بفوزه على المنتخب المغربي مساء أمس الأحد بعنابة (1-0) أعاد المنتخب الجزائري الأمور إلى نقطة الصفر وعزز حظوظه في المنافسة على بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس إفريق للأمم 2012 المقررة ، بالغابون وغينيا الاستوائية. وبعد إجراء الجولات الثلاث وفوز منتخب تانزانيا أمس السبت على منتخب إفريقيا الوسطى أصبحت المنتخبات الأربع التي توجد ضمن المجموعة الرابعة متساوية في عدد النقط برصيد اربع لكل منها . وبهذا الفوز عاد السباق نحو التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 إلى نقطة البداية ، ولم يبق أمام المنتخبات الأربعة سوى ثلاث مباريات لكل واحد منها ، وبذلك سيشتد الصراع على البطاقة الوحيدة عن هذه المجموعة . وبعد خيبة الأمل في المونديال الأخير تمكن منتخب "الخضر" من الفوز في مواجهة اليوم ضد "أسود الأطلس"خصوصا بعد الضغط الكبير الذي كان على كاهلهم قبل المباراة حيث كانوا يقبعون في المركز الأخير برصيد نقطة واحدة . والاكيد أن مباراة الديربي بين المنتخبين الجزائري والمغربي، التي شدت إليها الأنظار، لم ترق إلى مستوى التطلعات حيث غابت فيها الفرجة بالكل وطبعها التواضع في الآداء من الجانبين إلى درجة الرتابة والملل خاصة وأن الفريق الجزائري كان رهانه الوحيد هو كسب ثلاث نقاط بأي ثمن ومهما يكن أسلوب لعبه. في مباراة اليوم كان ممنوعا على مجموعة عبد الحق بن شيخة التعادل أو الهزيمة ، ولم يكن لها من خيار سوى الفوز، ليرتفع رصيدها إلى أربع نقاط لضمان مواصلة السباق ، وإلا ستكون في عطلة إلى غاية بداية تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2013 وكأس العالم 2014 بالبرازيل. مع انطلاقة المباراة بدا الفريق المغربي أكثر حماسا واندفاعا نحو مرمي الحارس الجزائري رايس بوملحي لكن ضربة الجزاء المبكرة التي أعلن عنها الحكم الموريسي أبساد سيشوم في الدقيقة السادسة والتي حولها حسن يبدة إلى هدف الامتياز والفوز، كانت نقطة التحول في هذا الديربي المغاربي . وبعد تسجيبل الفريق الجزائري هدف السبق سعى الفريق المغربي جاهدا إلى تحقيق التعادل بيد أن مجموعة غريتس لم تظهر بوجه يوحي بأنها قادرة على قلب الموازين إذ كانت تفتقر إلى التماسك بين خطوطها الثلاثة ولم تكن الفرديات وحدها كفيلة بحسم النتيجة لفائدتها خاصة رأس الحربة مروان الشماخ الذي كان معزولا تماما وضربت عليه حراسة مشددة من قبل المدافع المهدي مصطفى، ولم يكن بالتالي قادرا على زعزعة دفاع الفريق المنافس رغم أنه معروف بفعاليته وحسه الهجومي وذكائه. كان الفريق المضيف في بعض فترات اللعب أكثر تحكما في الكرة وبسط سيطرة ميدانية ، وكان يقوام بهجمات عبر الأجنحة وعن طريق التمريرات الطويلة ، فيما تعددت أخطاء اللاعبين المغاربة وظهرت على بعضهم علامات التوتر مما أفقدهم السيطرة على الكرة في أكثر من مناسبة . ومن الفرص النادرة التي أتيحت للاعبين المغاربة في الجولة الأولى تلك التي كان وراءها عادل تاعربت (د 13 ) ومران الشماخ د (21 ) بعد توغل الأخير في منطقة العمليات وانفراده بالحارس الجزائري الذي سيطر على الموقف ( د 21 ) ثم محاولته الثانية ( د 34 ) حينما تسلم كرة عميقة من بوصوفة، لكنه فقد توازنه ليتدخل أحد المدافعين ويبعد الخطر عن مرمى الحارس بولحي الذي كان في شبه راحة خلال هذه الجولة . وفي الشوط الثاني تحسن آداء المنتخب المغربي الذي بات يهدد بشكل صريح وجدي بين الفنية والأخرى مرمى رايس بولحي خاصة في الدقيقة 75 عن طريق الشماخ ثم بلهندة في منطقة العمليات، لكن الحارس الجزائري تدخل بنجاح في مناسبتين ليدرأ الخطر عن مرماه . وكان اللاعب البديل يوسف العرابي الذي حل محل عادل تاعرابت قاب قوسين أو أدنى من أن يمنح الفريق المغربي هدف التعادل بعد توغله من الجهة اليسرى ورفع الكرة عن الحارس بولحي ، لكن هذا الأخير تدارك الموقف وأنقذ مرماه . وبفوزه على نظيره المغربي 1-0 أعاد الفريق الجزائري السباق نحو التأهل إلى كأس إفريقيا للأمم ( الغابون وغينيا الاستوائية 