تساقطات ثلجية على المرتفعات التي تتجاوز 1500م من السبت إلى الإثنين المقبلين    إياب ساخن في البطولة تبدأ أطواره وسط صراع محتدم على اللقب وتجنب الهبوط    كافي: يجب مناقشة التعديلات المقترحة على قانون مدونة الأسرة بعيدا عن التعصب لرأي فقهي    هذا نصيب إقليم الناظور من البرنامج الاستعجالي لتعزيز البنيات التحتية بجهة الشرق    المنتخب المغربي يشارك في البطولة العربية للكراطي بالأردن    الدحمي خطاري – القلب النابض لفريق مستقبل المرسى    رأس السنة الجديدة.. أبناك المغرب تفتح أبوابها استثنائيًا في عطلة نهاية الأسبوع    مديرية الضرائب تفتح شبابيكها نهاية الأسبوع لتمكين الأشخاص الذاتيين المعنيين من التسوية الطوعية لوضعيتهم الجبائية    غياب الطبيب النفسي المختص بمستشفى الجديدة يصل إلى قبة البرلمان    بيت الشعر ينعى الشاعر محمد عنيبة الحمري    العام الثقافي قطر – المغرب 2024 : عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية    استخدام السلاح الوظيفي لردع شقيقين بأصيلة    إسرائيل تغتال 5 صحفيين فلسطينيين بالنصيرات    اكتشاف جثة امرأة بأحد ملاعب كأس العالم 2030 يثير الجدل    توقعات أحوال الطقس ليوم الخميس    الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تصعد رفضها لمشروع قانون الإضراب    تعاونيات جمع وتسويق الحليب بدكالة تدق ناقوس الخطر.. أزيد من 80 ألف لتر من الحليب في اليوم معرضة للإتلاف    كندا ستصبح ولايتنا ال51.. ترامب يوجه رسالة تهنئة غريبة بمناسبة عيد الميلاد    "التجديد الطلابي" تطالب برفع قيمة المنحة وتعميمها    "الاتحاد المغربي للشغل": الخفض من عدد الإضرابات يتطلب معالجة أسباب اندلاعها وليس سن قانون تكبيلي    أسعار الذهب ترتفع وسط ضعف الدولار    صناعة الطيران: حوار مع مديرة صناعات الطيران والسكك الحديدية والسفن والطاقات المتجددة    بلعمري يكشف ما يقع داخل الرجاء: "ما يمكنش تزرع الشوك في الأرض وتسنا العسل"    "ال‬حسنية" تتجنب الانتقالات الشتوية    أسعار النفط ترتفع بدعم من تعهد الصين بتكثيف الإنفاق المالي العام المقبل    طنجة تتحضر للتظاهرات الكبرى تحت إشراف الوالي التازي: تصميم هندسي مبتكر لمدخل المدينة لتعزيز الإنسيابية والسلامة المرورية    الارتفاع يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    حلقة هذا الأسبوع من برنامج "ديرها غا زوينة.." تبث غدا الجمعة على الساعة العاشرة    الحبس موقوف التنفيذ لمحتجين في سلا    تدابير للإقلاع عن التدخين .. فهم السلوك وبدائل النيكوتين    وكالة بيت مال القدس واصلت عملها الميداني وأنجزت البرامج والمشاريع الملتزم بها رغم الصعوبات الأمنية    مقتل 14 شرطيا في كمين بسوريا نصبته قوات موالية للنظام السابق    سنة 2024 .. مبادرات متجددة للنهوض بالشأن الثقافي وتكريس الإشعاع الدولي للمملكة    الممثل هيو جرانت يصاب بنوبات هلع أثناء تصوير الأفلام    الثورة السورية والحكم العطائية..    