لم ترق مباراة الديربي، التي جمعت مساء أمس الأحد بملعب 9 ماي بعنابة بين المنتخبين الجزائري والمغربي، برسم الجولة الثالثة من إقصائيات المجموعة الرابعة المؤهلة إلى النهائيات القارية المقررة السنة القادمة، بالغابون وغينيا الاستوائية، إلى مستوى التطلعات حيث غابت فيها الفرجة بالكل وطبعها التواضع في الآداء من الجانبين إلى درجة الرتابة والملل خاصة وأن الفريق الجزائري كان رهانه الوحيد هو كسب ثلاث نقاط بأي ثمن ومهما يكن أسلوب لعبه. في مباراة اليوم كان ممنوعا على مجموعة عبد الحق بن شيخة التعادل أو الهزيمة ، ولم يكن لها من خيار سوى الفوز، ليرتفع رصيدها إلى أربع نقاط لضمان مواصلة السباق ، وإلا ستكون في عطلة إلى غاية بداية تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2013 وكأس العالم 2014 بالبرازيل. مع انطلاقة المباراة بدا الفريق المغربي أكثر حماسا واندفاعا نحو مرمي الحارس الجزائري بولحي لكن ضربة الجزاء المبكرة التي أعلن عنها الحكم الموريسي أبساد سيشوم في الدقيقة السادسة و التي جسدها حسن يبدة إلى هدف الامتياز والفوز، كانت نقطة التحول في هذا الديربي المغاربي . وبعد تسجيبل الفريق الجزائري هدف السبق سعى الفريق المغربي جاهدا إلى تحقيق التعادل بيد أن مجموعة غريتس لم تظهر بوجه يوحي بأنها قادرة على قلب الموازين إذ كانت تفتقر إلى التماسك بين خطوطها الثلاثة ولم تكن الفرديات وحدها كفيلة بحسم النتيجة لفائدتها خاصة رأس الحربة مروان الشماخ الذي كان معزولا تماما وضربت عليه حراسة مشددة من قبل المدافع المهدي مصطفى، ولم يكن بالتالي قادرا على زعزعة دفاع الفريق المنافس رغم أنه معروف بفعاليته وحسه الهجومي وذكائه. كان الفريق المضيف في بعض فترات اللعب أكثر تحكما في الكرة وبسط سيطرة ميدانية ، وكان يقوام بهجمات عبر الأجنحة وعن طريق التمريرات الطويلة ، فيما تعددت أخطاء اللاعبين المغاربة وظهرت على بعضهم علامات التوتر مما أفقدهم السيطرة على الكرة في أكثر من مناسبة . ومن الفرص النادرة التي أتيحت للاعبين المغاربة في الجولة الأولى تلك التي كان وراءها عادل تاعربت (د 13 ) ومران الشماخ د (21 ) بعد توغل الأخير في منطقة العمليات وانفراده بالحارس الجزائري الذي سيطر على الموقف ( د 21 ) ثم محاولته الثانية ( د 34 ) حينما تسلم كرة عميقة من بوصوفة، لكنه فقد توازنه ليتدخل أحد المدافعين ويبعد الخطر عن مرمى الحارس بولحي الذي كان في شبه راحة خلال هذه الجولة . وفي الشوط الثاني تحسن آداء المنتخب المغربي الذي بات يهدد بشكل صريح وجدي بين الفنية والأخرى مرمى رايس بولحي خاصة في الدقيقة 75 عن طريق الشماخ ثم بلهندة في منطقة العمليات، لكن الحارس الجزائري تدخل بنجاح في مناسبتين ليدرأ الخطر عن مرماه . وكان اللاعب البديل يوسف العرابي الذي حل محل عادل تاعرابت قاب قوسين أو أدنى من أن يمنح الفريق المغربي هدف التعادل بعد توغله من الجهة اليسرى ورفع الكرة عن الحارس بولحي ، لكن هذا الأخير تدارك الموقف وأنقذ مرماه . وبفوزه اليوم على نظيره المغربي 1-0 أعاد الفريق الجزائري السباق نحو التأهل إلى كأس إفريقيا للأمم ( الغابون وغينيا الاستوائية 2012 ) إلى نقطة البداية بعد تساوي المنتخبات الأربع في المجموعة الرابعة في عدد النقاط . لكن حظوظ المنتخب المغربي في انتزاع بطاقة التأهل تبقى وافرة خصوصا وأنه سيخوض مقابلتين في ميدانه وأمام جمهوره الأولى في 4 أو 5 يونيو أمام منتخب الجزائر والثانية في 8 و 9 أكتوبر أمام منتتخب تانزانيا فيما سيلعب مباراة واحدة خارج القواعد يوم 3 أو 4 شتنبر في بانغي أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى . ويتأهل بطل كل من المجموعات ال11 إلى النهائيات إضافة الى ثاني المجموعة الحادية عشرة التي تضم خمسة منتخبات، وأفضل منتخبين في المركز الثاني بين المجموعات العشر الأخرى، ومنتخبي الدولتين المضيفتين.