دعا محمد نجمي المدرب السابق للرجاء البيضاوي، والذي يقود حاليا فريق اتحاد المحمدية، مسيري الفريق «الأخضر» إلى الاعتراف بأخطائهم بعد هزيمة الفريق أمام تشيلسي الغاني بخمسة أهداف لصفر. وقال نجمي ل»المساء» إن الارتجالية هي سبب الهزيمة، وليس الطقس أو الحكم. - ما هو تعليقك على هزيمة الرجاء ضد تشلسي الغاني بخمسة أهداف لصفر؟ إنها كارثة، فلم يسبق للرجاء أن مني بهزيمة ثقيلة بهذا الحجم، لكن قبل المباراة كنت متأكدا أن أمور الرجاء ليست على ما يرام و صرحت قبل ساعة من المباراة أن مهمة الرجاء لن تكون سهلة في سونياني، وأن الفريق سيلعب مباراة فخ، فالرجاء سافر إلى غانا بثمانية عشرة لاعبا منهم ثلاثة حراس مرمى ولاعبين مصابين، ( إدريس بلعمري وعمر ديوب) ولاعب عائد من الإصابة ( زكرياء الشعباني) وزيد وزيد.. وهذا يعني أن الرجاء رحلت عرجاء إلى غانا، ومجموعة من اللاعبين المميزين الذين يملكون التجربة غابوا عن الرحلة. الرجاء انطبقت عليه مقولة :» باك طاح في السوق، راه من الخيمة خرج مايل». فتوقعاتي لم تذهب سدى، والرجاء وجد واقعا آخر ليخرج صغيرا في مباراة عن دور ال32 من كأس عصبة أبطال إفريقيا ويصبح حديث العالم. المنافسات الإفريقية تتطلب لغة أخرى، غير لغة الارتجالية، فإذا أردت أن تلعب دوري عصبة أبطال وتحقق نتائج إيجابية، فعليك أن تكون جيدا على جميع المستويات، سواء عبر الانتدابات القوية أو الاستعداد الجيد، أو بالأحرى يجب أن تتوفر على تشكيلة بشرية متكاملة بلائحة لاعبين تضم 30 لاعبا، إن غاب ذلك يعوضه لاعب آخر وهكذا دواليك، وهي أمور لم يحسن استعمالها الرجاء، فاللائحة الإفريقية ضمت لاعبين شباب أو لاعبين غير جاهزين، ولاعبين غير متمرسين إفريقيا، كما أن الرجاء لم يعوض اللاعبين الذين تم تسريحهم بلاعبين من طينتهم، الرجاء إلى حد الآن لم يجد خلفا لا لمحسن متولي ولا لممادو بايلا ولا عمر نجدي، فمتولي وبايلا هما من أهلا الرجاء الموسم الماضي إلى دوري المجموعات وهما لاعبين بتقنيات كبيرة ولهما مكانة في الرجاء. - هل نفهم من كلامك أن التشكيلة البشرية هي سبب هذه الهزيمة؟ بالتأكيد، لكن اللاعبين ليسوا الوحيدين المسؤولين، ربما المدرب ومسيرو الفريق استصغروا الأدوار الأولى من عصبة أبطال إفريقيا، ولم يضعوا في الحسبان أن إفريقيا حاليا ليست هي إفريقيا الأمس، فالمجموعة التي توجهت إلى غانا تفتقد للكثير، ولولا الألطاف الإلهية لانهزم الرجاء بأكثر من خمسة أهداف واسأل اللاعبين وسيخبرونك، كم صد ياسين الحظ من كرة، وكم من كرة أبعدها محمد أولحاج من خط المرمى، إنها كارثة، كيف يعقل أن يرحل الرجاء بدون لاعبين محنكين إفريقيا. كان من اللازم أن تعرف اللائحة الإفريقية للرجاء تواجد لاعبين من قبيل بوشعيب لمباركي، فهذا اللاعب رغم كبر سنه فإنك تكون في حاجة ماسة إليه في أدغال إفريقيا، كيف يعقل أن يتم الاستنجاد بالمدافع أمين الرباطي قبل ساعات من الرحلة وهو الذي لم يخض أي مباراة كرسمي منذ شهور، إنها قمة الارتجالية. - والمدرب ألا يعد مسؤولا هن هذه الهزيمة القاسية؟ أكيد، فهو يملك نصف المسؤولية فالمدرب هو من وضع لائحة الرجاء الإفريقية، وهو من فشل في تدبير شوطي مباراة تشيلسي الغاني، أخطاء عديدة ارتكبها المدرب في مباراة تشيلسي، تغييراته لم تكن ناجحة، كما أنه لم يقرأ المباراة جيدا، كيف يعقل أن تستقبل مرمى الرجاء الهدف تلو الآخر ولا يحرك ساكنا، كان من المفروض على المدرب تغيير نهجه التكتيكي، والإقدام على بعض التغييرات أبرزها اللعب بخطة دفاعية صرفة والاعتماد على المرتدات، العديد من الأمور كان من اللازم أن تطبق في الشوط الثاني كانت ستوقف النزيف وتجنب الرجاء الفضيحة، أظن أن المدرب «داخ» بهذا المصطلح وهو ما تسبب للرجاء في نتيجة كبيرة كهاته. هذا المدرب إذا أراد بمعية المكتب المسير تشبيب الفريق، فلا تشبيب بدون لاعبين مخضرمين، في أكبر الفرق الأوربية التي تعتمد على التشبيب، تجد تواجد سبعة لاعبين على الأقل مجربين يكونون بمثابة الأساتذة في الملعب، وهو الأمر غير الموجود في الرجاء حاليا، لقد سبق وأن اشتغلنا في الرجاء ونعرف ماهية التشبيب، التشبيب هو لاعبين مجربين وشباب. أنا ألخص مستوى الرجاء الهزيل ضد تشلسي الغاني في أمرين لا محيد عنهما هو افتقادنا للتركيبة البشرية الجيدة للمنافسة الإفريقية، أما الأمر الثاني فهو لائحة الرجاء الإفريقية التي تجاهلت بعض الأسماء التي كان من اللازم تأهيلها. - لكن المدرب ورئيس وفد الرجاء وبعض اللاعبين، برروا الهزيمة بالحكم و الظروف المناخية الصعبة؟ هذا ضحك على الذقون، وجمهور الرجاء واع ، ولن تدر الرماد على عيونه بهذه المبررات، الرجاء ثلاثين عاما وهي تلعب في إفريقيا»، والرجاء سبق أن لعب في ظروف أصعب من هذه ، لا ملعب لا فندق لا حكام، لكن كان للرجاء لاعبين في المستوى. مبررات الملعب والحكم والظروف المناخية الصعبة، يمكن أن يقولها مسيرو النادي المكناسي، الذين أهنئهم بالمناسبة بنتيجتهم الجيدة في غينيا، فالكوديم فريق غير مجرب إفريقيا، وليس له من التجربة الإفريقية كما للوداد والرجاء، إذن فمن غير المعقول أن يتسلح المدرب أو المسير أو اللاعب بالعوامل السالفة الذكر، على المكتب المسير والمدرب أن يكونوا صادقين ويعترفوا بالخطأ، يجب إعادة النظر في مجموعة من الأمور فالاعتراف بالخطأ فضيلة، فهزيمة تشيلسي هي درس للجميع ومن الدرس نتعلم، إذا أردنا أن نقدم مستويات جيدة في المنافسات الإفريقية فعلينا أن نستعد جيدا وننتدب الأحسن ونجد السيولة المالية الكافية للمشاركة الإفريقية، من الدروس التي يجب أن نتعلم هي ألا نبيع نجومنا من أجل أن نسير الفريق، بل يجب في حالة بيع نجم من الفريق أن ننتدب لاعبا بقيمته يعوضه، أتمنى أن يتسلح مسيرو الرجاء وجميع مسيرو الفرق الوطنية بعقلية المسير التونسي أو المصري، فهؤلاء يملكون ثقافة المشاركة الإفريقية، وكل سنة هم حاضرون في أعلى المستويات وكل سنة أرباحهم المادية في ارتفاع. - هناك من يعتقد أن الرجاء قادرة على العودة في النتيجة وتسجيل سداسية في الإياب، وإعادة سيناريو أسيك ابيدجان ما تعليقك؟ المهمة صعبة إن لم أقل مستحيلة، أنا كنت ضمن الطاقم التقني لفريق الرجاء حين فزنا على أسيك أبيدجان في عام 2002 ، الأمور مختلفة، في الذهاب خسرنا في ظروف صعبة وكان الكل مجند لتأهيل فريق أسيك ابيدجان، فقد تغلبنا على الحكم وعلى أرضية الملعب الصعبة وعلى الجمهور وعلى ظروف الإقامة الصعبة، وكنا قادرين على هزم اسيك في ابيدجان، وحتى الأهداف التي سجلت علينا جاءت عبر ضربات ثابتة، إذ كنا نعلم أننا قادرون على هزم اسيك، والرجاء في ذلك الوقت كانت تضم لاعبين جنود « محاربين في الملعب» فزمن 2002 ليس هو زمن 2012 ، علما أنني أتمنى أن يحقق الرجاء الصعب ويتجاوز فارق خمسة أهداف.