اعتقال طالب آخر بتازة على خلفية احتجاجات "النقل الحضري"    كيوسك الخميس | مشاهير العالم يتدفقون على مراكش للاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة    الإعلام الروسي: المغرب شريك استراتيجي ومرشح قوي للانضمام لمجموعة بريكس    الضرورات ‬القصوى ‬تقتضي ‬تحيين ‬الاستراتيجية ‬الوطنية ‬لتدبير ‬المخاطر    "البام" يدعو إلى اجتماع الأغلبية لتباحث الإسراع في تنزيل خلاصات جلسة العمل حول مراجعة مدونة الأسرة    مباراة ألمانيا وإسبانيا في أمم أوروبا الأكثر مشاهدة في عام 2024    "أرني ابتسامتك".. قصة مصورة لمواجهة التنمر بالوسط المدرسي    المسرحي والروائي "أنس العاقل" يحاور "العلم" عن آخر أعماله    الصين: أعلى هيئة تشريعية بالبلاد تعقد دورتها السنوية في 5 مارس المقبل    جمعيات التراث الأثري وفرق برلمانية يواصلون جهودهم لتعزيز الحماية القانونية لمواقع الفنون الصخرية والمعالم الأثرية بالمغرب    مصطفى غيات في ذمة الله تعالى    جامعيون يناقشون مضامين كتاب "الحرية النسائية في تاريخ المغرب الراهن"    التوجه نحو ابتكار "الروبوتات البشرية".. عندما تتجاوز الآلة حدود التكنولوجيا    هل نحن أمام كوفيد 19 جديد ؟ .. مرض غامض يقتل 143 شخصاً في أقل من شهر    الوزير قيوح يدشن منصة لوجيستيكية من الجيل الجديد بالدار البيضاء    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التفاصيل الكاملة لحكاية تعذيب زينب اشطيط من طرف مشغليها
القاضي لزوجته أثناء تعذيب زينب: «سدي لمها فمها ما خصنيش نسمع حس دين امها»
نشر في المساء يوم 05 - 10 - 2009

بعد جلسة التعذيب الأولى عادت الأسرة إلى وجدة للاحتفال بعيد ميلاد ابنة القاضي ! نزلت الزوجة إلى القبو وأحضرت شوكة أحمتها فوق النار وشرعت تكوي بها ثديي زينب وظهرها بعدما ربطت يديها بعنف حتى لا تفلت منها. تصرح زينب قائلة أحمت الزوجة أربعة قضبان حديدية وسلمتها لزوجها الذي أرغمني على إخراج لساني وقام بكيي وذلك بمساعدة زوجته التي أمسكت بيدي غير أنني ومن شدة الألم كنت أحاول الإفلات منهما وإغلاق فمي الشيء الذي جعله يصيبني بحروق على مستوى شفتي ووجنتي تضيف زينب: قام الزوج بتكبيل يدي ورجلي وأنا عارية مستلقية على ظهري، ثم استرعى انتباهي قدوم الزوجة وبيدها (كاسرولة) بها زيت مغلي شرعت في صبه على فرجي وفخذي وبدأت أصرخ من شدة الألم فأغلق القاضي فمي بحذائه وضغط برجله بقوة لكتم أنفاسي. ودائما بتحريض من زوجته التي لم تكتف بما أعانيه وأحضرت موسى ومقصا للحلاقة وأمرته بحلق شعر رأسي عن آخره
