نفذ سكان حيي التينيس وموريتانيا ومجموعة من التلاميذ الصغار، صباح أول أمس الإثنين، وقفة احتجاجية، دامت إلى ما بعد الثانية زوالا، احتجاجا على مقتل طفل صغير في حادثة سير مروعة بعد أن دهسته سيارة أجرة، مساء يوم 29 ماي الماضي، مباشرة بعد خروجه من مدرسة «جمال الدين الأفغاني» التي كان يتابع فيها دراسته بالقسم الأول. وتعود تفاصيل الحادث المؤلم، حسب شهود عيان، حين كان الطفل الهالك مصطفى بوي (سبع سنوات) يتأهب لعبور الطريق بممر الراجلين، وفي الوقت الذي كان على وشك الوصول إلى نهاية الممر، دهسته سيارة الأجرة الكبيرة التي كان سائقها يسير بسرعة فائقة، بحكم أن الطريق هو عبارة عن منحدر. نقل الطفل في حالة حرجة إلى مستعجلات المركز الاستشفائي الفارابي بوجدة وأدخل قسم العناية المركزة حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، ووري جثمانه الثرى ظهر نفس اليوم. وعبر والد الطفل الهالك عن حزنه العميق لوفاة ابنه بهذه الطريقة، التي كان من الممكن تجنبها لو اتخذت المصالح المعنية والمسؤولة بالمدينة الاحتياطات الواجبة لتجنب حوادث السير بهذه النقطة التي يذهب ضحيتهما تلاميذ صغار. وطالب السلطات المسؤولة بالتحرك لحماية الأطفال وكذا المواطنين الذين يضطرون إلى عبور هذه الطريق يوميا وفي العديد من المرات. وقد سبق لنفس الطريق أن شهدت حادثة سير خطيرة ذهبت ضحيتها تلميذة من نفس المدرسة وفي نفس العمر وأصيبت بإعاقة كلية ذهنيا وحركيا. وعبر المتظاهرون المحتجون الذين أغلقوا شارع محمد الخامس بالمكان الذي وقعت فيه الحادثة المؤلمة، عن استنكارهم لعدم تحرك السلطات المحلية والمنتخبة لوضع حدّ لهذا الوضع المميت وتنديدهم باستمرار قتل الأبرياء من التلاميذ بهذه النقطة، رغم العديد من الشكايات والعرائض التي وجهها السكان في الموضوع. وكثرت الحوادث في صفوف الأطفال بعد تحويل مدرسة ابن عوف بحي موريتانيا إلى إعدادية، وتنقيل 270 تلميذا من نفس المدرسة إلى مدرسة جمال الدين الأفغاني والحكم عليهم بعبور الطريق المميت أربع مرات في اليوم، وتعريضهم لحوادث السير بهذه الطريق المؤدية إلى الحي الصناعي وإلى العديد من الأحياء الهامشية وكذا النقطة الحدودية المغربية الجزائرية التي تعرف حركة سير دؤوبة ومكثفة، مع الإشارة إلى أنه مسلك رئيسي لمقاتلات التهريب.