وأخيرا اختار الاتحاد الجزائري لكرة القدم ملعب 19 ماي بمدينة عنابة لاستقبال المنتخب الوطني المغربي في مباراة السابع والعشرين من ماي القادم، وجاء هذا الاختيار بعد نقاش مستفيض شارك فيه المدرب عبد الحق بنشيخة المشرف على المنتخب الجزائري، حيث تم الاتفاق على ملعب «عنابة» بدل ملعبي تشاكر وخمسة جويليي؟ والمؤكد، أن الاختيار وراءه مواصفات وعوامل ومقاييس وأبعاد خاصة، وأن هذا الملعب يكون فيه الجمهور قريبا من رقعة التباري ومن اللاعبين، إذ حاول الاتحاد الجزائري تحضير منتخب بلده وتجهيزه للموعد في أحسن حال لأن الهزيمة ستبخر نسبة كبيرة من أحلامه وآماله في كسب التأهل الى النهائيات القارية المقبلة. حصيلة الفريق الجزائري حاليا نقطة واحدة فقط من مبارتين (هزيمة في لقاء افريقيا الوسطى وتعادل أمام تانزانيا)، وهي الحصيلة الهزيلة بعد المشاركة في المونديال، أحدثت تصدعا داخل كيان منتخب الجزائر وعجلت برحيل المدرب رابح سعدان. وفي الدور القادم يسعى رئيس الاتحاد الجزائري محمد راوراوة رفقة المدرب عبد الحق بنشيخة الى تضميد الجراح وتقوية الحظوظ وضخ نفس جديد وذلك باعتماد التحفيز المالي وإحداث تغييرات في التشكيلة المركبة أساسا من اللاعبين المحليين والمحترفين. وينتظر أن يدخل منتخب الجزائر في تجمع تدريبي بمدينة عنابة في الثالث والعشرين من مارس، وظهرت الحوافز المالية حاليا حيث وعد الاتحاد الجزائري لاعبي منتخبه المحلي المشارك في منافسات كأس افريقيا للمحليين بمبلغ 12 ألف يورو لكل منهم مقابل الفوز باللقب هناك في السودان وحدد مكافآت أخرى ترتفع قيمتها مع تقدم نتائح الفريق؟ في المقابل يرصد الإعلام الرياضي الجزائري القلق الذي يواجهه المدرب عبد الحق بنشيخة من الشارع الذي يرغب في إحياء الحماس الذي بلغه اللاعبون في مواجهة منتخب مصر في مسار التأهل الى المونديال الأخير. وفي مجال آخر تواجه كرة القدم في مدار الاحتراف الجزائري مشاكل كثيرة أفرزت خلافا بين مسؤولي فرق الصفوة ووزارة الشباب والرياضة، والسبب يعود لكون الوزارة لم تلتزم بوعودها الرامية الى تقديم الدعم المالي، وبدأ رؤساء الفرق يلوحون بالاستقالة ردا على التماطل. في المغرب يعود المدرب البلجيكي إيريك غيريتس خلال بحر الأسبوع الجاري بعد متابعة بعض اللاعبين المغاربة في الدوريين البلجيكي والهولدني، وسينطلق في تهييء اللقاء الرسمي مع منتخب الجزائر، حيث ينتظر أن يعلن «غيريتس» عن لائحة المنتخب الوطني المغربي في ثاني عشر مارس، وقد تشهد عودة بعض المحترفين من بينهم «منير الحمداوي» من المنتظر أن يلتئم المنتخب المغربي قبل موعد اللقاء بسبعة أيام، حيث يلتحق المحليون وبعدهم المحترفون وينتقل الجميع الى الجزائر. ويرى المتتبعون والمهتمون أن المنتخب الوطني المغربي يتوفر على ثروة بشرية هائلة في عالم الاحتراف، واللاعبون المغاربة كثر، يتألقون في أقوى البطولات الأوروبية، والمرحلة التي تجتازها كرة القدم المغربية يتميز بنوع من الهدوء وعودة الأمل. والصدارة التي يحتلها الفريق الوطني رفقة منتخب افريقيا الوسطى بأربع نقط يفرض التركيز أكثر لتفادي الخطأ والاستمرار بخطوات ثابتة لضمان التأهل. كل اللقاءات الودية والتجمعات التدريبية تفرز ملامح منتخب واعد يجسد ميلاد جيل آخر بعناصر جديدة ضمنها المهدي كارسيلا (ستاندار لييج بلجيكا)، أوسامة السعيدي (هيرنيفن هولندا) وكذا المهدي بنعطية، العيساتي، وغيرهم من المواهب. إثنان وثلاثون يوم تفصلنا عن السابع والعشرين مارس موعد اللقاء الموعود في ملعب تاسع عشر بمدينة عنابةالجزائرية، والمنتخب الوطني ينعم بتشكيلة قوية تضم عناصر مميزة، مما يفرض تحضير فريق منسجم وفاعل ومهيأ لمكافحة مختلف أنواع الضغط الذي يحضره لنا الخصم الجزائري، ومهمة منتخبنا في رحلة الجزائر ليست مستحيلة.