«لا أعرف القراءة والكتابة».. ذلك ما صرحت به زينب الطفلة القاصر ذات ال 11 ربيعا للشرطة القضائية بمدينة وجدة أربعة أيام, بعد إدخالها مستشفى الفارابي, يوم 20 غشت المنصرم للعلاج من آثار تعذيب رهيب تعرضت له على يد قاض وزوجته، ولخصت بذلك الجواب قصتها التي ستملأ الدنيا وتشغل الناس. تنحدر زينب من دوار باب الرملة بدائرة بني لنت بضواحي مدينة تازة، وقصتها لا تكاد تختلف عن قصة عشرات أو مئات الفتيات القاصرات اللاتي يلقي بهن آباؤهن في أحضان المجهول تحت ضغط الحاجة والفقر، حيث تقدم أغلب عائلات القرى المحيطة بمدينة تازة على تقديم بناتهن القاصرات إلى العائلات الثرية في مدينة تازة نفسها أو وجدة أو فاس أو حتى الدار البيضاء والرباط مقابل الحصول على دريهمات لا تسمن ولا تغني من جوع، قبل أن يعدن إلى بيوتهن مع بروز أنوثتهن لإدخالهن متاهة أخرى بتزويجهن بأي طريقة وكأنهن عبء يجب التخلص منه. مصير زينب كان عند قاض شرع في ممارسة المهنة منذ 6 سنوات فقط، متزوج من سيدة حاصلة على الإجازة في القانون الخاص وله معها ثلاثة أبناء صغار. الحكاية بدأت حينما اتصل القاضي بسمسار صرح بدوره أنه «لا يعرف القراءة والكتابة» وطلب منه أن يبحث له عن خادمة. السمسار الذي يشتغل نادلا بمقهى بمدينة واد امليل قبل المهمة وتواصل مع امحمد اشطيط أب الضحية الذي سبق له بدوره أن طلب منه أن يبحث له عن عائلة تحتضن ابنته خادمة عندها. الأب الذي أكد أيضا أنه «لا يعرف القراءة والكتابة» هو المعيل الوحيد لتسعة أبناء (خمسة ذكور وأربع بنات), ينحصر مدخوله فيما تجود به الأرض الفلاحية المتواضعة التي يمتلكها, شأنه في ذلك شأن جميع فلاحي المنطقة الذين يضطرون لبيع دجاجة أو ديك أو حتى سطل من الزيتون أو التين إذا أرادوا السفر إلى تازة أو فاس، أو إذا أرادوا العودة بما يحتاجه المنزل من مواد غذائية من السوق الأسبوعي. وبسبب هذا الوضع يقول الأب إنه اضطر لإرسال اثنتين من بناته للعمل في المنازل: أولاهما لبنى (15 عاما) تشتغل عند محام بالعاصمة الرباط مقابل 300 درهم شهريا، والثانية هي زينب ذات الجسد النحيف التي ستصبح رمزا لما تتعرض له الخادمات بعد أن تفجرت قضيتها وملأت الدنيا ضجيجا. بدأت زينب مشوارها في العمل وعمرها 10 سنوات عند موظف بشركة الاتصالات بمدينة وجدة مقابل 400 درهم شهريا، وبقيت لدى مشغلها لمدة خمسة أشهر كاملة قبل أن يقرر الأب استرجاع ابنته بعد رفض مشغلها أن تسافر رفقة أبيها لحضور زفاف أخيها. سنة بعد ذلك، سيسافر السمسار المدعو «العربي» مع الأب إلى مدينة وجدة برفقة الطفلة زينب وسيلتقيان وسط المحطة الطرقية «واد الناشف» بالقاضي الذي تعهد أمام الأب والسمسار وزينب ب «أن يعاملها كإحدى أفراد عائلته وأن يعمل على تدريسها وحسن تربيتها». تسلم القاضي زينب مقابل 500 درهم شهريا وسلم أباها خلال توديعه بالمحطة مبلغ 400 درهم كعربون عن فترة تدريبية تخضع لها الطفلة القاصر للتأكد من حسن تصرفها وانضباطها، فيما تسلم السمسار بالإضافة إلى أجرة تذكرة الرجوع إلى واد امليل مبلغ 200 درهم.
عشرين يوما بعد ذلك، سيعود الأب إلى وجدة لتسلم بقية المبلغ (100 درهم)، والتقى لأجل ذلك بالقاضي الذي أخبره أن ابنته سافرت مع زوجته (ن.ح) إلى مدينة فاس، ونتيجة لذلك عاد الأب أدراجه وفي جيبه المائة درهم، قبل أن يتواصل مع ابنته شهرا بعد هذا اللقاء وتخبره أنها «على أحسن حال».
وتبدأ جلسات التعذيب..
