تحتفل اليونسكو في الثالث والعشرين أبريل باليوم العالمي للكتاب وحقوق النشر. ويعتبر هذا العام هو العام ال15 الذي يتم فيه الاحتفال بهذا اليوم، ويكون في المقام الأول الاحتفال بالقراءة، وهو الاحتفال الذي سيعتمد نجاحه، حسب اليونسكو، على مدى فاعلية مشاركة الناشرين والكتاب ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام. وفي هذا الإطار تنظم وزارة الثقافة واليونسكو يوم السبت 21 أبريل 2012 بفندق ميريديان نفيس بمدينة مراكش يوما احتفائيا، بتعاون مع كل من كلية الآداب والعلوم الإنسانية القاضي عياض، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ودار النشر آفاق، والمعهد الفرنسي، تحت شعار «الكتاب والترجمة». وتؤكد وزارة الثقافة، حسب بلاغ بالمناسبة، أن هذا اليوم يهدف إلى التعريف بالإنتاج الفكري المحلي لناشري مدينة مراكش. كما تركز محاور اللقاءات والندوات على أهمية الكتاب والتأليف وإشكاليات حقوق المؤلف. وفي هذا الإطار سيعرف اللقاء تقديم وتوقيع ترجمة كتاب «كيف نترجم» لإيدمون كاري من طرف عبد الرحيم حزل، وكتاب «ترجمان الفلسفة» لمحمد موهوب. كما سيشهد اليوم تنظيم ندوتين حول موضوع «الكتابة، الترجمة وحقوق المؤلف»، بمشاركة باحثين مختصين من كلية الآداب بمراكش وكلية العلوم القانونية بالدار البيضاء، بالإضافة إلى جلسة نقاش حول موضوع «الكتابة المطبخية والسفر الذواقي المغربي» من تنظيم رؤساء المطبخ بمراكش. ويكرم في هذا اليوم صباح حسن، المحافظ السابق لمكتبة ابن يوسف لمجهوداته للرفع بالكتاب. كما برمجت أمسية للقراءات الشعرية بلغات متعددة، منها العربية والأمازيغية والحسانية، بمشاركة مجموعة من الأسماء كمليكة العاصمي، منسوم رشيد، مليكة الوالي علمي، أمينة حسيم، عبد السلام بومصر، منتصر دوما، عبد الغنى فنان وأحمد طليمات، والشاعر الفلسطيني وليد الكلاني. وبالإضافة إلى ذلك، يتميز اللقاء بتنظيم مسابقة «الشباب والترجمة»، التي تمنح للفائزين بأحسن ترجمة لواحد من النصَّيْن المقترحَيْن باللغتين العربية والأمازيغية إلى الفرنسية، مع الإشارة إلى أن الحاصل على الجائزة الأولى سيستفيد من إقامة للتقوية اللغوية بفرنسا لمدة أسبوع. ومن المنتظر أن ينظم اليونسكو مؤتمرا عاما للاحتفال بهذا اليوم. ويتزامن مع احتفالية هذا العام أيضا الاحتفال بمرور 80 عاما على بدء أعمال خدمة البحث المترجم، التي يوفرها موقع اليونسكو الإلكتروني، عن طريق فتح باب الحوار حول أهمية هذه الخدمة. وسيستضيف المقر الرئيسي لليونسكو هذه الاحتفالية بحضور عدد من الباحثين ومستخدمي هذه الخدمة. كما تم الإقرار على أن تكون التيمة الرئيسية للاحتفال باليوم العالمي للكتاب هذا العام هي «الكتب والترجمة». يذكر أنه تم اختيار هذا اليوم كتقدير «رمزي» لعدد من عمالقة الأدب والفكر العالمي، الذين فارقوا الحياة عام 1616 في نفس هذا اليوم، وعلى رأسهم ثربانتس وشكسبير. وتحتفل بهذا اليوم أكثر من 100 دولة على مستوى العالم، وهو الاحتفال الذي تم العرف فيه على توزيع زهرة على كل من يقوم