انعكست أجواء التوافق بين أعضاء المكتب السياسي والمجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي على الجلسة الافتتاحية للجولة الثانية من المؤتمر الثامن أمس بالصخيرات، والتي خلت من أية مفاجآت أو صراعات تهدد المؤتمر بالفشل. الجلسة التي ترأسها المحامي إدريس أبو الفضل، بدل محمد الخصاصي الذي ينتظر تعيينه سفيرا في سوريا، تميزت بأجواء عادية مختلفة عن تلك التي سادت في الجولة الأولى، حيث لم تظهر هناك احتجاجات هامشية كما وقع في الجولة الأولى، ولم تشهد المناقشات حدة كبيرة. إدريس أبو الفضل، رئيس المؤتمر، اكتفى في جلسة الافتتاح بكلمة مقتضبة، تحدث فيها عن ضرورة «إنجاح المؤتمر»، وبعد ذلك طلب من الصحافيين مغادرة القاعة. ولم تمر إلا دقائق حتى صادق المؤتمرون بأغلبية ساحقة، ودون أي نقاش، على المقرر التنظيمي الذي توافق عليه المكتب السياسي، ليحظى بموافقة الأغلبية الساحقة من المؤتمرين واعتراض 8 وامتناع 9 عن التصويت. وقال أحد المؤتمرين ل«المساء»: «إن كل الترتيبات اتخذت من قبل كل الأطراف من أجل تهدئة الموالين وحثهم على تفادي النقاش الطويل داخل الجلسة العامة». وكان المجلس الوطني للاتحاد قد صادق على المقرر التنظيمي الجديد، بعدما تسبب نظام الاقتراع باللائحة في إفشال الجولة الأولى من المؤتمر، وينص المقرر التنظيمي الجديد على اعتماد الترشيح الفردي لمنصب الكاتب الأول ولعضوية المكتب السياسي، وهو ما يعد تراجعا عن الترشيح باعتماد اللائحة، الذي رأى فيه بعض أعضاء المكتب السياسي نية لإقصائهم. كما ينص المقرر على تجديد ثلث المكتب السياسي الحالي، عكس المقرر السابق الذي كان ينص على تجديد الثلثين. ولتجنب النقاش في الجلسة العامة، تم تنظيم مناقشة أوراق المؤتمر من خلال أوراش تتعلق باللجنة التنظيمية، ولجنة تفعيل الأداة الحزبية، واللجنة السياسية، هذه الأخيرة عرفت إقبالا كبيرا من طرف المؤتمرين، حيث سجل بها حوالي خمسمائة مؤتمر، مما يعكس «تعطش الاتحاديين للنقاش السياسي»، حسب تعبير مناضل اتحادي.