2012 ) إلى نقطة البداية بعد تساوي المنتخبات الأربع في المجموعة الرابعة في عدد النقاط . لكن حظوظ المنتخب المغربي في انتزاع بطاقة التأهل تبقى وافرة خصوصا وأنه سيخوض مقابلتين في ميدانه وأمام جمهوره الأولى في 4 أو 5 يونيو أمام منتخب الجزائر والثانية في 8 و 9 أكتوبر أمام منتتخب تانزانيا فيما سيلعب مباراة واحدة خارج القواعد يوم 3 أو 4 شتنبر في بانغي أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى . ويتأهل بطل كل من المجموعات ال11 إلى النهائيات إضافة الى ثاني المجموعة الحادية عشرة التي تضم خمسة منتخبات، وأفضل منتخبين في المركز الثاني بين المجموعات العشر الأخرى، ومنتخبي الدولتين المضيفتين. في ما يلي التصريحات التي أعقبت المباراة : - إريك غريتس ( مدرب المنتخب المغربي): بداية المباراة كانت صعبة علينا خاصة مع ضربة الجزاء، هل هي فعلا ضربة جزاء أم لا . حاولنا أن نعود في المباراة لكننا لم نفلح في ذلك بسبب التحكيم وظروف أخرى لم تسمح لنا بأن نفرض أسلوب لعبنا ونقديم عرض كروي جيد . ليس لدي ما ألوم عليه اللاعبين الذين قدموا كل ما في وسعهم حتى النهاية ولو أن الشماخ لم يعط ما كان منتظرا منه وكون بعض اللاعبين لم يظهروا بمستواهم المعهود. المنتخب الجزائري لعب جيدا وكان في حاجة ماسة إلى الفوز ومن حسن حظه أنه استفاد من ضربة جزاء. وبعدها نجح في الدفاع عن هدف الامتياز وعرف كيف يحافظ على نظافة شباكه . الآن العداد انطلق من الصفر حيث أن كل فرق المجموعة أصبحت متساوية بأربع نقاط . ما تبقى لنا من مشوار سيكون بمثابة معركة حقيقية ". - عبد الحق بن شيخة (مدرب المنتخب الجزائري) : "المنتخب المغربي قوي والفوز عليه يعتبر إنجازا. لقد سيطر اللاعبون المغاربة في الشوط الثاني، لكن ذلك لم يخفني لأننا حاولنا أن نخرجهم من منطقتهم لشن هجمات معاكسة، وهو ما فعلناه لكنها لم تعط أكلها . كان من الصعب علي تدبير المباراة في غياب ثلاثة لاعبين مصابين زيادة على الضغط الناتج عن البحث عن نتيجة الفوز ولاشيء سواه . الآن لدينا كل الوقت لتحضير لقاء العودة واسترجاع المصابين". - حسين خرجة ( عميد المنتخب المغربي): " خسرنا المباراة بضربة جزاء كانت هدية من الحكم . حقا لم نظهر بمستوى لائق في الجولة الأولى، لكننا لعبا بطريقة أفضل في الجولة الثانية وخلقنا العديد من فرصة التسجيل، غير أننا لم ننجح في إدراك هدف التعادل . الحكم لم يحمينا ولم يكن في مستوى اللقاء . سنلعب مقابلتين بميداننا وأمام جمهورنا ( ضد الجزائر وتانزانيا) وعلينا استغلال هذه الوضعية ". - حسن يبدة ( مسجل الهدف ) : "نستحق الفوز ، لعبنا لقاء في غاية الصعوبة. المقابلة كانت مثيرة للغاية أمام منافس يلعب جيدا الكرة إلا أننا كنا حاضرين كما ينبغي فوق الميدان وضغطنا على الخصم طيلة أطوار المباراة ". بطاقة تقنية - تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012 . - المجموعة الرابعة (الجولة الثالثة) . - الجزائر ... المغرب 1-0. - الملعب : 19 ماي 1956 . الأرضية: جيدة . الإنارة : ممتازة . - الجمهور : أزيد من 50 ألف متفرج . - طاقم التحكيم : من جزر موريس بقيادة ريشدراباساد سيشوم . - الأهدف : الجزائر : 1 حسن يبدة (د 6 ض.ج) . المغرب : 0 - الإنذارات : الجزائر : مدحي لحسن (د53) ومصطفى مهدي (د76) . المغرب : رشيد السليماني (د39) وعادل هرماش (90+3). - الطرد : لا أحد . - تشكيلتا المنتخبين : المنتخب الجزائري : رايس مبولحي ومهدي مصطفى وجمال مصباح وعنتر يحيى(كارل مدجنلي 70) وإسماعيل بوزيد وخالد لموشية و لحسن مدحي وحسن يبدة ( لزهر عيسى 89) و عبد القادر غزال ورياض بودبوز ( نذير بلحاج د80) ورفيق جبور. المدرب .. الجزائري عبد الحق بن شيخة . المنتخب المغربي : - نادر لمياغري وميكاييل بصير والمهدي بنعطية ورشيد السليماني وأحمد القنطاري وعادل هرماش وحسين خرجة ويونس بلهندة (أسامة السعيدي 89) ومبارك بوصوفة وعادل تاعرابت (يوسف العرابي 70) ومروان الشماخ . المدرب : البلجيكي إيريك غريتس .