كان الوقت صباحا عندما اتصل قائد مركز سيدي حجاج ليشعر قائد الدرك الملكي بالعثور على جثة شخص بدوار أولاد عبد الله بن سعيد بجماعة مريزيك قيادة سيدي حجاج. انتقلت عناصر الضابطة القضائية إلى مكان الحادث حيث عاينت جثة شاب في عقده الثاني, كانت ثيابه ملطخة بالدم, قرب بئر ويحمل جرحا غائرا في قلبه وآخر على صدره من الجهة اليمنى. سيناريو الجريمة توجه(أ) مساء يوم الحادث إلى متجر بالدوار وفي الطريق التقى الضحية و(م)، وبعد أن اقتنوا ما يحتاجون إليه من مواد توجه(م) نحو منزلهم، في حين توجه هو والضحية إلى الدوار، وفي الطريق وجدوا سيارة من نوع مرسيديس 207 متوقفة، وكان على متنها صاحبها(ع)و(ع.غ)و(س) فركبا معا على متن السيارة المتوجهة إلى الدوار، وفي الطريق التقوا ب(ع ب)و(ر) الذي كان على متن دراجة هوائية فالتحق(ع ب) بركاب السيارة. أما(ر) فتابع طريقه على متن دراجته الهوائية، وعندما وصلت السيارة إلى جانب البئر غادرها (أ) رفقة الضحية.لكن بمجرد أن نزل هذا الأخير من السيارة حتى شاهد(ر) يتوجه نحوه بعد أن ألقى بدراجته الهوائية وسدد إليه ضربتين بواسطة سكين، فصاح الضحية بأنه أصيب ونزل جميع الركاب بعد أن غادر السائق مكان الحادث بسيارته، فتدخل (أ) وشل حركة المتهم (ر)، لكنه أخلى سبيله خوفا من بطشه، ففر المتهم (ر) على متن دراجته نحو منزل والديه، وبعد أن تفقد الجميع الحالة الصحية للضحية صرح(ع غ) بأن الضحية فارق الحياة. وخوفا من التحقيق معهم غادر الكل المكان والتحق كل واحد بمنزله دون إشعار السلطات بالجريمة. الاستماع إلى الرفاق والشاهدة الوحيدة أكد جميع المتهمين ما جاء على لسان صديقهم(أ) جملة وتفصيلا، وعند الاستماع إلى (ص) أفادت بأنها أغلقت البئر قبل صلاة المغرب يوم18/11/2006، واتجهت نحومنزلها فاسترعى انتباهها صوت أشخاص يتبادلون السب والشتم فيما بينهم فتوقفت وشاهدت كلا من (أ)و(ر)والضحية وشخص آخر، وعاينت سيارة(ع)متوجهة نحو منزله وخوفا على نفسها تابعت سيرها، وفي صباح اليوم الموالي سمعت بوقوع جريمة قتل . يقتل زوج أخته انتقاما منه قضى المتهم يوم الحادث في عمله يرعى المواشي إلى حدود الرابعة زوالا، فغادر مسكن مشغله في اتجاه منزله، وفي الطريق شاهد الضحية يجلس بجانب(أ) قرب منزل مشغله فتولدت فكرة الانتقام لديه، لكنه تابع سيره على متن دراجته الهوائية، فركب (ع ب) سيارة المرسيديس، بينما تابع هو الطريق على متن الدراجة، وبجانب البئر توقفت السيارة فنزل (أ) الذي أشعره بأن خصمه يوجد داخلها، وبمجرد أن خرج هذا الأخير استل المتهم سكينا وطعنه به مرتين في صدره ،فتدخل(أ) وشل حركته، لكنه تركه فيما بعد يغادر مكان الحادث ليخفي السكين أداة الجريمة داخل حقيبة بمنزلهم بعد أن نظفها من الدم الذي كان عالقا بها. و أضاف المتهم بأن إقدامه على ارتكاب الجريمة سببه الضرر المعنوي الذي خلفه زواج الضحية بأخته دون موافقة باقي أفراد الأسرة.
أمام المحكمة أدرج الملف الذي توبع فيه المتهم بعدة جلسات يبتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، فصرح بأنه تعقب السيارة التي كان يركبها الضحية، ولما التحق بالضحية وجه له طعنتين بواسطة السكين على صدره، فتدخل(أ) وأوقفه ولما أخلى سبيله التحق بمنزلهم وأخفى السكين أداة الجريمة، موضحا بانه كان يتحين الفرصة للانتقام من الضحية منذ أن تزوج هذا الاخير أخته إلهام بدون رضا الأسرة. وأفادت زوجة الضحية بأن أخاها هو الذي اعتدى على زوجها. وقد اتضح لهيئة المحكمة من خلال اعتراف المتهم وظروف القضية أن المتهم ألقى بدراجته الهوائية عندما شاهدالضحية ينزل من سيارته فتوجه إليه وطعنه طعنتين في الصدر. وقد ثبت من خلال التشريح الطبي أنه توفي بسبب نزيف حاد نتيجة طعنة في القلب بواسطة أداة حادة. ومن خلال مناقشتها القضية، تبين للهيئة أنه لا يوجد بملفها ما يفيد أن المتهم كان قد عقد العزم أو صمم مسبقا على قتل الضحية، أو أنه كان يتربص به في مكان معين أو عدة أمكنة قصد قتله، وثبت من خلال خبرة طبية صدرت عن مستشفى الأمراض العقلية والعصبية ببرشيد أن المتهم كان يتابع علاجا بسبب إصابته بمرض نفساني وعصبي، وأن مسؤوليته وقت ارتكاب الفعل جزئية. وعليه قضت محكمة االاستئناف بسطات على المتهم(ر) بخمسة عشر سنة سجنا نافذا من أجل جناية القتل العمد دون سبق الإصرار والترصد والتصريح بأن مسؤوليته ناقصة بسبب ضعف قواه العقلية وقت ارتكاب الفعل، وبمؤاخذة باقي المتهمين(أ)و(ع غ)و(س)و(ع ب) بجنحة عدم التبليغ عن وقوع جناية والحكم على كل واحد منهم بشهرين اثنين حبسا موقوف التنفيذ وغرامة مالية قدرها 500درهم.