أشياء كثيرة ستتغير بعد ذلك، حيث بدأت زينب المزدادة عام 1998 في القيام بكل شيء داخل المنزل تقريبا، من تنظيف القبو إلى نشر الغسيل مرورا بالكنس والطبخ والتبضغ من الخارج. وذلك فضلا عن الاعتناء بالأطفال الثلاثة ورعايتهم ومراقبتهم وتلبية طلباتهم. وبحسب تصريحات زينب، فقد بدأت المشاكل مع كسرها مزهرية أثناء التنظيف داخل قبو فيلا القاضي حيث جلب لها ذلك غضب مشغلتها التي انهالت عليها بعصا مكنسة مما تسبب لها في جرح نازف في كتفها، وتركتها دون علاج حيث تكلفت زينب بمداواة نفسها بنفسها. سافر الجميع بعدها عند أسرة الأم القاطنة بمدينة جرسيف، وصرحت زينب أن مشغلتها لم تتركها تستفرد بعائلتها لتحكي لهم ما جرى لها، ثم عادوا إلى وجدة للاحتفال بعيد ميلاد ابنة القاضي ! وستزداد الأمور حدة بعد رجوع القاضي من أحد أسفاره حيث أخبرته الزوجة على مائدة الفطور وتحت سمع زينب أنها «باتت تتطير من زينب» التي غدت في نظرها نذير شؤم على الأسرة، وأخبرته كذلك أنها «تشك في أنها تضع مادة حارقة بدبر أبنائها الشيء الذي يقلق راحتهم ونومهم». مضى الوقت بطيئا بعد هذه التطورات حتى حل الليل واستيقظ الأطفال يبكون ويصرخون, مما دفع بالأم للنزول إلى القبو حيث تنام زينب، وانهالت عليها بمدلك العجين تضربها على مستوى رأسها ووجهها متسببة لها في جروح نازفة غطت وجهها الطفولي، متهمة زينب بأنها السبب في صراخ أبنائها. استيقظ القاضي على الضجيج الآتي من القبو، وهرع إليه ليفاجأ بزوجته تخبره وهي تنهال بالضرب على جسد زينب «أنها تهتك عرض ابنتيها وتضع مادة حارقة في جهازيهما التناسليين حتى لا يستطيعا النوم, وهنا بدأت الحكاية.. ولندع زينب تصف ما حدث «بمجرد ما سمع مشغلي هذا الكلام أدخلني إلى الحمام وانهال علي هو الآخر بالضرب بواسطة عمود مكنسة على مستوى فخذي حتى تكسر وبعدها خرج من الحمام غير أن زوجته استوقفته محضرة خيطا كهربائيا مفتولا وشرع في ضربي في جميع أنحاء جسدي تحت سمع ونظر زوجته وألزمني بقضاء الليلة كلها داخل الحمام !!». قضت الطفلة بجسدها النحيل وجروحها النازفة وآلام العصي الخشبية التي تكسرت على جسمها الليلة كلها لم تخرج من الحمام وسط الأنين والألم، في حين قضى القاضي وزوجته الليلة بغرفة نومهما الفاخرة، ليلتحق بها صباحا ويأمرها بالخروج من القبو وتنظيف جسمها من آثار الدماء والجروح وهددها بالضرب إن هي كشفت ما جرى، وأمرها بمباشرة الأعمال الملقاة على عاتقها وكأن شيئا لم يحدث. ولن تقف الأمور عند هذا الحد، بل ستتطور خلال اليوم الموالي الذي تلا جلسة التعذيب هاته إلى فصول جديدة. فحين كانت زينب تعمل على مساعدة الابن الصغير للقاضي وزوجته على النوم وضع يده على صدرها وشاهدت الأم ذلك وتعهدت بالانتقام من زينب. وذلك ما جرى حيث أنزلتها إلى القبو وأحضرت شوكة لتناول الطعام وأحمتها داخل الفرن وشرعت تكوي بها نهدي زينب وظهرها بعدما ربطت يداها بعنف حتى لا تفلت منها. وتحت صرخات الطفلة الصغيرة، نزل القاضي إلى القبو وأمر زوجته الحامل في شهرها التاسع بإسكات صوت الطفلة وحرمانها حتى من حق الصراخ, وقال لها بحسب تصريح زينب «سدي لمها فمها، ما خصنيش نسمع حس دين امها». تركت زينب لمصيرها بعد جلسة التعذيب الجديدة غارقة في ألمها وأنينها وجراحها النازفة وتركاها تعاني وحيدة داخل القبو.
