في خطوة غير مسبوقة، أبدت القناة الثانية في الآونة الأخيرة اهتماما بملف ضحايا الترحيل التعسفي بالجزائر. فبعد برنامج «كرون أونكل»- الذي خصص إحدى حلقاته بالفرنسية للموضو، استعرض فيها تاريخ الطرد وملابساته واستمع لمأساة هؤلاء الضحايا- قررت إدارة القناة ترجمة الحلقة إلى اللغة العربية ل«تعميم الفائدة». وبعدها، اختار برنامج «مختفون» الملف كمحور لحلقته المرتقبة يوم 6 نونبر الجاري، وهي الحلقة التي يرتقب أن يخصصها للاستماع إلى عائلات لاتزال تبحث عن ذويها بعد قرار السلطات الجزائرية في سنة 1975 ترحيل ما يقرب من 350 ألف مغربي من ترابها، في سياق سياسي اتسم باشتداد الأزمة بين نظام بومدين ونظام الحسن الثاني، وبلغت الأزمة ذروتها بقرار الحسن الثاني تنظيم المسيرة الخضراء ب350 ألف مواطن، رد عليها نظام هواري بومدين بترحيل نفس العدد من مغاربة الجزائر. وفي السياق ذاته، تتواصل تحركات الضحايا لتدويل قضيتهم وإيصالها إلى قوى عالمية متحكمة في القرار الدولي. وهكذا، وبعد تأسيس فرع لجمعية ضحايا الترحيل التعسفي بالجزائر، تستعد فعاليات مغربية أخرى لتأسيس فرع آخر بالولايات المتحدةالأمريكية. وطبقا للمصادر، فإن رئاسة اللجنة التحضيرية بنيوجيرسي الأمريكية أسندت إلى المختار الإدريسي، ويشغل منصب مساعد سيناتور ومديرا عاما لشركة اتصالات بها. ويطالب ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر بتعويضهم عن فقدان ممتلكاتهم من قبل الجزائر، ويحملون مسؤولية قرار الطرد لنظام هواري بومدين ولساعده الأيمن آنذاك عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الحالي للجارة الشرقية. الجمعية سبق لها أن راسلت الرئيس الجزائري بتاريخ 30 أكتوبر 2006 عبر السفير العربي بلخير، مطالبة إياه بإنصاف الضحايا، لكنها لم تتلق أي رد. وراسلت الجمعية ذاتها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مطالبة إياه بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في شأن «جريمة في حق الإنسانية ارتكبها مسؤولون جزائريون»، طبقا لمراسلة الجمعية. كما سبق للجمعية أن استغلت فرصة ترشيح عبد العزيز بوتفليقة لجائزة نوبل للسلام لترسل رسالة إلى لجنة نوبل عبر سفارة مملكة النرويج بالرباط ملتمسة من اللجنة الاطلاع على مسار الرئيس الجزائري في ما يتعلق بحقوق الإنسان، واضعة أمامها التقارير الصادرة عن ممثل الصليب الأحمر الدولي سنة 1976 وعددا من المقالات الصحفية الصادرة في منابر فرنسية وإنجليزية تنتقد النظام الجزائري على خلفية قرار ترحيل هؤلاء المغاربة الذين كان ضمنهم مجاهدون ساهموا في معارك تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي.