أعاد حكم قضائي بإعادة جندي إسباني مسلم إلى صفوف الجيش قضية الجنود المسلمين في الجيش الإسباني إلى الواجهة، بعد أن أصبحوا محط تهم حول مدى ولائهم للدولة الإسبانية. وقرر قاض إسباني في مدينة سبتة مؤخرا إعادة الجندي فؤاد إلى الخدمة العسكرية، وهو ما يعني إجبار وزارة الدفاع العسكرية على تنفيذ هذا القرار الذي يعتبر سابقة في تاريخ الجيش الإسباني. وكانت وزارة الدفاع الإسبانية قررت فصل الجندي فؤاد من سلك الجندية في مدينة سبتة، على الرغم من أنه حصل على معدل تنقيط من بين الأعلى بين زملائه، وهو 7،6 على 10، وذلك بدعوى شكوك في ولائه لإسبانيا. وكان الجندي السبتاوي قرر مقاضاة وزارة الدفاع الإسبانية احتجاجا على فصله، في الوقت الذي علل رؤساؤه فصله ب«أسرار عسكرية». واستند القاضي الإسباني في حكمه بإعادة الجندي إلى العمل بكون وزارة الدفاع الإسبانية تعللت بوجود أسرار عسكرية من دون أن تكشف عنها، وهو ما لا يلزم المحكمة بالحكم لصالحها. وأصبح الجنود المسلمون في سبتة ومليلية، ونسبتهم في الجيش الإسباني تفوق 30 في المائة، محط مراقبة صارمة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدةالأمريكية وبداية ما اصطلح على تسميته ب«الحرب على الإرهاب»، وهو ما أدى إلى فصل عدد منهم، إضافة إلى آخرين غادروا الجيش طوعا بعد أن كثرت الاتهامات الموجهة ضدهم بالتعاطف مع حركات إسلامية ونشر التطرف داخل الثكنات. وتشير أرقام رسمية إلى أن عدد الجنود من أصل مغربي الذين غادروا الجيش الإسباني بلغ 10 السنة الماضية فقط، بالإضافة إلى فصل آخرين لم يقرروا مقاضاة الدولة الإسبانية. ويتعرض الجنود الإسبان المسلمون في سبتة ومليلية إلى اتهامات متواصلة بعدم ولائهم لإسبانيا، وهو ما حدث خلال النزاع المغربي-الإسباني على جزيرة المعدنوس (ليلى)، والتي أثار خلالها اليمين الإسباني قضية ولاء هؤلاء الجنود في حال نشوب حرب مباشرة بين الرباط ومدريد.