زيت مغلي على الفرج وكي بقضبان حديدية
يومين بعد ذلك، ستتعرض زينب لما هو أبشع، إذ نزل القاضي ليحقق رفقة زوجته الحامل مع خادمتهما القاصر حول حقيقة ما يجري لأبنائه وذلك عوض حملهم إلى المستشفى للتأكد من السبب وراء اضطراب نومهم وصراخ أحدهم أو بعضهم. لم تجد زينب سوى الاعتراف بأنها ليست السبب وراء كل ذلك، غير أن ذلك لم يشفع لها حيث أكدت زينب أن «الزوجة قامت بتحريض زوجها وأحمت أربعة قضبان حديدية وسلمتها لزوجها الذي أرغمني على إخراج لساني وقام بكيي وذلك بمساعدة زوجته التي أمسكت بيدي غير أنني ومن شدة الألم كنت أحاول الإفلات منهما وإغلاق فمي الشيء الذي جعله يصيبني بحروق على مستوى شفتي ووجنتي». مرة أخرى لم تقف الأمور عند هذا الحد وكان يكفي القاضي حمل زينب إلى أهله أو الشرطة، غير أن الأمور تطورت إلى ما هو أفظع، وتصريحات زينب تصف ما جرى بدقة «في الليلة الموالية لكي لساني، أمرتني مشغلتي (ن.ح) بالنزول إلى القبو ونزلت بعدها رفقة زوجها حاملة خيطا بلاستيكيا وأمرتني بأن أتجرد من ملابسي حيث قام الزوج بتكبيل يدي ورجلي وأنا عارية مستلقية على ظهري، ثم استرعى انتباهي قدوم الزوجة وبيدها (كاسرولة) بها زيت مغلي شرعت في صبه على فرجي وفخذي وبدأت أصرخ من شدة الألم فأغلق القاضي فمي بحذائه وضغط برجله بقوة لكتم أنفاسي. ودائما بتحريض من زوجته التي لم تكتف بما أعانيه وأحضرت موسى ومقصا للحلاقة وأمرته بحلق شعر رأسي عن آخره, فقام بذلك دون تردد وأنا عارية مستلقية على الأرض ورغم توسلاتي المتكررة لهما وصراخي غير أنهما كان ينفذان تعذيبهما لي دون شفقة أو رحمة حيث قضيت الليلة كلها عارية مكبلة اليدين والرجلين والدماء تنزف من جسمي كله وآلام حروق الزيت المغلي على فرجي وكي نهدي ولساني ووجنتي بالقضبان الحديدية تبعث في آلاما الله وحده عليم بحجمها وحدتها». ثم ماذا حدث بعد ذلك؟ نزل الزوجان عندها وأمراها بالاغتسال وهو ما لم تستطعه زينب بسبب الجروح النازفة، فألبساها ثوبا واسعا وغطيا رأسها بكم قميص على شكل قبعة. ثم أمراها بمتابعة أعمالها المنزلية وكأن شيئا لم يقع ! وقبل أن يخرج القاضي ذكرت زينب أنه بادرها قائلا «هذا هو يومك الأخير على وجه الدنيا، فأنا سأذبحك، وأنا هو القاضي ولا يوجد أي واحد يستطيع أن يحكم علي أو يحاكمني».
الفرار من الجحيم
هذا التهديد بقدر ما بعث الرعب في نفس زينب، إلا أنه شكل لها مفتاح الخلاص حيث دفعها إلى التفكير مليا في إنقاذ حياتها عوض انتظار الذبح على يد القاضي أو قدوم الأب الذي من المفترض أنه يأتي كل شهر لنيل الخمسمائة درهم.
ففي ذلك اليوم الموافق لل 20 من غشت الأخير وقد كان الوقت عصرا، نسيت الزوجة مفتاح الباب الرئيسي للفيلا الذي كانت تحتفظ به خشية الوقوع في يد زينب، وحملته الطفلة القاصر وفتحت الباب وأطلقت جسدها المليئ بالجراح النازفة ومرت بمواطنين يغسلون سيارتهم قبل أن تدق باب إحدى العائلات الفقيرة المحيطة بالمنطقة التي توجد فيها فيلا القاضي التي رثت لحالها وحملتها إلى الشرطة. رجال الأمن الذين فوجئوا بالحالة التي توجد عليها زينب نقلوها بسرعة إلى مستشفى المدينة حيث اطلع على حالتها الزوار الذين تصادف وجودهم مع لحظة دخولها, مما جعل بعضهم يدخل في هستيريا بكاء حار على الطفلة الصغيرة. وكان هؤلاء سببا في تفجير قضية زينب، إذ بمجرد ما علموا أن الأمر يتعلق بمشغلها القاضي تخوفوا من طمس القضية وسارعوا للاتصال ببعض المراسلين المحليين لتعرف قضية الخادمة الصغيرة طريقها إلى وسائل الإعلام الوطنية والعربية. إدارة المستشفى لم تخيب ظن زوار الفارابي، إذ سارعت إلى نقل زينب إلى غرفة مغلقة وغطت زجاج نوافذها بستائر سوداء لمنع تصويرها، وأصيب الأطباء المعالجون برعب حقيقي لم يستطع بعضهم بسببه التواصل مع الصحافة وأكدوا أن ذلك متعلق بمصيرهم المهني.