بشراء كتاب جديد في هذا اليوم. وتعتبر مدينة يريفان (أرمينيا) العاصمة العالمية للكتاب هذا العام، وهو الاختيار الذي تم التوصل إليه في ختام اجتماع لجنة الاختيار المؤلفة من ممثلين عن الرابطات المهنية والدولية الرئيسية الثلاث المعنية بعالم الكتاب وعن اليونسكو. وتعود فكرة هذا اليوم إلى الخبرة الإيجابية التي أسفر عنها اليوم العالمي للكتاب وحقوق الملكية الفكرية، الذي نظمته اليونسكو عام 1996، فتم تدشين فكرة العاصمة العالمية للكتاب، واختيرت مدريد عاصمة الكتاب عام 2001.وبعد هذه التجربة الناجحة، تبنى المؤتمر العام رقم 31 في 2 نوفمبر من عام 2001، وبموجب القرار رقم 29، مبدأ اختيار إحدى العواصم كل عام لتكون عاصمة للكتاب. وتوصل الشركاء إلى اتفاق بأن تكون الإسكندرية العاصمة التالية بعد مدريد عام 2002، وأعقبتها دبي في عام 2003. وبعد ذلك أرسلت لجنة الترشيح دعوات عامة للتقدم بترشيحات، ثم اجتمعت في مقر اليونسكو واختارت على التوالي مدينة أنتورب (بلجيكا) في عام 2004، ومونتريال (كندا) في عام 2005، وتورينو (إيطاليا) في عام 2006، وبوغوتا (كولومبيا) في عام 2007، وأمستردام (هولندا) في عام 2008، وبيروت (لبنان) في عام 2009، وليوبليانا (سوليفينيا) في عام 2010، وبيونس آيرس (الأرجنتين) في عام 2011، ويريفان (أرمينيا) في عام 2012، وبانكوك (تايلاند) في عام 2013. وعلى الرغم من أنه لا يترتب عن الاختيار أي نوع من الجوائز المالية، فهو اعتراف رمزي على نحو خاص بأفضل برنامج مكرس للكتب والقراءة. وبالنسبة إلى معايير الاختيار ينبغي أن تكون البرامج المرشحة أو المؤيدة من جانب مسؤول المدينة المتقدمة بالطلب، هادفة إلى تدعيم الكتاب وتشجيع القراءة خلال الفترة التالية لليوم العالمي للكتاب والحقوق الفكرية حتى 23 أبريل التالي. وتفحص لجنة الترشيح البرامج المقدمة من تلك المدن المرشحة، وتبذل جهدا خاصا لإشراك كل مناطق العالم على التوالي، على أن يتم تقديم برنامج نشاط معد خصيصا لبرنامج العاصمة العالمية للكتاب، حتى ينفذ خلال الدورة التي ستعد المدينة فيها عاصمة للكتاب، من أجل استفادة للشركاء والمجتمع طويلة المدى من البرنامج هذا، وأن يكون هناك إطار عام للنفقات المتوقعة، واستراتيجية لتحديد الموارد المالية المحتملة، وتقييم درجة المشاركة المحلية والإقليمية والوطنية والدولية - بما فيها المنظمات المتخصصة وغير الحكومية- وآثار البرامج، ودراسة كم ونوع الأنشطة التي نظمتها المدينة المتقدمة في فترة واحدة، أو تنظمها باستمرار، بالتعاون مع المنظمات المتخصصة الوطنية والدولية، التي تمثل الكتاب والناشرين وبائعي الكتب وأمناء المكتبات مع الاهتمام بالمساهمين المختلفين في سلسلة تقديم الكتاب، وفي المجتمع العلمي والأدبي، بالإضافة إلى مراعاة مبادئ حرية التعبير، وحرية النشر وتداول المعلومات، كما نص عليها ميثاق اليونسكو، والمادة 19 و27 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واتفاقية استيراد المواد التعليمية والعلمية والثقافية (اتفاقية فلورنسا).