اجتمع المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي مساء أمس من أجل النظر في إمكانية التوافق على صيغ معينة لإنجاح الجولة الثانية من المؤتمر الثامن وانتخاب قيادة الحزب في ظروف ملائمة. وعلمت «المساء» أن المكتب سبق أن اتفق قبل أسبوع على تشكيل ثلاث لجان، الأولى مهمتها متابعة الإعداد المادي للجولة الثانية من المؤتمر والثانية كلفت بإعداد مسودة البيان السياسي، والثالثة أنيطت بها مهمة إعداد تصور جديد للمسألة التنظيمية، وخاصة طريقة انتخاب الكاتب الأول وأعضاء المكتب السياسي. وتعتبر هذه القضية الأخيرة جد حساسة بالنسبة إلى قيادة الاتحاد، خاصة أنها كانت سببا في تأجيل المؤتمر الذي عقد في منتصف يوليوز الماضي ببوزنيقة. وعلمت «المساء» أنه يجري تداول صيغة توفيقية تقضي بأن يتم انتخاب الكاتب الأول للحزب من المؤتمر، على أن يتم انتخاب بقية أعضاء المكتب السياسي بالاقتراع المباشر، مما يعني التراجع عن نظام اللائحة في صيغته الأصلية. ومازالت هناك خلافات وتوجسات بين قيادة الحزب بشأن مقترح إعطاء الحق للكاتب الأول المنتخب في إمكانية اختيار جزء من أعضاء المكتب السياسي، فيما يتم انتخاب الآخرين. ومن المفترض أن يكون لقاء أمس قد ناقش مقترحات اللجن الثلاث، وخاصة ما يتعلق بالجانب التنظيمي، وقال مصدر اتحادي إن الصيغة التوفيقية التي تشتغل عليها اللجنة المكلفة بالتنظيم قد تخرج الاتحاد من الأزمة التي يعيشها منذ استقالة الكاتب الأول محمد اليازغي، إلا أن المصدر أضاف ل«المساء» أنه في حالة عدم الاتفاق على هذه الصيغة فإن «وضع الاتحاد سيكون صعبا جدا»، خاصة يقول المصدر أن كل عضو من أعضاء المكتب السياسي أصبح له رأي خاص به. ويعتبر اجتماع المكتب السياسي أمس آخر اجتماع هذا الشهر، حيث ستخلد القيادة الاتحادية إلى الراحة قبل تجديد اللقاءات في شتنبر المقبل. سعيد شباعتو كاد يغادر الفريق الاشتراكي كاد سعيد شباعتو، عضو الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، أن يغادر الاتحاد بعدما نشب خلاف حاد بينه وبين مصطفى الابراهيمي، البرلماني الاتحادي عن مدينة الدارالبيضاء، وعلمت المساء من مصادر مطلعة أن شباعتو قدم استقالته قبل أسابيع، إلى رئيس الفريق أحمد الزيدي، إلا أن هذا الأخير بذل مساعي لإقناعه بالتراجع عنها، وأكد شباعتو، في اتصال مع «المساء»، وجود خلافات شخصية وصفها ب«الداخلية»، مفضلا عدم تقديم تفاصيل عنها، إلا أنه نفى أن يكون غادر الفريق قائلا: «لقد تم احتواء المشكل وأنا مازلت في الفريق». ومن جهته قال أحمد الزيدي، رئيس الفريق ل«المساء» إن «ما وقع لشباعتو هو خلاف بسيط تم إصلاحه، ولا علاقة له بالخلاف حول عمل الفريق البرلماني»، وقال: «لقد غضب شباعتو وأراد أن يذهب وأقنعناه وتم طي الموضوع». وقالت مصادر اتحادية، فضلت عدم الكشف عن اسمها، إن شباعتو يشعر بأنه «ضائع» في الاتحاد، ويشعر بأن مجيئه إلى الحزب خسارة له، وهو الذي كان وزيرا وعضوا في المكتب السياسي للحركة الشعبية، فإذا به يكتفي في حزب الاتحاد بمنصب برلماني ورئيس جهة تافيلالت، دون أن يكون له أي موقع تنظيمي متقدم.