانزانيا على منتخب جنوب افريقيا الوسطى، وكان بإمكان فريقنا الانفراد بالصدارة بالفوز وربح مساحة ثمينة في اتجاه التأهيل، ولو فعل لوفر علينا هموما ومشاكل تحركت بدخول نفق الحسابات المعقدة. حاليا المنتخبات الأربعة في المجموعة الرابعة في نفس الرتبة وبنفس الرصيد، وقد أبى المدرب الجزائري «بنشيخة» إلا أن يضع منتخب بلده ضمنهم بعد أن كان وحيدا في الأسفل بأضعف رصيد؟ إنه درس آخر لكرتنا الوطنية، وما قدمه المنتخب الوطني المغربي في لقاء «عنابة» بعيدا عن الامكانيات المرصودة له في التأطير والتسيير. وفي المقابل كان المنتخب الجزائري في الموعد بهدف مسطر ومحدد، حققه وعاد للتنافس على مقعد في النهائيات القارية، وحقق المدرب عبد الحق بنشيخة لمنتخب بلده فوزا لم يدقه منذ مارس 1980 بلاغوس، حيث كان له آخر فوز على منتخبنا؟ وهناك عدة قراءات لمباراة عنابة قد نحكم فيها على حكم جزيرة موريس بالضعف والتهور، لكن علينا أن لا نتيه أكثر وننسى قراءة الواقع والصريح المؤدية إلى الوقوف على مكامن الضعف والخلل في مجموعة وطنية ظهرت في اليوم الموعود ضعيفة، مهزومة بطريقة غير مفهومة، وبمردود بعيد عن كل ما راج في التهليل بالتحضير؟ مباراة عنابة خرجنا منها بهزيمة ينبغي أن ننساها بسرعة، ويدرك الخبير غيريتس ومن معه أن المردود هزيل لا يرقى إلى الخطاب والإمكانيات المرصودة، والموعد القادم في يونيو ليس بعيدا، فهل نصحح المسار؟ تصريحات: غيريتس: ضربة الجزاء أربكت حساباتنا بدا المدرب البلجيكي، إريك غيريتس، متأثرا بالهزيمة أمام المنتخب الجزائري، حيث قال، عقب نهاية اللقاء، إن فريقه لم يدخل في المباراة بقوة، زيادة على ذلك ضربة الجزاء، التي قال عنها إنها غير شرعية، لكنه أكد أنه يحترم قرارات الحكم. وعن حظوظ المغرب، أضاف غيريتس أن منتخب فريقه لا يزال يملك كل الحظوظ للتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، مشيدا بالدور الذي قدمه لاعبوه طيلة المباراة. كما بدا متأسفا لغياب زياني. وعن المنتخب الجزائري قال غيريتس إنه فعلا خصم عنيد، ولاعبوه أظهروا استماتة وروحا قتالية ''أهنئهم على الفوز''، يقول غيريتس. اعترف المدرب البلجيكي بأحقية فوز المنتخب الجزائري على فريقه، وقال غيريتس في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة «المنتخب الجزائري لعب بروح المحاربين ونجح لاعبوه في الفوز بالصراعات الثنائية وأنا أهنئهم على انتصارهم». وأضاف «المنتخب المغربي قدم مباراة كبيرة وجميع اللاعبين أدوا ما عليهم لكن سوء الحظ لم يمكننا من العودة على الأقل بنتيجة التعادل التي كانت سترضينا حتما». بن شيخة: الإنتصار تحقق بفضل إرادة اللاعبين قال المدرب الوطني، عبد الحق بن شيخة، إنه ليس من السهل على أي مدرب مهما كان وزنه أن يكسب نقاط هذه المباراة، خاصة بالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي مر بها المنتخب، مشيرا إلى إصابة المدافع بوفرة وزياني في آخر لحظة، وتعرض القائد عنتر يحيى لإصابة لم يستطع على إثرها إكمال المواجهة. وقال بن شيخة إنه يهنئ لاعبيه على رجوليتهم والروح القتالية التي أظهروها في الميدان وتطبيقهم لكامل التعليمات. وعن اكتفائه بالفوز بهدف وحيد، رد بن شيخة أن اللاعبين هم الذين أرادوا الحفاظ على النتيجة، مفندا خبر تغييره طريقة اللعب بعد إصابة زياني. واعتبر الناخب الوطني في تصريحه، عقب نهاية اللقاء، أن حظوظ الجزائر انتعشت ويجب التأكيد في المواجهات القادمة وعدم تضييع أية نقطة. وعن الروح القتالية التي أظهرها رفقاء غزال، قال بن شيخة إنه قدم حصة فيديو للاعبين دامت 15 دقيقة، صبيحة اللقاء، تحمل أجمل اللحظات التي عاشها المنتخب الوطني في تصفيات المونديال، وكان لتلك الصور التأثير الإيجابي على معنويات اللاعبين، دون أن ينسى دور الجمهور العنابي الذي كان رائعا، على حد قوله.