قالت مصادر من مجلس جهة سوس ماسة درعة إن صراعا خفيا بدأ يطفو على سطح العلاقات بين مكونات أغلبية المجلس، خاصة بين حزبي التجمع الوطني للأحرار والاستقلال وكذا الاتحاد الاشتراكي، في الوقت الذي يلعب فيه حزب العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة دور المتفرج رغم تمثيليتهما في مكتب المجلس. مناسبة الحديث عن مكتب مجلس جهة سوس هو فشل ابراهيم حفيدي رئيس المجلس المنتمي لحزب الأحرار في إنهاء اجتماع المكتب المسير خلال بداية الأسبوع المنصرم، والذي انفض دون استكمال نقط جدول أعماله بعد أن انسحب سعيد ضور أحد نواب حفيدي والقيادي الاستقلالي بجهة سوس، والذي احتج على ما اعتبره تدبيرا ماليا غير مقنع من الرئيس، واحتج ضور في اجتماع مكتب جهة سوس الذي خُصص لمناقشة ميزانية 2012، مبديا عدم موافقته على الاعتمادات المقترحة لعدد من الفصول المتعلقة بالاستقبالات والوقود وفصول أخرى رأى أن الاعتمادات المقترحة لها غير معقولة ولا تستجيب لشعار ترشيد النفقات. وبعد انسحاب ضور رفع رئيس المجلس الاجتماع إلى موعد لم يحدد بعد، وتأجل معه لقاء لجنة المالية للجهة. ما وقع في اجتماع مكتب جهة سوس أعاد للساحة السياسية بالجهة المذكورة النقاش حول الصراع بين حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب التجمع الوطني للأحرار الذي "انتعش" بالجهة لأسباب ربطها فاعلون سياسيون بسوس بوجود عضو سابق بالمكتب التنفيذي لحزب الحمامة على رأس الإدارة الترابية بالجهة في إشارة إلى والي الجهة محمد بوسعيد، وكذا بالثقل الذي يمثله عزيز أخنوش وزير الفلاحة. فبوسعيد والي الجهة يعتبر بحكم القانون الآمر بصرف ميزانية مجلس الجهة، ورئيس رجال السلطة بمختلف مناطق سوس ماسة درعة، يشكل دعما قويا حسب الفاعلين المشار إليهم لحزب الأحرار على حساب باقي الأحزاب بالجهة، وهو ما بدت مؤشراته في صراع رئيس مجلس أكادير طارق القباج مع والي الجهة، وتسيير حفيدي بكل أريحية لمجلس الجهة خاصة من ناحية تدبير مالية الجهة يقول الفاعلون السياسيون. وعن "ثقل" عزيز أخنوش وزير الفلاحة والذي أكدت مصادر مقربة منه ل"هسبريس" أنه يستعد للترشح بدائرة تيزنيت بالجهة نفسها، فإن حزب التجمع الوطني للأحرار لم يستطع الفوز بتسيير العدد الذي يسيره من جماعات جهة سوس إلا بفضل تدخل أخنوش من خلال علاقاته وما وُصف بضغوطاته على مستشارين معروفين بالجهة. وحسب عضو بمكتب مجلس جهة سوس طلب عدم ذكر اسمه، فإن كل المؤشرات تفيد بأن أخنوش عازم على مواصلة ما قال عنه إطلاق مزيدا من الحمام في سماء جهة سوس، موضحا أن وزير الفلاحة وبعد إعلانه لعدد من المقربين منه بنية ترشحه بدائرة تيزنيت، فإنه يؤكد على أن حزب الأحرار يراهن عليه بشكل كبير للظفر بأكبر عدد من المقاعد بالجهة، وإذا ما تم ذلك فإن أخنوش حسب المتحدث المذكور سيحقق ما يصبو إليه من ترقي في قيادة الأحرار ولما لا المنافسة على رئاسة الحكومة إذا ما تمكن حزبه من الفوز بالانتخابات يضيف المتحدث نفسه. إلا أن العضو بمكتب جهة سوس المشار إليه، قال إن شروط المنافسة السياسية لن تكون متوفرة إذا استمر محمد بوسعيد واليا للجهة، والذي لن يكون بمقدوره الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب وهو الذي ما يزال قياديا في حزب الأحرار رغم أنه والي نظريا على حد تعبير العضو بمجلس جهة سوس ماسة درعة.