في سابقة هي الأولى من نوعها، في تاريخ مؤتمرات الاتحاد، فشل المؤتمر الوطني الثامن للاتحاد الاشتراكي في إتمام أشغاله وانتخاب قيادته، واضطر رئيس المؤتمر محمد الخصاصي على الساعة الواحدة والنصف من ليلة الأحد-الاثنين إلى الإعلان عن توقيف أشغال المؤتمر إلى أجل غير مسمى في حدود ستة أشهر المقبلة. وجاء هذا الفشل ليدخل الحزب في متاهات سياسية وتنظيمية، بعد الصراعات الحادة التي عرفتها أشغاله حول نظام التصويت على القيادة باللائحة، حيث تبين منذ إعلان تحالف عبد الواحد الراضي وجمال أغماني، أن تعبئة بدأت في كواليس المؤتمر ضد نظام اللائحة، انعكست أثناء مناقشتها في جلسة مساء أول أمس، وأدت إلى توتر الأجواء واحتلال عناصر مؤيدة للاقتراع الفردي لمنصة المؤتمر مما أدى عرقلة التصويت على المقرر التنظيمي، وإعلان تأجيل المؤتمر لتفادي الأسوأ. وقالت مصادر اتحادية إن التأجيل جاء بسبب رغبة القيادة في تفادي تداعيات ظهور نتائج التصويت على اللائحة، حيث كان يتوقع أن تحصل ردود فعل قوية من الطرف الخاسر، مما يهدد وحدة الاتحاد. وكان المؤتمر قد استأنف أول أمس مناقشاته لنظام اللائحة وسط إشاعات بدأت تروج بقوة بعد منتصف نهار أمس عن احتمال تأجيل المؤتمر، وهي الإشاعات التي تسربت مباشرة بعد اجتماع تم في الساعة الثالثة من مساء أول أمس على هامش المؤتمر بين وكلاء اللوائح فتح الله ولعلو، حبيب المالكي، جمال أغماني وعبد الواحد الراضي، والذين كانوا على اتصال بمحمد اليازغي، حيث تم الاتفاق على تأجيل المؤتمر إذا استمر التدهور. وقال عبد الواحد الراضي ل»المساء» إن المقرر التنظيمي بشأن اللائحة كان هو سبب التأجيل، إضافة إلى استحالة استمرار الأشغال لأن عددا من المؤتمرين من رجال التعليم يجب أن يعودوا إلى عملهم لأن هناك امتحانات للباكلوريا، وقال: «تبين لنا أن بعض الاتحاديين متخوفون من هذا النظام الذي لم يعهدوه ولم يستوعبوه، وبعد نقاش طويل تبين أنه من الحكمة تأجيل ما تبقى من أشغال المؤتمر»، وحول تراجع بعض أعضاء المكتب السياسي عن نظام اللائحة قال الراضي: «هذا صحيح هناك تراجع سببه ملاحظة أن المؤتمرين أبدوا عدم ارتياحهم لهذا النظام». لشكر وأغماني يتبادلان اللكمات في الوقت الذي كانت تجري فيه مناقشة القانون التنظيمي في خيمة المؤتمر، شوهد كل من جمال أغماني وزير التشغيل، وإدريس لشكر عضو المكتب السياسي، وهما يتبادلان اللكمات، وقال شاهد عيان اتحادي إنه لولا تدخل بعض الاتحاديين لتفرقة القياديين لتطورت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه. أغماني الذي تقدم بإيعاز من محمد اليازغي بلائحة خاصة به في المؤتمر سرعان ما تراجع عنها والتحق بلائحة عبد الواحد الراضي وهو ما جعل لشكر يغضب من هذه المناورة ويهدد أصحابها.