تم وضع اللمسات الأخيرة على قرار التحاق 20 رئيس جماعة حضرية وقروية بإقليمتارودانت بحزب الاستقلال بعد أن أعلنوا منذ أزيد من ثلاثة أشهر عزمهم على مغادرة حزب الأحرار، حيث شهد حفل عشاء نظم ليلة السبت الماضي الإعلان الرسمي عن قرار الالتحاق. وذكر مصدر حزبي من الملتحقين الجدد بحزب الاستقلال أن دوافع انسحابهم من حزب الحماية يتمثل أساسا في انفراد مجموعة من المسؤولين الجهويين والإقليميين بالقرار وعدم تجديد أعضاء المجلس الوطني من الإقليم منذ أزيد من عشر سنوات، الأمر الذي حرم العديد من الشباب من إبداء رأيهم في مجموعة من المحطات التي مر منها الحزب، خاصة المخاض الذي شهده عقب ظهور الحركة التصحيحية. وأضاف المصدر ذاته أن المشاورات من أجل الالتحاق بحزب الاستقلال انطلقت منذ أزيد من أربعة أشهر. ويعتبر هذا الرحيل الجماعي الثاني من نوعه الذي شهده حزب الأحرار بإقليمتارودانت بعد أن قرر العشرات من المستشارين والأعضاء شد الرحال نحو حزب الأصالة والمعاصرة بعد أن تقدمهم الحسين بوالرحيم، رئيس جماعة تينزرت والمتهم الرئيسي في ملف ما بات يعرف ب«أستاذ تارودانت». وفي السياق ذاته ذكرت مصادر حزبية أن صلاح الدين مزوار حل نهاية الأسبوع الماضي بتارودانت. ورجحت المصادر ذاتها أن يكون السبب الرئيسي في الزيارة هو هذا الترحال الجماعي الذي يشهده الحزب. كما لم تستبعد المصادر نفسها أن تندرج هذه الزيارة في إطار التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر القادم لحزب الحمامة والمرتقب أن يشهد العديد من المفاجآت بعد توالي الانسحابات منه. ورجحت مجموعة من الجهات المتتبعة للشأن الحزبي بالمنطقة أن يكون هذا الانسحاب الضربة القاضية لواحدة من القلاع التاريخية لحزب الأحرار بجهة سوس، والتي ظلت تنافس بقوة الخصم اللدود المتمثل في حزب الاستقلال، وهو ما أضحى يدعم كفة هذا الأخير، الذي يكون قد عزز موقعه بالجهة في سياق التحضير للاستحقاقات الانتخابية القادمة، التي يرتقب أن تشتد فيها المنافسة بين الاستقلال والعدالة والتنمية القادم بقوة إلى هذه الانتخابات. كما يرتقب أن تشتد المنافسة بين الحزبين على مستوى الانتخابات الجهوية، التي ستفرز مجلس جهة سوس ماسة، خاصة أن إقليمتارودانت، بدائرتيه الشمالية والجنوبية، يضم ما يفوق ثلث المستشارين بجهة سوس ماسة درعة حيث يضم 1200 مستشار جماعي من أصل 3400 مستشار جماعي يشكلون عدد المنتخبين بجهة سوس ماسة درعة حيث تضم تارودانت الشمالية وحدها 680 مستشارا. وبلغة الأرقام أضحى حزب الاستقلال الأول على مستوى الجهة، مما يجعل المنافسات الانتخابية القادمة مفتوحة على كل السيناريوهات.