كغيرها من الجهات تستعد جهة سوس ماسة لخوض غمار انتخابات 25 نونبر 2011، وهي انتخابات تأتي في سياق تطغى عليه السمات التالية: l تحتل هذه الجهة المرتبة الأولى من حيث عدد الجماعات المحلية، إذ يبلغ 236 جماعة محلية، منها 212 جماعة قروية. وهذا ما يجعلها خزانا انتخابيا للمرشحين للتباري على مقعد في مجلس النواب. وتصل ساكنتها إلى 3 ملايين و115 ألف نسمة حسب إحصاء 2004. l استبعاد زاكورة ووارزازات من جهة سوس ماسة درعة، خلف حرمان الجهة من 8 مقاعد برلمانية، وقد وُزعت في الولاية التشريعية الحالية على أحزاب «الجرار» و«الوردة» و«الحمامة» بمقعدين لكل حزب، في حين يظل السعيد أمسكان أحد ديناصورات إقليم وارزازات، إذ مازال متشبتا بصفة برلماني منذ 1984 باسم «السنبلة». كما شكل استحداث إقليم سيدي إفني وإلحاقه بجهة كليميم استقطاعا من جهة سوس. * إعادة ترتيب عدد من التحالفات الحزبية في الجهة، خصوصا الطلاق بين العدالة والتنمية والاتحاد الإشتراكي في بلدية أكادير. * سيشكل التحالف الحزبي للثمانية امتحانا ميدانيا لمدى قوته الإنتخابية والتنسيقية مع استحضار القوة التقليدية للتجمع الوطني للأحرار، وتطلع حزب الاستقلال لمزيد من المكاسب الانتخابية. * دخول مرشحين جدد من طينة القاضي السابق جعفر حسون باسم العدالة والتنمية، في إقليم يعرف قسمة متساوية بين «الأحرار» و«الاستقلال».. تارودانت معقل الأعيان يتشبت عدد من السوسيين بأن تارودانت هي المعقل الحقيقي للسوسيين، وقد تعاقبت عليها عدد من الحضارات بدءا من الرومان إلى الفتح الإسلامي، وكانت تشكل في كل العصور نقطة صراع بين حكامها ومناوئيهم، وهي اليوم تشكل أيضا مجالا خصبا لصراع انتخابي في ظل سطوة بعض الأسر والآعيان عليها. أحدث إقليمتارودانت سنة 1981 على مساحة تبلغ 16305 كلم مربع، تشكل منها دائرة تارودانت الجنوبية 4617 كلم مربع، وتتكون من 89 جماعة محلية من بينها سبع بلديات، و82 جماعة قروية، و5 دوائر و14 قيادة، مما يجعلها أكبر الأقاليم على الصعيد الوطني، ويبلغ عدد سكانها 799179 نسمة، وتنقسم انتخابيا إلى دائرتين تشريعيتين هما: دائرة تارودانت الشمالية وتضم 3 مقاعد. ثم دائرة تارودانت الجنوبية وتضم 4 مقاعد. وتتكون هذه الأخيرة من 37 جماعة محلية منها 4 بلديات هي تارودانت وأيت ايعزى والكردان وأولاد تايمة، وتعتبر الأكثر كثافة سكانيا ب 440857 نسمة، وتعد الأهم من الناحية الاقتصادية، رغم أنها لاتشغل إلا الربع من مساحة الإقليم. وحاليا توزع دائرة تارودانت الشمالية والجنوبية على النواب البرلمانيين:محمد بوهدود (الأحرار منذ 1977)، حسن اليماني (الأصالة والمعاصرة، منذ 1984)، محمد ساجد (الاتحاد الدستوري، منذ 1993)، عبد الصمد قيوح (الاستقلال، منذ 1997)، ابراهيم اعبيد (العدالة والتنمية، منذ 2007)، الحبيب البوبكراوي (الاستقلال، منذ 2007)، الحسن أمروش (الاستقلال، منذ 2007). آل قيوح يرثون تارودانت ومن عليها لايمكن الحديث عن إقليمتارودانت دون ربطه بعائلتين هما آل قيوح وآل بودلال: عبد الصمد قيوح: «الولد سر أبيه»، هو المثل الذي يصدق على أسرة قيوح الإبن عبد الصمد والأب علي، فالإبن 46 سنة، ذاق «حلاوة البرلمان» وهو لم يتجاوز بعد عقده الثالث، وكان ذلك بالضبط سنة 1997، باسم حزب الاستقلال ضمن دائرة تارودانت، ويترأس المجلس الإقليمي منذ سنة 1997. تمرس على التجربة الحزبية والبرلمانية على يد والده علي قيوح، أحد قيدومي البرلمانيين ومن أعيان جهة سوس. وإذا كان من فضل لهذه العائلة على حزب الاستقلال فهو توطيده في العمق السوسي، إذ يحتل «الميزان» في جهة سوس ماسة درعة المرتبة الرابعة بأربعة برلمانيين هم: عبد الصمد قيوح، ولحسن أمروش، والحبيب البوبكراوي، والمصطفى جلوني. وهو نفس العدد بالنسبة لمجلس المستشارين. ويرى عدد من المتتبعين أن الإقليم تم حسمه بين قطبين هما آل قيوح ممثلا في عبد الصمد (الاستقلال)، وآل بودلال ممثلا في محمد بوهدود (الأحرار)، إلى درجة أن صفحة تضم آلاف المعجبين ظهرت على «الفايسبوك» تحت شعار «كلنا ضد هيمنة قيوح وبودلال على بلدية أولاد تايمة، نريد التغيير»، ويطالب رواد الصفحة بتكسير هذا الحصن المتين وفتح الباب أمام كفاءات أخرى. لكن الوجه الجديد الممثل في ترشح القاضي السابق جعفر حسون وكيلا للائحة «المصباح» في تارودانت، قد يكون من شأنه إعادة ترتيب الأوراق. الديناصورات السوسية في البرلمان أثبت عدد من العلماء الأركيولوجيون أن منطقة تارودانت تزخر بالعديد من الحفريات والآثار الصخرية منذ آلاف السنوات الجيولوجية، وآخر الحفريات أكدت أن الديناصورات كانت تعيش بالمنطقة، ورغم أن زمن الديناصورات انتهى وانقرض، يبدو أن هذه السلالة مازال لها أثر في الحياة البرلمانية بمنطقة تارودانت، وذلك من خلال «تعمير» عدد من البرلمانيين لأزيد من 35 سنة، ومنهم من بدأ يستعد لولاية تشريعية سادسة، فمن هم هؤلاء المعمرون الجدد؟ * محمد بوهدود (67 سنة، مدير شركة):إذا كان من تكريم لعميد البرلمانيين السوسيين، فإن بوهدود المشهور ببودلال سيفوز عن جدارة واستحقاق ب «الدرع الذهبي» لأقدم برلماني بالمنطقة، إذ باللون الأزرق أو رمز «الحمامة» فيما بعد، يمثل دائرة تارودانت منذ 1977، أي بما مجموع خمس ولايات تشريعية، والسادسة قد تكون في الطريق، بل حتى صورته الموضوعة رفقة بياناته في موقع مجلس النواب على الأنترنيت، هي باللونين الأبيض والأسود.. ويجد بوهدود نفوذه الكبير في عدد من الجماعات القروية، فهو حاليا رئيس المجلس البلدي لأولاد تايمة، والرئيس السابق للغرفة الفلاحية لتارودانت (10 سنوات)، كما سبق له أن ترأس مجلس جهة سوس ماسة درعة بين 1997 و2003،.. والمثير للإنتباه أنه لاتكاد تخلو محطة تشريعية من الطعن في شرعيته التمثيلية، لكن المجلس الدستوري يصرح بعدم كفاية أدلة الطعن.. * حسن اليماني: هناك طرفة يتداولها المغاربة، وهي لما سئل أحد المستشارين عن مهنته قال: مستشار جماعي. وهو ما ينطبق حقيقة على النائب البرلماني حسن اليماني، إذ أخطأ حاسوب مجلس النواب، فعوض أن يضع مهنة النائب البرلماني في المكان المخصص لها، وضع فترات الولايات التشريعية منذ سنة 1984 على إقليمتارودانت، وكأن مهنة السيد النائب المحترم تحولت لبرلماني، تنقل بين عدد من الأحزاب، واستقر بداية الولاية التشريعية الحالية في «جرار» الشيخ بيد الله، * محمد ساجد: هل أصبح إقليمتارودانت عاقرا عن إنجاب وجوه جديدة؟ يندرج السؤال ضمن «التآلف التمثيلي» الذي أصبح يربط ساكنة تارودانت بممثليهم البرلمانيين، إذ إضافة إلى بوهدود واليماني ينبري اسم محمد ساجد نائبا برلمانيا باسم الاتحاد الدستوري لتارودانت الشمالية، ضمن ديناصورات سوس في قبة البرلمان، فالرجل استأنس بهذه الصفة منذ 1993، واحتل الرتبة الأولى في انتخابات 2007، ب 15 ألف صوت من مجموع 207 آلاف مسجل. «الحمامة الزرقاء» تضع بيضها في عش سوس حسب التقطيع الجهوي برسم الولاية التشريعية الحالية في جهة سوس ماسة درعة، فإن عدد المقاعد البرلمانية المخصصة للجهة يبلغ 30 مقعدا موزعين على 7 دوائر انتخابية، وقد تمكن حزب التجمع الوطني للأحرار من احتلال المرتبة الأولى برسم انتخابات شتنبر 2007، بما مجموعه 9 مقاعد (مقعدين في كل من أكاديروتارودانت، ومقعد واحد في باقي الدوائر)، يليه حزب العدالة والتنمية ب 6 مقاعد ثم الإتحاد الإشتراكي ب 5 مقاعد، وفي المرتبة الموالية نجد حزب الاستقلال بأربعة مقاعد.. وحسب عدد من المصادر فإن أحرار مزوار يسعون لبسط زحفهم الأزرق من جديد وتأكيد حضورهم خصوصا مع دخول «امبراطور الأحرار» عزيز أخنوش على خط التنسيق بين كتاب الفروع المحليين لاختيار من يتوفرون على حظوظ كبيرة للفوز بأكبر عدد من المقاعد، وإذا ما نجح