بدء محاكمة الزوجة ومخاوف من طمس الملف
مرت ساعات طويلة قبل أن تفتح رئيسة قسم خلية استقبال النساء والفتيات ضحايا العنف بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بوجدة تحقيقا في ملف تعذيب زينب، وتستمع لزوجة القاضي (ن.ح) التي أكدت أن زينب فرت من منزلها يوم 5 غشت وليس يوم 20 من الشهر نفسه، وأنها كانت في حالة جيدة قبل فرارها وأن اتهامها بالتعذيب وهي في شهرها التاسع من الحمل الذي لا تستطيع بسببه التحرك بسهولة مجرد ادعاء لا أساس له. رواية عارضها كل الشهود الذين تم الاستماع إليهم والذين أكدوا أنهم رأوا زينب إلى حدود يوم 19 غشت من الشهر نفسه ومن بينهم رصّاص ومساعده أكدوا أنهم شاهدوا زينب يوم 12 غشت منزل القاضي حينما ذهبوا لإصلاح مضخة ماء كهربائية بفيلته، وجار شاهد الطفلة القاصر يوم 14 من الشهر نفسه. وفاجأ أحد الجيران المحققين حينما أكد أنه سمع أياما قليلة قبل حلول رمضان الأبرك (حل يوم 21 غشت) سمع حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل سمع صراخ فتاة صادر من جهة فيلا القاضي، مضيفا أن الصراخ الذي كان يسمعه لم يكن عاديا وأنه كان يخيل إليه أنه صوت فتاة تتعرض إما للاغتصاب أو التعذيب والضرب. غير أن الشهادة الفاصلة كانت للأسرة التي حملت زينب إلى الشرطة، والأشخاص الذين صادفوها في الطريق وهي في حالة مزرية. وفي الوقت الذي أصرت فيه زينب على أقوالها لدى مواجهتها مع مشغلتها، كررت زوجة القاضي أقوالها ونفت تهمة تعذيبها لزينب وهو ما ستتراجع عنه أسابيع قليلة بعد ذلك بعد انطلاق محاكمتها حيث ستبعث يوم الأربعاء 30 شتنبر باعتراف إلى هيئة المحكمة تؤكد فيه أنها كانت وراء تعذيب خادمتها وأن زوجها القاضي بريئ.
وجاءت عملية التفتيش التي قامت بها الشرطة القضائية بحضور نانئب الوكيل العام للملك بتفتيش منزل القاضي المكون من قبو وطابقين إضافة إلى السطح، لتفصل فيما جرى حيث تم العثور داخل الفيلا على شوكتين (فرشيطات) عليهما آثار النار، إلى جانب كاسرولة حمراء قالت زينب إنها الآنية التي تم فيها غلي الزيت الذي تم صبه على فرجها، كما تم العثور على عمود خشبي وقارورة مشروب غازي بها زيت مغلي وخيط كهربائي أكدت الطفلة القاصر أنها كانت تتعرض للضرب به...
الزوجة الآن معتقلة رفقة وليدها الذي جاءها مخاضه داخل السجن قبل أن تضعه بمستشفى الفارابي الذي كانت ترقد بها زينب، والتحذيرات تتوالى من احتمال طمس قضية التعذيب حيث بدأت مؤشرات قوية تظهر ذلك، والقاضي بحسب المصادر المتتبعة للملف تم توقفيه عن العمل قبل نحو أسبوع، وقد استمع إليه قاضي التحقيق بالغرفة الجنائية لمحكمة الاستنئاف بوجدة، والكل ما يزال ينتظر الإذن الرسمي بمتابعته قضائيا وهو الإذن المفروض أن يصدره وزير العدل عبد الواحد الراضي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.