يعيش حزب الاتحاد الاشتراكي، منذ تأجيل مؤتمره الفاشل منتصف الشهر الجاري، حالة من الجمود التنظيمي والسياسي، سواء على المستوى الوطني أو المحلي. وعلمت «المساء» أن المؤتمرين الذين عادوا إلى قواعدهم، مازالوا يبتلعون مرارة فشل المؤتمر، إلا أن الاتصالات مازالت سارية على قدم وساق مع المرشحين لتولي منصب الكاتب الأول، من أجل مزيد من التعبئة وكسب مزيد من الأنصار. وعلمت «المساء» أن رئاسة المؤتمر الثامن عقدت اجتماعا، رفقة أعضاء من اللجنة التحضيرية للمؤتمر، مساء أمس، من أجل تدارس ترتيبات عقد الجولة الثانية من المؤتمر في أكتوبر القادم، وقال محمد الخصاصي، رئيس المؤتمر، ل«المساء» إن الرئاسة تعقد لقاءات متواصلة مع «كل الفعاليات الحزبية للتحضير لعقد المؤتمر»، وأضاف: «نتحمل الآن مسؤولية عقد المؤتمر، وعلينا الاتصال بكافة مؤسسات الحزب لإنجاحه». وفي سياق متصل، ينتظر أن يعقد المكتب السياسي اجتماعا اليوم، وقال الحبيب المالكي، أحد المرشحين لقيادة الحزب وعضو المكتب السياسي، إن الاجتماع «سينصب على البحث عن خطة عمل لإنجاح الشوط الثاني من المؤتمر»، ورجح المالكي أن يتناول الاجتماع «كل ما له علاقة بالخط السياسي والتنظيمي للحزب». وعلمت «المساء» أن محمد اليازغي، الكاتب الأول المستقيل، مازال متمسكا بمقاطعة اجتماعات المكتب السياسي، رغم أنه صرح، بعد الانقلاب عليه وتقديمه استقالته، بأنه لن يعود إلى المكتب السياسي إلى حين انعقاد المؤتمر. وقالت مصادر مقربة من المكتب السياسي، إن اليازغي ينتظر أن يلتمس منه المكتب السياسي العودة لحضور اجتماعاته من أجل إنجاح الجولة الثانية من مؤتمر الحزب، إلا أنه، إلى حد الساعة، لم تجر أية مساع لإقناع الكاتب الأول المستقيل. ومن جهة أخرى، علمت «المساء» أن أعضاء من المكتب السياسي لم يتوصلوا إلى حدود منتصف نهار أمس، بالدعوة إلى حضور اجتماع المكتب السياسي، وآخرون يوجدون خارج المغرب، مثل فتح الله ولعلو وعبد الواحد الراضي. وأمام هذه الوضعية، فإنه من المرجح أن يتم تأجيل الاجتماع. وفي سياق آخر، نفى محمد بن يحي، رئيس اللجنة التحضيرية، أن يكون هناك تقصير في التحضير للمؤتمر الثامن، وقال بن يحي إن ما تم الترويج له من كون عدد المؤتمرين فاق العدد المتفق عليه بكثير «غير صحيح»، وقال: «عدد المؤتمرين هو 1365، وهو نفس عدد البادجات التي وزعت، وليست هناك أي زيادة». وحول منح اللجنة بادجات لا تحمل صور أصحابها، قال بن يحي إن المشكل يكمن في مسؤولي الجهات والأقاليم الذين لم يزودوا اللجنة بصور المؤتمرين، إضافة إلى أن «المكتب السياسي لم يحدد لائحة 40 مؤتمرا في إطار الكوطا المخصصة له إلا خلال اليوم الثاني من المؤتمر». ودافع بن يحي عن تحضيره للمؤتمر قائلا: «في السابق، كانت هناك معسكرات يتم تجييشها لكل طرف، فيتم إنجاح المؤتمر بالتوافق، أما في المؤتمر الثامن، فإنه لم تكن هناك معسكرات». وحول عدم وجود لجنة تنظيمية داخل المؤتمر قال: «المشكل أن اللجنة شكلت من أشخاص تبين فيما بعد أنهم منخرطون في الصراعات، لذلك تم التخلي عنها». وحول جدول أعمال المؤتمر المقرر مبدئيا في أكتوبر المقبل، قال بن يحي إن لجنة الإعداد المادي هي الوحيدة ضمن اللجنة التحضيرية التي سيتواصل عملها بإعداد بادجات جديدة وتجهيز المؤتمر»، وأضاف: «سوف تنطلق الجولة الثانية من حيث انتهت الجولة الأولى، أي بالاستمرار في التصويت على المقرر التنظيمي ثم المرور إلى انتخاب الأجهزة».