تنظر المحكمة الابتدائية بابن سليمان، اليوم الاثنين، في قضية زوجة، تعرضت لأبشع اعتداء من طرف زوجها الذي عاش طيلة خمس سنوات يتفنن في تعذيبها، وتسبب أخيرا في كسر مزدوج لأنفها، وخدوش على مستوى وجهها، وقطع شعر رأسها، وبروز آثار الضرب على مختلف مناطق جسدها. أجلت المحكمة الابتدائية بابن سليمان، يوم الاثنين المنصرم، البت في قضية زوجة، تعرضت لاعتداء من طرف زوجها الذي ظل طيلة خمس سنوات يتفنن في تعذيبها، وأصابها أخيرا بكسر مزدوج بأنفها، وخدوش في وجهها، كما أنه قص شعر رأسها. كما أصيبت الزوجة، التي أنجبت منه ولدين عمرهما على التوالي (4 أشهر وثلاث سنوات)، بانهيار عصبي، وخوف شديد من زوجها، جعلها تسقط مغمى عليها داخل قاعة المحكمة التي أجلت القضية إلى يوم الاثنين المقبل، في انتظار الوقوف على الوضعية الصحية للضحية ودرجة خطورتها. خصوصا أن الزوج (30 سنة) سبق أن كسر أنف زوجته (26 سنة)، وأخضعها لعملية جراحية. الزوجة الفقيرة والوحيدة، والتي عاشت تحت رحمة زوجها،، أكدت أن أفراد أسرتها لم يعودوا يعيرونها اهتماما، وذلك لكثرة العنف الذي تتعرض له من طرف زوجها السكير، وعدد المرات التي تنازلت فيها عن متابعته قضائيا. الاتحاد النسائي يدافع عن الضحية قالت هند بوعمري، رئيسة الاتحاد النسائي الإقليمي، إن الجمعية وضعت رسالة لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بابن سليمان، ورئاسة المحكمة، تؤكد فيها أنها دخلت طرفا للمطالبة بالحق المدني في قضية الزوجة، التي سبق أن عقدت صلحا مع زوجها ووعد بعدم الاعتداء عليها. كما علمت «المساء» أن الجمعية ذاتها عقدت لقاءات مع وكيل الملك ورئيسة المحكمة، لإطلاعهما على أدق التفاصيل التي استقتها من الضحية، التي استمعت إليها داخل مركز الاستماع الخاص بالجمعية، مبرزة هول ما كانت تتعرض له الزوجة من عنف دائم ومتنوع، والذي ترك بصمات واضحة على مناطق مختلفة من جسدها، أبرزها على مستوى فخذيها، وأنفها الذي سبق أن تعرض للكسر، وخضعت الزوجة لعملية جراحية. وهو ما جعل الدكتورة بوعمري تتخوف من احتمال أن تصاب بعاهة مستديمة على مستوى الأنف، قد تؤدي إلى إصابتها بصعوبات في التنفس، مبرزة أن الضحية ترقد الآن بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، في انتظار إجراء كل الفحوصات اللازمة، وإخضاعها لعملية جراحية. وطالبت بوعمري بإنصاف الضحية، علما أن الزوج سبق أن أدين بشهرين موقوفة التنفيذ لتعنيفه زوجته. تعنيف وطرد تقدمت الزوجة الضحية (س.ي) بشكاية إلى المصالح الأمنية، أكدت فيها ما تتعرض له من اعتداءات يومية، وأرفقت الشكاية بشهادة طبية مدة العجز البدني بها 26 يوما. الضحية كانت وقتئذ تحمل خدوشا على مستوى وجهها ومصابة بنزيف دموي على مستوى أنفها، نتيجة لكمة تلقتها من زوجها، واتضح فيما بعد أنها تعرضت لكسر مزدوج على مستوى الأنف، وآثار تراب بادية على جلبابها الأسود. قالت الزوجة إن زوجها الذي تزوجته منذ خمس سنوات، وأنجبت معه طفلين، كان دوما يعنفها، بسبب إدمانه شرب الخمر، مؤكدة أنها حاولت ثنيه عن الخمر، الذي تسبب لأسرتها الصغيرة في مشاكل جمة، لكنه كان يرفض. وأضافت أنها سبق أن قاضته عدة مرات، وكانت تعود وتتنازل عن شكاياتها القضائية، أملا في أن يصلح حال زوجها، وإنقاذ شمل الأسرة. وأوضحت أنه تشاجر معها يوم 25 ماي الأخير لنفس الأسباب، ووجه إليها سيلا من الشتائم، قبل أن يقوم بتكسير أثاث المنزل وتمزيق بعض الأفرشة، وهاجمها لطردها من المنزل، مضيفة أنه حبسها داخل غرفة النوم طيلة ليلة نفس اليوم، وعاد في صباح اليوم الموالي لفتح الغرفة بالمفتاح، وهددها بسكين من أجل إرغامها على مغادرة المنزل، فاضطرت إلى الفرار وترك ولديها. حيث اتصلت هاتفيا بعمتها بالدار البيضاء، وتوجهت صوب محطة التاكسيات، إلا أن الزوج لحق بها، وأمسكها من شعرها وأسقطها أرضا، وانهال عليها باللكم والركل في أنحاء مختلفة من جسدها، إلى أن تدخل أحد المارة وخلصها منه. الضحية أكدت أن زوجها استغل بعد أسرتها، وعدم اهتمامها بها، بسبب كثرة الخصومات التي دارت بينها وبين زوجها. الزوج ينفي نفى الزوج (أ.ف) في محضر الاستماع إليه من طرف الشرطة القضائية ببوزنيقة أن يكون عنف زوجته، وأقر بوجود خلاف بينهما، جعلها تصر على مغادرة المنزل في ساعة متأخرة من الليل، وهو ما جعله يحبسها داخل غرفة النوم، وفي الصباح فتح باب الغرفة، فوجدها جمعت أغراضها، وخرجت تاركة ولديها، وأضاف أنه لحق بها، بعد أن اكتشف أنها أخذت معها ألبسة ابنها الصغير، وأنه طلب منها أن تمده بها فرفضت، ودخلا في نزاع، انتهى بصفعها وتعنيفها.