مازال المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي عاجزا عن عقد اجتماعاته لإيجاد حل للأزمة التي يمر منها الحزب، رغم مرور أزيد من 15 يوما على فشل المؤتمر الثامن. وعلمت "المساء" أن اجتماع المكتب السياسي يوم الجمعة الماضي كان شكليا، في غياب عدد من الأعضاء بسبب سفرهم خارج المغرب، مثل العربي عجول، عيسى الورديغي، ونزهة الشقروني، الذين حضروا أشغال مؤتمر الأممية الاشتراكية بأثينا، حيث اكتفى الاجتماع بإصدار بيان مقتضب يرد فيه بطريقة غير مباشرة على تصريحات أحمد الزيدي، رئيس الفريق البرلماني، الذي أكد في تصريح سابق ل"المساء" أن المكتب السياسي ليس من حقه اتخاذ قرارات تهم الحزب، وأن مهمته هي تسيير الحزب مؤقتا إلى حين عقد الجولة الثانية من المؤتمر. وجاءت في بيان المكتب إحالة على قانون الحزب الذي يعطي الصلاحية للمكتب السياسي والمجلس الوطني، حق تدبير الحزب في حالة تعذر انتخاب الأجهزة في المؤتمر. وحسب عضو في المكتب السياسي، فإن الاجتماع الأخير خصص للتحضير للاجتماع المقبل المحدد يوم الجمعة 11 يوليوز المقبل، وقال: "لقد تبين أن عددا من أعضاء المكتب السياسي خارج الرباط، فقررنا أن يمر أول اجتماع بعد تعثر المؤتمر في جو عادي وبحضور جميع الأعضاء". ورغم تعثر اجتماع المكتب السياسي، الذي ضرب موعدا الثلاثاء المقبل، فإن المشاورات مازالت متواصلة للتوصل إلى صيغة توفيقية لإنجاح المؤتمر المقبل، حيث يجري تداول عدد من السيناريوهات، أبرزها إمكانية التوفيق بين المرشحين البارزين على تشكيل لائحة واحدة، يكون رأسها هو عبد الواحد الراضي، فيما فتح الله ولعلو وحبيب المالكي، يكونان نائبين له، في حين يتم إدماج إدريس لشكر في القيادة. وعلق مصدر قيادي في الحزب على هذا السيناريو بالقول: "هناك أطراف تخاف من الديمقراطية، فتسعى إلى الترويج لسيناريو يحل وضعيتها الخاصة". أما بخصوص سيناريو العودة إلى الاقتراع الفردي وانتخاب المكتب السياسي والكاتب الأول من المجلس الوطني وليس من المؤتمر، فيبدو أنه من المستبعد تحقيق توافق بشأنه إلا إذا حسمه المؤتمر بنفسه. وقالت مصادر اتحادية ل"المساء" إن عبد الواحد الراضي بدا، خلال الأيام الأخيرة، أكثر تشبثا بترشيحه لمنصب الكاتب الأول، وأنه يدافع عن انتخاب الكاتب الأول على الأقل من المؤتمر، وبعد انتخابه، يتم اختيار ثلث أعضاء المكتب السياسي، على أن يتم انتخاب الثلثين الباقيين من المؤتمر. لكن مصادر اتحادية رجحت ألا يكون للمساعي نحو التوافق أي جدوى، مادام المؤتمر سيستأنف أشغاله انطلاقا من النقطة التي توقف عندها، وهي التصويت على نظام الاقتراع باللائحة أو بالفردي. وحول ترتيبات عقد الجولة الثانية من المؤتمر، قال محمد الخصاصي، رئيس المؤتمر ل"المساء": إن الرئاسة مازالت تجري مشاورات مع الفعاليات الاتحادية"، لكنه نفى عقد أي لقاء مع المكتب السياسي.