أفادت مصادر مطلعة أن مجموعة من تجار التحف الإيرلنديين يستعدون لإخراج جميع الأعمال والمقتنيات الفنية التي كانت مملوكة للفنان التشيلي الراحل كلاوديو برافو، الذي دُفِن في المغرب، بعدما قضى فيه قرابة 40 سنة. وذكرت نفس المصادر أن تجار التحف تعاقدوا مع شركات عالمية لبيع الأعمال الفنية في مزاد علني في نيويورك أو لندن. وتعود تفاصيل القصة إلى نونبر من العام الماضي، حيث توفي الرسام العالمي كلاوديو برافو، الذي عاش في مدينة طنجة منذ 1972 وانتقل إلى تارودانت منذ 2006، تاركا قصرين، دُفِن فيه أحدهما في تارودانت، ويضم مئات التّحف واللوحات الأصلية لفنانين عالميين، وقد وهبه لمساعده المغربي، المدعو البشير طبشيش، في حين عاد قصره الآخر، الموجود في منطقة الجبل الكبير في طنجة إلى نجل المساعد المغربي، وهو بدوره يضم مئات التّحف القيمة، غير أن عدم بلوغ وريث قصر طنجة السن القانونية جعل والده وصيا على ممتلكاته. وتذكر مصادر «المساء» أن المساعد المغربي الذي عاش لفترة طويلة مع الرسام التشيلي قرر بيع التحف الموجودة في القصرين، عارضا إياها على تجار مقتنيات فنية مغاربة، غير أن المبلغ الذي عرض عليه لم يتجاوز 500 مليون سنتيم، ما دفعه إلى اللجوء إلى وسيطين، أحدهما مغربي والآخر لبناني، عرضا صورا من التحف زُيِّنت بها جنبات القصرين، بما فيها مدفن كلاوديو برافو، على تاجريْ تحف إيرلندييْن. ويؤكد المصدر ذاته أن التاجرين الإيرلنديين، جيمس» ومايكل، اللذين توصلا بصور لبعض التحف الموجودة في القصرين، انتقلا في الحال إلى المغرب، في شهر نونبر من سنة 2011، لمعاينة تلك التحف عن كثب، ثم استدعيا خبراء عالميين من بريطانيا والولايات المتحدة للتأكد من أن التحف أصلية، ومن بينهم خبراء في تماثيل النحاس واللوحات الفنية، والذين أكدوا أن القيمة المالية لتلك التحف لن تقل عن 50 مليون يورو (أزيد من 50 مليار سنتيم). واتفق تاجرا التحف الإيرلنديان مع وريثها المغربي على بيعها خارج المغرب في مزاد علني، فاتصلوا من أجل ذلك بشركات عالمية مختصة في هذا النوع من البيع، من بينها شركة «سوتبيس» الأمريكية التي يوجد مقرها في نيويورك، والتي تعد رابع أقدم شركة لبيع التحف في المزاد العلني في العالم، وشركة «بونهامس»، البريطانية العريقة، التي يعود تاريخ إنشائها إلى 1793، حيث تم إعداد ألبوم عرض «كاتالوغ» في 4 أبريل 2012، وتم الاتفاق على السعر الافتتاحي، استعدادا لإعلان المزاد العلني وعرض صور التحف على الراغبين في اقتنائها. وأكدت مصادر «المساء» أن الوارث المغربي وقع عقدا بتاريخ 5 ماي الجاري، مع الشركة التي ستتولى بيع تلك التحف في المزاد العلني، والتي رجح المصدر ذاته أن تكون الشركة البريطانية «بونهامس»، مضيفا أن العقد ينص على أن يحوز الوارث المغربي 85 في المائة من عائدات المزاد، على أن تتقاسم الشركة والوسطاء نسبة 15 في المائة المتبقية. وتضيف مصادر «المساء» أن تاريخ المزاد العلني حدد في 18 دجنبر المقبل وأن كل التحضيرات تتم في «سرية وحذر»، حيث شرع مالك التحف في إخراجها من قصر طنجة، الذي أجّره لفريق سينمائي يصور داخله فيلما يشارك فيه ممثلون إسرائيليون، حسب تصريحات المصدر، فيما نقلت التّحف التي كانت موجودة في القصر إلى وجهة مجهولة، يرجح المصدر أن تكون موجودة في أحد مستودعات مدينة طنجة، مستبعدا نقلها إلى قصر تارودانت. وأبدت المصادر ذاتها تخوفها من أن يتم «تهريب» تلك التحف والمقتنيات بطريقة غير قانونية ودون علم وزارة الثقافة والسلطات المغربية، ملمحة إلى إمكانية «اتفاق الوسطاء مع مسؤولين في الجمارك المغربية على طريقة لإخراج التّحف عبر أحد المطارات المغربية». من جهته، نفى مندوب وزارة التثقافة في طنجة، عبد العزيز الإدريسي، أي علم للوزارة بعملية البيع داخل أو خارج المغرب، غير أنه شدد على أنه ليس من السهل إخراج مثل هذه الممتلكات إلى خارج المغرب ولو بموافقة مالكها المغربي، قائلا إنها «ملك ثقافي لجميع المغاربة» وأنه لا بد من موافقة وزارة الثقافة والحصول على تصريح من وزارة المالية أيضا «لكون تلك التحف تعد أموالا مغربية لا يسمح بتهريبها»، حسب تصريحه، مضيفا أن وزارة الثقافة «ستتحرك عاجلا»، للتأكد من الأمر ومما إذا كانت التحف فعلا أصلية ومنع العملية، إن ثبت انها غير قانونية.