هذا «الزحف الأزرق» فإن سوس ستصبح فعلا أكبر عش حمامة، بدء من الإدارة الترابية ممثلة في والي الجهة محمد بوسعيد، عضو المكتب التنفيذي للتجمع الوطني للأحرار، إلى الكتلة التشريعية. ممثلو سوس في البرلمان تيزنيت: صراع «الحمامة» و«المصباح» كانت دائرة تيزنيت في التقطيع الإنتخابي السابق تمنح لها ثلاثة مقاعد في البرلمان، لكن بعد استحداث إقليم سيدي إفني وإلحاقه بجهة كلميم، اقتصر الأمر على مقعدين، مما يجعل المنافسة قوية بين المرشحين، ومن أبرز الترشيحات، نجد عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، وعضو المكتب التنفيذي للتجمع الوطني للأحرار، والذي يسعى إلى إطلاق أكبر سرب من الحمام فوق سماء سوس ماسة، انطلاقا من مسقط رأسه، خصوصا بعد أن طارت «الحمامة» عن دائرة تيزنيت في انتخابات 2007، سعي يجد منافسة قوية من حزب العدالة والتنمية، حيث حسمت هيئة الترشيح في تقديم عبد الجبار القسطلاني، الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية الراغب في ولوج ولاية تشريعية ثالثة وكيلا للائحة «المصباح» في تيزنيت إلى جانب رفيقه المحامي محمد بن فقيه، لكن رغبة محامي آخر هو عبد اللطيف أوعمو رئيس البلدية (التقدم والاشتراكية) في اقتحام تجربة نيابية في الغرفة الأولى، من شأنه إعطاء الصراع الإنتخابي طعما آخر. إنزكان: تحالف «الحمامة» و«الحصان» من حيث العدد فإن حصول الفريق التجمعي الدستوري في مجلس النواب على مقعدين من أصل ثلاثة مقاعد خلال تشريعيات 2007 في دائرة إنزكان، اعتبر بمثابة نصر كبير لأصحاب «الحصان» و«الحمامة»، من خلال عضوية محمد أملود (الاتحاد الدستوري) والعربي كانسي (الأحرار)، وهو ما يسعى محمد الأبيض وصلاح الدين مزوار إلى تكريسه في انتخابات 25 نونبر 2011. غير أن الأخبار القادمة من إنزكان تفيد بأن النائب البرلماني محمد أملود، ورئيس بلديتها، عبر في عدد من اللقاءات الحزبية عن عدم رغبته في خوض تجربة برلمانية ثالثة،. وإذا صح حديث اعتزال أملود للحياة السياسية فإن اسمين احتياطيين يظهران هما إبراهيم الصوم، عضو المجلس الإقليمي لإنزكان -أيت ملول، ورئيس الجماعة القروية «التمسية» وإبراهيم أخراز، النائب التاسع لرئيس بلدية إنزكان. في حين أن أحرار مزوار مازالوا متشبثين بمرشحهم العربي كانسي، رئيس بلدية القليعة.. بالمقابل لم يحسم بعد حزب العدالة والتنمية لائحته، والتي حسب بعض المتتبعين قد لا تخرج عن نائبها الحالي المحامي عبد الرحمان نور الدين، أما الاتحاديون فيبدو أن ضم لائحة الترشيحات لأزيد من 10 اتحاديين يجعل من مهمة اختيار وكيل لائحة إنزكان صعبة، ومع ذلك فإن أسهم الحسين اضرضور مرتفعة ليقود لائحة «الوردة» في إنزكان إلى جانب احتمالات أخرى تهم الطيب الحسناوي، عضو المجلس البلدي لأيت ملول، وابراهيم سومان، النائب البرلماني السابق للحزب في إنزكان.. أكادير إداوتنان: القباج على خط الغرفة الأولى من بين الأحزاب التي حسمت ترشيحاتها في أكادير نجد حزب الإتحاد الإشتراكي ممثلا في طارق القباج، الذي يرأس في نفس الوقت بلديتها، بحكم أن العرف الإتحادي جرى في أكادير منذ الستينيات على عدم ترشيح اسم واحد لولايتين تشريعيتين. أما في البيت الأزرق، فإن صراعا خفيا يدور بين أنصار مولاي محمد المسعودي الذي يسعى لولاية ثانية، وبين لحسن بيجيدكن الذي من المرجح أن يظفر بثقة المكتب التنفيذي للأحرار. في البيت الاستقلالي، المشكل أعوص إذ لم يجد بعد عباس الفاسي الشخص المناسب ليرفع «ميزان» الحزب في عاصمة سوس، وهو ما يبين لجوء الحزب لممثله في مجلس المستشارين محمد السباعي بعد رفع حالة التنافي المتعلقة بالعضوية في مجلس المستشارين والترشح لمجلس النواب.أما بالنسبة لحزبي العدالة والتنمية والحركة الشعبية فيبدو أن مرشحيهما على التوالي عيسى امكيكي وابراهيم زركضي لم تنته صلاحيتهما.