تولد حقد دفين عند أحد الأشخاص بعد أن شهدت سيدة ضده في أحد النزاعات، فتحين الفرصة للانتقام منها بأبشع الطرق، إذ ترصد لها في بيتها بعد أن علم بأن زوجها غادر للعمل بإحدى الضيعات الفلاحية، وأن ابنها بالتبني لم يعد يقطن بالدوار، احتسى المتهم كمية من الخمر الممزوج بالأقراص المخدرة، واتجه نحو مسكن الهالكة بعد أن تسلح بسكين، وهناك كبل يدي ورجلي الضحية ووجه إليها طعنات في القلب والظهر كانت كافية لإسقاطها جثة هامدة. انتقلت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي ببرشيد إلى دوار اولاد مومن بعد إشعارها بالعثور على جثة امرأة في غرفة نومها، فالتحقت بمكان الحادث حيث وجدت الضحية ممدة على جنبها الأيمن، تحمل طعنة في ثديها الأيسر وأربع طعنات في الظهر، ويداها مقيدتان بحبل بلاستيكي خلف ظهرها، ورجلاها مكبلتان بقطعة من القماش، وعلى حائط الغرفة، مسرح الجريمة، عاينت عناصر الضابطة القضائية آثار دم. وخلال البحث الأولي على المعتدى عليها اهتدت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي إلى شخص (ش) كان ليلة الحادث في حالة سكر متقدمة مع ثلاثة شبان قرب دكان في الدوار، وكان يتسلح بسكين ويتلفظ بين الفينة والأخرى بكلام ناب يوحي بنيته ارتكاب جريمة قتل، وعلى إثر ذلك شرعت في البحث عنه إلى أن أوقفته بمعمل لمواد البناء في البئر الجديد. حقد دفين عند الاستماع إليه، تمهيديا، من طرف الضابطة القضائية، أفاد المتهم بأن له نزاعا مع الضحية، التي سبق لها أن شهدت ضده في نزاع بينه وبين أخيها، الشيء الذي حز في نفسه فبدأ يتحين الفرصة للانتقام منها، وهكذا ربط علاقة صداقة مع ابنها بالتبني ثم التحق بالبئر الجديد للعمل هناك، وبدأ يراقب تحركات أهل المنزل إلى أن تأكد بأن ابن الضحية بالتبني غادر الدوار للعمل بالدار البيضاء، وبأن زوجها يعمل ليلا حارسا لإحدى الضيعات، فالتحق المتهم ليلة الحادث بحانة واقتنى ثلاثة لترات من الخمر احتساها كما احتسى نصف لتر من مسكر ماء الحياة، ثم التحق بمتجر بدوار أولاد مومن وقضى بعض الوقت هناك بعض أبناء الدوار، وبعد أن تأكد من خلو الدوار من المارة تسلل إلى حظيرة المواشي الملحقة بمنزل الضحية والتقط حبلا بلاستيكيا وتسلل إلى المنزل عبر إحدى النوافذ، والتحق بالضحية في غرفة نومها فكبل يديها بواسطة الحبل البلاستيكي، كما كبل رجليها بواسطة قطعة من القماش ثم طعنها في قلبها وطعنها عدة مرات في الظهر، ثم غادر المنزل والتحق بمركز البئر الجديد وتخلص من الملابس التي كان يرتديها وقت ارتكابه الجريمة. زوج الضحية، الذي يعمل حارسا ليليا في إحدى الضيعات التي تبعد بخمسة كيلومترات عن مسرح الجريمة، أفاد عناصر المركز القضائي بأنه كان ليلة وقوع الجريمة في عمله وأنه لم يشاهد الأحداث، مبرزا وأنه عاد صباح اليوم الموالي إلى منزله فوجد الباب مغلقا، فاضطر إلى كسر إحدى نوافذ المنزل، فشاهد الضحية جثة هامدة مكبلة اليدين، عند ذلك التحق بمقدم الدوار وأشعره بالحادث، مضيفا أن مرتكب الفعل الجرمي لم يسرق أي شيء، وأنه يجهل أسباب ودوافع ارتكاب الجريمة لأن المعتدي يسكن على بعد حوالي مست كيولمترات ونصف من مسكنه. المتهم عند استنطاقه ابتدائيا وتفصيليا أجاب بأنه كان ليلة وقوع الجريمة في حالة سكر بعد أن احتسى كمية من الخمر الممزوجة بالأقراص المخدرة، لم يعد معها يتذكر كيف تسلل إلى منزل الضحية ولا كيف كبل يديها ورجليها واعتدى عليها بالضرب بواسطة سكين على مستوى قلبها ثم غادر المنزل، مضيفا بأنه التحق بها بمسكنها بعد أن شوهت سمعة الدوار بسلوكها المشين. تصفية حساب وسجن مؤبد بعد تقديمه إلى النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بمحكمة سطات من طرف الضابطة القضائية بالدرك الملكي ببرشيد، وبعد الاطلاع على ملف القضية، تمت إحالة المتهم على قاضي التحقيق بالغرفة الأولى بناء على مطالبة النيابة العامة بإجراء تحقيق في الموضوع، وبعد الانتهاء من التحقيق تمت إحالة ملف القضية على غرفة الجنايات الأولى، وبعد مناقشتها لملف القضية، ظروفها وملابساتها، أدانت غرفة الجنايات الابتدائية المتهم بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والسكر العلني، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة.