صادق المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي، أول أمس، بالإجماع على مقترح المكتب السياسي الخاص بانتخاب الكاتب الأول وأعضاء المجلس الوطني والمكتب السياسي من المؤتمر. واتفق المجلس على عقد الجولة الثانية من المؤتمر في 7-8-9 نونبر المقبل في قصر المؤتمرات بالصخيرات. وانعكست أجواء التوافق بين قيادة الحزب على أشغال المجلس الذي لم يعرف تعثرات أو توترات، مثلما عرفته مجالس سابقة، باستثناء حصول بعض الخلافات الجزئية التي تم الحسم فيها. الاجتماع الذي دام من الساعة الواحدة ظهرا، إلى الحادية عشرة ليلا، مع توقف لتناول وجبة الإفطار، اعتبر بمثابة خطوة أولى في طريق تمهيد الطريق أمام انعقاد الجولة الثانية من المؤتمر الثامن. ومن القضايا التي شكلت محور خلاف في المجلس هناك تجديد ثلثي أعضاء المكتب السياسي، والتي اعتبر بعض القياديين أنها تستهدف إقصاءهم، وتم الاتفاق على تجاوزها والإبقاء فقط على تجديد الثلث على الأقل. إضافة إلى الخلاف حول انتخاب الكاتب الأول في دورة واحدة، حيث كانت هناك مطالب بأن يكون هناك تصويت في دورتين، وحسب مصادر من المجلس فإن موالين لفتح الله ولعلو هم من طالبوا بشدة باعتماد التصويت في دورتين، إلا أن عبد الهادي خيرات الذي ترأس دورة المجلس تدخل ليطالب الحاضرين بضرورة احترام التوافق الذي تم في المكتب السياسي، مذكرا بأن هناك من هدد بالخروج من التوافق في حالة عدم اعتماد التصويت على الكاتب الأول في دورة واحدة، في إشارة إلى عبد الواحد الراضي. وعلمت «المساء» أن بلاغ المكتب السياسي الأخير، الذي وصف حزب فؤاد عالي الهمة ب«الحزب الوحيد»، لقي انتقادا من طرف عدد من أعضاء المجلس الوطني، ووصف عضو بالمجلس الوطني هذا البيان ب«التافه»، ورد على من يقول إن بيان المكتب السياسي «أوقف التزوير في الانتخابات الجزئية» بالقول: «إذا كان بلاغ المكتب السياسي قد أوقف التزوير فليستمر المكتب السياسي في إصدار بلاغات أخرى ضد الهمة والدولة»، ووصف بلاغ المكتب السياسي ب«الانهزامي والذي ينشر لغة اليأس». وذهب متدخلون إلى حد مطالبة المكتب السياسي بعدم إصدار مواقف سياسية لا تنسجم مع الخط السياسي الذي وضعه المؤتمر السابع للاتحاد. وحسب جواد شفيق، عضو المجلس الوطني للحزب، فإن التوافق على المسألة التنظيمية يعد خطوة أولى لإنجاح المؤتمر، لكن «لابد أيضا من التوافق على الخط السياسي للحزب»، وقال: «نحتاج إلى خطوات جبارة لتثبيت الثقة وتحقيق التوافق الشامل على كل القضايا باستثناء التوافق على الأشخاص». ويبدو أن المجلس الوطني اتخذ الخطوة الأولى في هذا الاتجاه، حين وافق على مقترح المكتب السياسي بعقد دورة أخرى من المجلس الوطني، قبيل موعد المؤتمر، من أجل الاتفاق على مضمون البيان السياسي الذي سيصدره الحزب بعد المؤتمر الثامن. وعلمت «المساء» أن جمال أغماني قد يسحب ترشيحه لمنصب الكاتب الأول، فيما سيبقى في حلبة التباري كل من عبد الواحد الراضي، الحبيب المالكي، فتح الله ولعلو، ومن المرجح أن يتقدم إدريس لشكر أيضا بترشيحه لقيادة الحزب. من جهة أخرى، من المتوقع أن يغادر عدد من الوجوه المكتب السياسي للاتحاد بعد المؤتمر، منها محمد اليازغي، محمد الصديقي، خالد عليوة، محمد كسوس، عبد الرفيع الجواهري، الطيب منشد، نزهة الشقروني، فاطمة بلمودن.