سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجنود الإسبان من أصول مغربية مصدر قلق بالنسبة للإستراتيجية العسكرية الإسبانية بمليلية المحتلة 35 % من المجندين في الثغر المحتل من أصول مغربية يعانون الحيف
بعد الدورالكبيرالذي لعبه المغاربة المجندون في فترة الحرب الأهلية الإسبانية و بعد مرور أكثر من 69 سنة على حدث كان منعرجا حاسما في تاريخ الجارة الشمالية لازالت أفواج المغاربة تشكل عصبا رئيسيا و محوريا داخل تجريدات القوات الإسبانية المسلحة . هذا ما يدل عليه التواجد المكثف في صفوف أركان الجيش الإسباني داخل الثغر المحتل الذين يعتمد بشكل كبير على شباب من أصول مغربية يشكلون العمود الفقري داخل ثكنات الجيش المتواجدة في كل من "أراشترو غورضو" و "باريو فيكتوريا" و "باريو كابريريسا هالتا" و"كابريريسا ريغولاريس" و "بيدرومو دي لاهيبيكا" و "ألفونسو تيرسي" و "باريو ريال" و "كاريتيرا هيدوم" بنسبة تتجاوز 35 % وكان من الممكن جدا أن تصل إلى أكثر من 60 % . ومع وجود طابع التحفظ في منح فرصة الالتحاق بالجيش للمغاربة القاطنين بالمدينة، فإن هذه الفئة من المغاربة ، و كما لوحظ في شتى الرتب و التخصصات العسكرية تتميز بطابع واحد وهوعدم تبوئها لمراتب عليا و حساسة ، بما يعني حرمانها من مراكز القرار العسكري الذي ترى فيه إسبانيا نقطة سلبية لا تخدم توجهاتها بالمنطقة وسط شكوك من عدم ولائهم للقيادة الإسبانية. ويلاحظ نوع من التمييز بين المجندين الإسبان و المغاربة حيث يمكن للجندي من أصل إسباني التدرج في سلم الرتب العسكرية ليصبح عنصرا بارزا في أركان الجيش وفق ما تنص عليه هيكلة إدارية و مقررات التكوين و الدراسة ، بينما يظل نظيره المغربي يدور في شبه حلقة مغلقة تعتمد على التداريب الشاقة و المناورات تحت إمرة رؤسائهم من الإسبانيين ضمن فرق و طلائع متنقلة على امتداد شبه الجزيرة الإيبيرية على أن يسمح للمجندين المغاربة بمغادرة ثكناتهم بعد الخدمة بينما يفسح أمام الإسبان مجال يتميز بالتحفيزات و الامتيازات لمتابعة التكوين وفق اختيارات و تخصصات تمنح لهم هامشا واسعا لتطوير قدراتهم و تسلق المناصب. وقد أرجع بعض ممن سبق و أن أنهوا مدة الخدمة العسكرية من أصول مغربية ينتمون لضواحي بني شيكر أن السبب في ذلك راجع إلى تخوف الجانب الإسباني من اختراق و سيطرة المغاربة للأجهزة العسكرية خاصة بمليلية التي تعتبر نقطة استراتيجية ضمن المخططات الدفاعية جنوب المتوسط في وقت تزداد فيه أعداد المجندين المغاربة، و هي ضعية ينظر إليها الجانب الإسباني بنوع من عدم الارتياح و الترقب مع العمل على التحكم في بوصلة الإستراتيجية العسكرية بمليلية كموقع متقدم وجبهة دفاعية و كإجراء احترازي عمدت إدارة الدفاع الإسباني إلى إبقاء أعين المخابرات العسكرية بمليلية مفتوحة على المغاربة بجمع أكبر حجم من المعلومات المتعلقة بالمجندين من أصول مغربية سواء في الدراسة أو الشارع أو في أوقات الفراغ ، و تضاعفت هذه الإجراءات بعد هجومات الحادي عشر من شتنبر2001 بالولايات المتحدةالأمريكية و الحادي عشر من مارس 2004 بإسبانيا حيث تنكب لجن خاصة على تكوين مراقبين في المخابرات العسكرية في ميادين دينية و الثقافة المغربية لتتبع الجنود المغاربة لحظة بلحظة ، بينما يظل الحديث عن تكرار نموذج للمارشال مزيان كطرف فاعل كانت له مكانة ضمن القوات الإسبانية في فترة الحرب الأهلية و حرب الريف من ضمن المستحيلات بالنظر إلى أن وصوله إلى مرتبة جنرال ارتبط بأهداف ظرفية استغلت معها ثقافته و انتماءه كوسيلة لاستقطاب مجندين للدفاع عن نظام فرانكو وخدمة راية إسبانيا في حملات و حروب أخفت الدوافع الحقيقية على حاملي السلاح من المغاربة خاصة المنحدرين من مناطق الشمال والريف. و تجدر الإشارة الى أن وزيرة الدفاع الإسبانية كارما شاكون سبق و أن أصدرت قرارا يقضي بتقليص عدد قوات الجيش بمليلية وسبتة مما أثار موجة غضب في صفوف عائلات العسكريين قاموا خلالها بالتظاهر أمام مقر مندوبية الحكومة المركزية بعدد فاق الألف الشئ الذي جعل رئيس الحكومة المحلية يطلب من الوزيرة التراجع عن القرارنظرا لانعكاساته الإجتماعية على الوضع العام بمليلية المحتلة.