غادرت (ل) كعادتها منزلها بمدينة الدارالبيضاء صبيحة أحد الأيام من شهر ماي 2005 ووجهتها زوجها (ج) الذي يسكن وحده بمنزله الموجود بتجزئة المسيرة الخضراء بالسوالم، لكن صدمتها كانت أكبر حين وجدته جثة هامدة وسط بركة من الدماء. هلعت الزوجة لهول ما شاهدت، وتم إشعارالدرك الملكي بالحادث، وعلى الفورانتقلت عناصر من الضابطة القضائية التابعة لدرك حد السوالم إلى عين المكان حيث وجدت الهالك جثة هامدة، ملقى على ظهره وسط بركة من الدماء، وحوله تناثرت قنينات من المشروبات الكحولية كلها فارغة من محتواها، وفي أنحاء مختلفة من المنزل تناثرأثاثه المنزلي. وبعد فحص الطبيب المرافق جثة الضحية تبين أنها تحمل ثمان طعنات على مستويات مختلفة من الجسم.
البحث التمهيدي باشرت الضابطة القضائية بحثها في الموضوع استهلته بالاستماع إلى زوجة الضحية التي أفادت بأن زوجها كان يدمن على احتساء الخمر ومدمنا على تناول المخدرات، وأنها كانت في كل مرة تنهاه عن ذلك، وأنه كان يجالس أربعة أصدقاء يترددون عليه باستمرار، وهم (ع.ص) و(و.ز) و عامل معه وراع لا تعرفه. وأوضح الحارس الليلي (ب.ا) أن الضحية كان يدمن على شرب الكحول ويتعاطى المخدرات، وكان يشاركه في ذلك بعض شباب المنطقة، ومساء يوم الحادث شاهد (ع.ا) و(و.ز) و(ع.ص) و(ز) مع الهالك. واستنادا لهذه الإفادات تم إيقاف الأشخاص الأربعة. الاستماع الى المشتبه بهم عند الاستماع الى المتهم (ع.م) أفاد أنه تعرف على الهالك منذ حوالي عشرين يوما قبل الحادث، وكان يرعى القطيع قرب محل سكنى الضحية، وتوطدت العلاقة بينهما إلى أن أصبح يرتاد على بيته ويحتسي معه الخمر ويتناولان المخدرات رفقة (و.ز). وليلة الحادث التحق بمنزل الهالك فوجد رفقته (و.ز) و (ع.ا) وكانوا في حالة سكر، فشاركهم شرب الخمر وتناول المخدرات، وبعد مدة انسحب الجليسان وبقي المتهم رفقة الضحية يحتسيان الخمر، وكان هذا الأخير يمنع المتهم من الانصراف إلى حال سبيله كلما أراد ذلك ويطلب منه المكوث معه، وفي حدود الساعة الثالثة صباحا نفدت الخمر فهمّ المتهم من جديد بالمغادرة وطلب من الضحية فتح الباب، لكنه رفض وشرع في إزالة سرواله ليتيقن لحظتها أن الضحية يريد الاعتداء عليه جنسيا، فاشتد غضبه وهوى عليه بكرسي حديدي حتى سقط على السرير، ثم وجه إليه ثمان طعنات بسكين في أنحاء مختلفة من جسمه، ولما تيقن بأنه فارق الحياة جرده من مفاتيح المنزل، وفتح الباب وغادر المكان تاركا الضحية مضرجا في دمائه. وصرح المتهم (ع.ا) أنه جالس الضحية وباقي المجموعة وشرب الخمر معهم، وبعد ذلك غادرهم في اتجاه منزله حيث تناول العشاء وخلد إلى النوم. وعندالاستماع إلى (ع.ع) أفاد بأنه جالس الضحية رفقة (ع.ا) و(ع.م) و(و.ز) و(ز) صاحب الدكان وقاموا باحتساء الخمر وتدخين "الكيف"، ولم يشاركهم في ذلك وانصرف لحال سبيله. وعند الاستماع إلى المتهم (ا.ب) أفاد أنه ليلة الحادث احتسى الخمر مع الضحية رفقة (ع.ا) و(ع.م) و(ز) و(ع.ع) وأن هذين الأخيرين لم يتناولا الخمر. وأحيل المتهمون الأربعة على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بسطات بتهم ارتكاب جناية القتل العمد والسكر العلني واستهلاك المخدرات بالنسبة للمتهم (ع.م)، والسكر العلني بالنسبة للمتهمين الثلاثة الباقين (ع.ا) و(ع.ع) و(ا.ب). أمام المحكمة اعترف المتهم (ع.م) بأنه ضرب الهالك وطعنه بسكين عدة طعنات وأخذ منه المفاتيح ثم فتح الباب وانصرف، بعدما أيقن أن الضحية كان يريد الاعتداء عليه جنسيا، وثبت من خلال الطعنات الثمان التي عوينت على جسد الضحية أنها كانت سببا في وفاته. هذه الطعنات كان المتهم يتوخى منها إزهاق روح الضحية، و قد صرح بأنه لم يترك الهالك إلا بعدأن فارق الحياة. ولهذه الأسباب كيفت المحكمة صنيع المتهم بجناية القتل العمد، إضافة إلى ثبوت جنحتي السكر العلني واستهلاك المخدرات في حقه بعد اعتراف المتهم بشرب الخمر وتدخين المخدرات أثناء التحقيق معه. وقضت هيئة المحكمة بسجن المتهم (ع.م) اثنتي عشرة سنة لارتكابه جناية القتل العمد والسكر البين واستهلاك المخدرات، فيما قضت بشهرين حبسا موقوف التنفيذ في حق (ع.ا) و(ا.ب) بعد متابعتهما بالسكر البين، فيما لم تتابع (ع.ع).